قال الكاتب العزب الطيب الطاهر، المتخصص في الشؤون القطرية، إن قطر تريد من مصر علاقة طبيعية، لأن الدولتين ينتميان لمنظومة واحدة، وهي العربية والدين الإسلامي، بالإضافة لوجود روابط كثيرة بينهما، موضحا أن هناك أكثر من 200 ألف مصري في قطر، ناهيك عن وجود استثمارات قطرية في مصر. وتابع الطاهر أن هناك تباين في الرؤي بالنسبة للشق السياسي، وأن هذه هي المعضلة بين البلدين، مشيرا إلي أن كل دولة تقدر مواقف تخص مصلحتها، وان أخر تجليات هذا التباين هو ما جري في الجامعة العربية قبل يومين، عندما أبدي مندوب قطر التحفظ علي بندين في توجيه الضربات المصرية لداعش في ليبيا، والخاصين برفع حظر التسليح الدولي عن ليبيا، وأيضا بند تفهم الجامعة العربية لتوجيه الضربة المصرية لليبيا. وأوضح ان قطر اعترضت علي هذا لأن دخول الجيش المصري يضفي المزيد من التعقيد علي الأزمة الليبية، وبالنسبة لتسليح الجيش الليبي فهذا الموقوف مرفوضا أمريكيا وغربيا، وهو ما جعل قطر ترفضه أيضا، لافتا إلي أن الموقف القطري كان ينطوي علي سوء تقدير، لأن الموقف كان شبه إجماع من جانب العرب. وأشار إلي أن قطر عضو في التحالف الدولي المحارب لداعش الإرهابية، مشددا علي أن دور مصر في ليبيا عسكريا يعني دفاعها عن مجمل الأمن العربي، وليس أمن مصر فقط، خاصة وأن الإرهاب يتشعب في كل منطقة عربية ويحدث له إنتشار. وفيما يتعلق ببيان مجلس التعاون الخليجي المعادي لمصر، والذي تم التراجع عنه بعد ذلك، قال إن التراجع عنه صدر بمعرفة قطر بحكم رئاستها للمجلس ووضع عليه اسم الأمين العام، متعجبا من نشر وكالة الأنباء السعودية الرسمية لهذا البيان، بالرغم من أنها لا تنشر أي بيانات إلا بامر سياسي. وردا علي عدم اعتراف قطر بثورة 30 يونيو، رأي المتخصص في الشؤون القطرية، أن المستوي الرسمي ليس هناك موقف رسمي من الحكومة القطرية ضد نظام الثورة، بل أن أمير قطر إعترف رسميا بالنظام المصري والرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحا أن قطر نددت بجريمة قتل المصريين في ليبيا. وشدد علي أن المفارقة تكمن في قناة 'الجزيرة' التابعة لقطر، خاصة وأن الحكومة القطرية تنفق عليها، قائلا :'الجزيرة مباشر مصر تم اغلاقها وبعدها تم استبدالها بقنوات آخري تفي بالغرض'. وحول احتواء جماعة الإخوان بقطر، أوضح الطاهر أن أحد بنود الإتفاق الخليجي السابق كانت بسبب مصر، وأنه تم الاتفاق علي إبعاد الرموز الإخوانية المتهمة في مصر عن أرضها، وأبعدت بالفعل البعضن وبعضهم الآن عاد من باب خلفي، بحسب وصفه. وأشار إلي أن لجوء الإخوان لهم موجود في كل العالم، ولكن كان علي قطر منع نشاطهم العدائي ضد مصر.