قبيلة الزولو.. أحد أهم وأكبر القبائل في جنوب أفريقيا، ويمتد انتشارها حتي بعض المناطق في زيمبابوي وزامبيا وموزمبيق، يصل تعدادها طبقًا للإحصائيات إلي 7 ملايين نسمة، لعبت دورًا بارزًا في مقاومة الاستعمار وخاضت صراعًا ضد سياسات الفصل العنصري، واصطدمت في بادئ الأمر مع زعيم التحرر الأفريقي نيلسون مانديلا رئيس حزب 'المؤتمر الإفريقي'. وتمتاز قبائل الزولو بعادات تميزها عن غيرها خاصة فيما يتعلق بطقوس الزواج فطبقاً لتقاليد الزولو يتزوج الرجل الواحد بأكثر من زوجة في الوقت نفسه، ومؤخرًا قام رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما بعقد قرانه علي زوجته الثالثة وفق تقاليد ومراسم الزولو، وباتت تلك الظاهرة قليلة الحدوث خاصة في المناطق الحضرية. وتتمثل مظاهر الزواج في اجتماع القبيلة بعد مباركة الساحرة علي الزواج ووفق طقوس خاصة حيث يُقام احتفال العرس في إحدي الليالي القمرية اعتقادًا منهم أن ضعف ضوء القمر يجلب الفأل السيئ وطبقًا للمراسم يُفرض علي الزوج حلق شعره مع ترك خصلة مضفرة في وسط الرأس يوضع عليها قرص معدني يميزه عن الأعزب من الرجال علي أن يقوم بتقديم تعويض أو مهرًا فيما يُعرف بال'لولوبا' لوالد عروسه عبارة عن عدد من الأبقار نظير خروج الفتاة من بيت أهلها ولأسباب أخري منها إظهار قدرته المالية، أو تقديم مقابل للخدمات المنزلية التي كانت توفرها العروس لأهلها. وفي المقابل تقوم العروس التي لا ينبغي أن يجاوز عمرها الرابعة عشرة بإحضار هدية لحماها، وتتضمن المراسم قيام العريس وأهله بالسير رقصًا لبيت العروس علي ألا يحضر والدا العروس احتفال الزواج ويقتصر الأمر علي صديقاتها اللاتي يقمن بحمل أغراضها الخاصة علي رأسهن. ومن الطقوس الغريبة أن المرأة إذا كانت في حالة العقم أو عدم التمكن من الإنجاب تقوم بتفويض إحدي شقيقاتها لإنجاب طفل لزوجها وبعد الحمل والولادة تعود لوالديها مرة أخري، أما حال الحمل تقوم المرأة بارتداء قطعة من جلد الأيائل التي يصطادها زوجها بنفسه ويقوم حماها بإعداده ودبغه وتزيينه بعقد من النحاس يتم فكه بعد الولادة اعتقادًا منهم بأن ذلك يجلب القوة والثروة للطفل القادم وفي الصباح تستحم العروس ورفيقاتها في أقرب مجري مائي كعلامة علي استعدادها للحياة التي تقبل عليها. وتبيت الأسرتان لمدة ثلاثة أيام لاحقة في ساحة كوخ العريس في شكل متقابل وتذبح الأضاحي ويتم تبادلها في شكل رمزي دليلاً علي اتحاد الأسرتين بعدها تذهب العروس إلي كوخ زوجها الذي يضعها علي ثور في وضع مقلوب دليلاً علي الطاعة. ومن الأمور الواجبة عند التقدم للخطوبة إحدي الفتيات أن يتعرّض الخاطب للضرب المبرح من جانب والد العروس وعليه تحمّل الألم، وإلا اعتُبرَ زوجاً غيرَ مناسب لابنته أو لأي فتاة أخري من القبيلة ما يجعله عرضة للعنوسة مدي الحياة.