بين فيئة واخري.. تداهمنا الأنباء عن حادث جديد.. ومحاولة للإنتحار حرقا.. يقدم عليها واحد من الغاضبين.. والمقهورين من ظلم الأنظمة.. ومن ضاقت بهم السبل.. واوجعتهم ظروف الحياة.. فتحولوا من مواطنين صابرين.. قانعين.. بظروف البأس والحياة القاسية التي يعيشونها إلي "قنايل موقوتة" علي استعداد لأن تفجر نفسه "حرقا" في أية لحظة.. وهو تطور بالغ الخطورة.. يكشف حجم الألم الذي يعتمل في نفوس المواطنين.. ويخيم علي حياتهم.. والتي تحولت إلي جحيم.. حين حاصر الفقر أجيال الأمة.. ودفع بفئات واسعة نحو طابور المهمشين.. وأصبح الشباب عاطلا لايقوي علي توفير متطلبات حياته الضرورية.. فكانت النتيجة الطبيعية هي مانشهده من عمليات حرق شبه يومية.. تستصرخ النفوس الأبية والمخلصة.. وأصحاب الضمائر أن يتنبهوا لهذ الخطر الجاسم في نفوس الشباب.. وكل طوائف المجتمع.. الذي لم يعد يطيق المسكنات التي عاني منها طويلا.. في ظل سياسات فاشلة.. أثبتت الأيام ان أصحابها لم يهتموا بمصالح المواطنين.. بل ولم يراعوا الحدود الدنيا لمصالح اوطانهم التي باتت تغلي من فرط المظالم التي اجتاحت الأوطان.. وترتب عليها هذا اللجوء إلي الموت حرقا الذي يطل علينا بين الحين والآخر. إن لهيب النار المندلع في نفوس المواطنين والشباب لهو جرس إنذار لحكام العرب الذين من المحتم عليهم ألايستهينوا مجددا بمظالم ومشاكل أبناء بلدانهم.. والذين بلغوا أقصي مراحل غضبهم بماأقدموا عليه من وضع نهاية لحياتهم بموت يبعث علي الحياة. لشعوبهم.