منذ أشهر مضت.. كتمت 'غيظي' في 'قلبي'.. وأبيت علي نفسي الانخراط في أتون معركة 'حامية الوطيس' خاضها الأزهر الشريف، وعلماؤه، وشيوخه.. لإيقاف مفعول 'قنابل جسدية' أُعدت بإحكام، لتفجيرها في 'عواطف الشباب الملتهبة' والتائهة، في دوامات إنهاكها الحياتي.. والمعيشي. توقعت لسذاجتي أن 'صوت الأزهر' الذي يقدس المصريون، رسالته، منتصر ولا شك في معركته الفاصلة ضد 'هز البطون' و'تسويق الأفخاذ' و'الاتجار بالصدور العارية'.. وتوزيعها علي المشاهدين أينما وجدوا.. وقلت بطيبتي الصعيدية إن 'مصر المسلمة'، و'أم الأخلاق' تأبي علي نفسها أن تصبح معبرًا لبضاعة رخيصة.. آثر أصحابها أن يروجوها 'علنًا' علي عموم المصريين.. وأن يعلموا بناتنا 'وضاعتهم' في 'التجنيد الإجباري' لملهي الراقصات، الذي انتقل من 'خانة' السلوك المشين، والفاضح، إلي 'عمل إعلامي' تفتح له الشاشات بالساعات، علي وقع: دقات 'الهزات.. اللانهائية' والرعشات 'اللولبية' وجرعات 'الإثارة' التي تكفي وحدها لإطلاق 'طاقات' شباب محروم، لتنفجر في وجه المجتمع 'ملاحقة، وتحرشًا، واغتصابًا'. دارت رحي المعركة علي جبهتين ما أبعد الشقة بينهما إحداهما تدعو ل'فضائل الأعمال' ضمت شيوخ الأزهر، وبعض المدافعين عن قيم المجتمع، فيما الأخري ضمت 'شراذم الرذيلة' و'دعاة المجون'.. من 'حملة مباخر الإفك'.. وكان مثيرًا أن تطل وجوه 'شاردة' علي الشاشات، لتخوض حربًا 'غير مقدسة' دفاعًا عن 'اللحم الرخيص' و'المجون' المنتهك لحرمات البيوت والعائلات. ومن عجب، أنه، وحين تراجع 'غبار المعركة' وخمد 'لهيبها' كانت 'رايات عارية' ترفرف علي 'ساحة النزال' لقد انتصرت 'الرذيلة' علي 'الفضيلة'.. وغلب 'تيار الانحراف' عموم المجتمع.. احتفلت 'الساقطات' بفوزهن في 'معركة الطهر والرقص'.. ورحن، ومن سار في فلكهن من 'أصحاب المواخير' يملأن الدنيا، رقصًا وطربًا.. وأشياء أخري، بعد أن سجلن 'نصرًا تاريخيًا' في موقعة 'السقوط الأخير'. هكذا.. دونت الصفحات 'سجلاً أسود' في تاريخ هذا الوطن، حين رفرفت راية 'الأفخاذ العارية' فوق شاشات 'لا تعرف الحياء'.. 'علو' هو، والسقوط 'سواء'.. ففيه 'انهيار للقيم' و'سقوط للمسلمات' و'جنوح' بعيد عن مفاصل الوطن، واحتياجاته. لقد أصاب الرئيس عبد الفتاح السيسي 'كبد الحقيقة' حين بعث برسالة واضحة عبر رؤساء الصحف القومية.. ففي معرض حديثه عن قضايا الوطن، أراد أن يقول للمتاجرين ب'الخلاعة' عيب.. بيد أن 'أدب' الرئيس الجم، وسلوكه الراقي، دفعه لتغليف رسالته بكلمات رقيقة نعهدها عنه حين طالب بعض البرامج الاهتمام بالعلماء، والمفكرين، والمبتكرين.. بدلاً من الاهتمام ببرامج 'الراقصات'. كانت كلمات الرئيس، حافزًا، إضافيًا، لأطرق 'باب عمل' هو، وبكل المقاييس 'سُبة' في جبين هذا الوطن، فمثل هذه النوعية من الأعمال، وغيرها، تشكل الوقود الذي يتغذي عليه التطرف، والزاد الذي يقوي من شكيمته، ليقصف بها عزيمة المجتمع، الناهضة نحو البناء.. ولكن 'شياطين الخلاعة' يأبون، إلا أن يحفروا نفقًا في 'جدار المناعة' كي ينفذ منه 'أبناء إبليس، وأخوته، ومن يشايعونهم'.