قصفت طائرات عسكرية تابعة للحكومة الليبية المعترف بها دوليا ناقلة نفط يونانية في ميناء درنة الليبي، وهو ما أسفر عن مقتل اثنين من طاقمها. وقال المتحدث باسم الجيش الليبي' أحمد المسماري' إن القوات الليبية ارتابت في الناقلة التي سارت في طريق مختلف، ودخلت منطقة عسكرية، وكانت تنتظرها سفن صيد. وأضاف في تصريح ل'بي بي سي': 'طلبنا من الناقلة أن تتوقف، لكنها بدلا من ذلك أطفأت أنوارها ولم ترد علي اتصالاتنا، ولذا اضطررنا لقصفها مرتين.' وطالبت الحكومة اليونانية بالتحقيق فيما وصفته بأنه هجوم 'جبان غير مبرر'. وشددت الحكومة علي ضرورة معاقبة المسؤولين عن الهجوم الذي وقع الأحد. وتسيطر مجموعات مسلحة إسلامية علي مدينة درنة منذ أكثر من عامين. وهاجم الجيش الليبي الميناء عدة مرات خلال العام الماضي في محاولة لإضعاف المجموعات المسلحة في المدينة. وطالبت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا المجتمع الدولي ب'تسليح الجيش الليبي سريعا لمواجهة الميليشيات المسلحة'. وكانت السفينة 'أرافو' تقل طاقما مكونا من 26 فردا بينهم مواطنون من الفلبين واليونان ورومانيا. وتتبع السفينة شركة 'إيجه لخدمات الشحن'، ومقرها أثينا، وكانت تحمل 12, 600 طن من النفط الخام وترفع العلم الليبيري. وتقول السلطات اليونانية إن السفينة كانت ترسو في الميناء عندما تعرضت للهجوم، وأضافت أنها كانت تقوم بخدماتها المعتادة بين ميناءين ليبيين. وأشار المسماري إلي أن السفينة مسجلة بالفعل لدي شركة النفط الوطنية الليبية. لكنه قال إنها لم تتواصل مع رئاسة أركان الجيش كما كان يفترض أن تفعل. وأضاف أن 'هيئة الملاحة لم تخبر الجيش عن الناقلة التي كان يفترض أن تتجه إلي محطة توليد الكهرباء في درنة لكنها مضت في طريق مختلف'. وذكرت الشركة المالكة للسفينة أنه لم يحدث تسرب نفطي، مضيفة أنها تجري تقييما للضرر الناجم عن الهجوم. وتعاني ليبيا من حالة فوضي سياسية وأمنية، إذ اضطرت الحكومة والبرلمان اللذان يحظيان باعتراف دولي إلي الانتقال إلي مدينة طبرق الشرقية بعد سيطرة مجموعات مسلحة إسلامية علي العاصمة طرابلس التي يوجد فيها حكومة وبرلمان آخران. ودعا مندوب ليبيا لدي الجامعة العربية عاشور بوراشد، المجتمع الدولي إلي تحمل مسؤولياته تجاه ما يحدث في ليبيا، وذلك خلال اجتماع طارئ عقدته الجامعة لبحث سبل إنهاء الصراع. وأعرب الأمين العام للجامعة نبيل العربي عن أسفه لتعثر جولة الحوار المنتظرة بين الفرقاء الليبيين. ولم تفلح وساطة الأممالمتحدة حتي الآن في جمع أطراف الصراع علي اتفاق ينهي الأزمة الراهنة.