أدان رجال الدين الإسلامي فكرة عرض برنامج مسابقة للرقص الشرقي بمصر مؤكدين أن ذلك اختراق للإسلام في بلد الأزهر الشريف وهدم لقيمه وتقاليد وعادات الشعب ا لمصري الأصيلة وان كل مشترك في هذا العمل بالقول أو الفعل أو الصمت فهو آثم شرعاً. قال الشيخ صبري عبادة - وكيل أول وزارة الأوقاف بمحافظة الدقهلية - إن الإسلام أباح حرية العمل ولكن بضوابط معينة وأن هذا العمل الشيطاني يتنافي مع الأخلاق والآداب العامة كما انه لم يقره دين ولا يعترف به عرف إلي جانب دعوته الصريحة للرذيلة وعدم احترام حياة المواطن الخاصة في أن يتم عرض مثل هذه الأعمال الساقطة علي شاشة التليفزيون التي قد يشاهدها الأطفال صغار السن والمراهقون. أضاف ان تلك الأعمال الهابطة والغريبة والبعيدة عن كافة الأديان السماوية وتعاليمها لها تأثيرها علي الأمن العام وتشجع علي جرائم التحرش بالنساء ولقد تدرجت الحرمة بالنسبة للمرأة في النظر أو ضرب الأرض بالأقدام حتي يتنبه الغافل لينظر إلي زينتها وعليه نستخلص أن هذه الأعمال التي يدعون انها فنون ثبت حرمتها. أشار عبادة إلي أن مثل هذه الأفكار تبتغي التحلل الأخلاقي وتسوق الشباب إلي عالم اللهو والمجون وتخاطب الغرائز في الشباب وهو بالطبع في هذه المرحلة الراهنة والظروف التي تحياها مجتمعاتنا يكونون لقمة سائغة أمام هذه الدعوات الرخيصة التي يمكن أن تستقطب البعض لمدة زمنية معينة لكن التمسك بالفكر السليم والإعلام الهادف والتعليم الراسخ سيؤدي حتما إلي فشل هذه المحاولات. الشيخ طه زيادة - وكيل وزارة الأوقاف بالشرقية - يري أننا في ظروف صعبة وقاسية تحتم علينا تفعيل كل الأسس والقواعد سواء الدينية أو القانونية بما يتلاءم مع مصلحة الوطن في هذه الظروف لأننا أيضا أمام موقف يحتم علينا تبيين مدي حرمة العمل التي تقوم به أي مؤسسة أو الإنسان ككل.. فمثلا هناك جماعات متشددة متطرفة تأخذ من الخروج علي الدين أو المبادئ أوالقيم أو الأخلاق مسلكا لتشويه هوية الإسلام والمسلمين ثم يدعون بأنهم حريصون علي الدين والإسلام مع أنهم ضالون متطرفون متشددون وكذلك الحال بالنسبة لدعوات الرقص بين السيدات الذي فيه مجون وخلاعة وخروج عن مبادئ الشريعة والأصول والقيم والأخلاق. أضاف زيادة ان الدولة مطالبة بمراقبة هذه القنوات والتنسيق معها علي تنقية البرامج لأن ما يعرض عار للمرأة وللمجتمع علما بأن المرأة المصرية معروف عنها القيم والحياء فلا يجب أن نسوق هذا الرقص للمرأة المصرية ونخرجها عن الإطار المنوط بها وهو العطاء والتربية والثقافة فهي تعطي مثل الرجل للمجتمع ويجب علي الأسرة أن تبعد مثل هذه البرامج الهدامة الخارجة عن الإطار الأخلاقي عن أبنائها. قال الشيخ مجدي رضوان - مدير عام الدعوة بأوقاف الشرقية - إن النار تبدأ من شرارة فهذه هي أول بادرة دمار لشبابنا وفتياتنا مضيفا أن عمر بن الخطاب قال: "علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل" لما في هذه الرياضة من فائدة عظيمة تنفع المسلمين في حياتهم وفي الدفاع عن أرضهم وشرفهم وعرضهم ولكن لم يقل النبي - صلي الله عليه وسلم - علموا أولادكم الخلاعة.. فالرقص من الخلاعة والمجون ولا ينبغي في بلد من بلاد الإسلام وبالذات بلد الأزهر كعبة العلم راعية الإسلام في العالم ككل أن يعرض فيها وعلي قنواتها مثل هذه الرذيلة التي هي الأساس في ضياع أي بلد وان كل من يشارك في هذه الجريمة آثمون شرعاً. أكد الشيخ زكريا الخطيب - وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الإسماعيلية - ان الأمم تبني علي مكارم الأخلاق لا علي هز الوسط وتحريك المفاصل ومسلسل اختراق الإسلام مازال مستمرا وجاريا علي قدم وساق من خلال محاور متعددة فتارة يكون بالطعن في مقدسات هذا الدين وتارة يكون بالإساءة إلي رموزه وأخري تكون بصرف أتباع هذا الدين عن خلق الإسلام الصحيح بدعاوي تتشدق بالحرية والعصرنة وأن يعيش الناس هذا العصر بما طرأ عليه من تغيرات ومستجدات مستغلين في ذلك تخلف المسلمين والضعف الاقتصادي والتشدد الفكري وانتشار الجماعات المتأسلمة التي تبرهن علي أنه لا تعايش إلا تحت ظلال السلاح وتصفية المخالفين وتدمير الأوطان. واقامة مثل هذه البرامج لا تليق بأمة حررت الانسان من العبودية وأقامت حضارة علي الأخلاق والعمل الصالح لأنها جعلت الشباب ينصرفون عن العمل الجاد وفككت أواصر الأسر والمجتمعات وتأبي إلا أن تطعن هذا الدين في أخص خصائصه وفي صميم منظومته الحضارية وهي الأخلاق والحياء وتكريس ثقافة التحلل والاختلاط وإثارة الغرائز والانصراف عن الثوابت طالما كانت من ركائز هذه الأمة وبها قامت عليها المجتمعات كما أعلن عنها رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". رأي القانون قال د.محمد فريق الصادق - أستاذ القانون الدولي والدستوري - إن البلد كل يوم تودع شهداء إلي جانب المرور بمرحلة عدم الاستقرار وسيفهم من إذاعة مثل هذه البرامج أن الحكومة الجديدة تحارب الفكر الإسلامي فلم يكن هذا وقته علي الإطلاق. أضاف الصادق ان الدستور الجديد يلزمنا بالحفاظ علي الأخلاق والدين به مكون أساسي والمادة 10 من الدستور تنص علي أن الأسرة أساس المجتمع وتقوم علي الدين والوطنية والأخلاق وبالتالي فإن مثل هذه البرامج تتنافي مع تقاليد المجتمع المصري ومع الدستور. وعن رأي الشباب يقول سمير بسيوني: كل منا يخجل عندما يري مثل هذه البرامج ولقد تحدثت مع أصدقائي في عدة دول علي الفيس بوك وكلهم أجمعوا علي أن ذلك ليس من أخلاق المصريين. سلمي أشرف محمد: البرنامج مخرب لأخلاق الشباب وأنا كفتاة مخطوبة أرفض ذلك أنه يقود الشباب إلي الهاوية والتفكير في الحرام ويدعو للانحراف خاصة بالنسبة للعزاب كما تؤدي إلي نشر الرذيلة بالمجتمع. داليا صلاح: الحرية لها حدود والبرنامج جاء في توقيت خاطئ ويشجع علي العري كما انه ضد الإسلام ونحن نريد برامج تفيد الشباب وليس برامج لراقصات فنحن في مرحلة بناء. محمد فتحي: نحن نبتعد عن قنوات الرقص المتواجدة علي الفضائيات ولا يجدر بقناة القاهرة والناس التي تنال اهتماما من المشاهد ان تقع في مثل هذا الخطأ وتذيع البرنامج فلابد من احترام المشاهد الذي يرفض هذه النوعية من البرامج الهدامة للحفاظ علي أبناء الوطن.