صوته يأخذك إلي مكان بعيد، يجعلك تبتسم وتبكي في آن واحد، ابهر كل من شاهدوه لإتقانه لدوره في مسرحية عن العشاق المأخوذه عن كتاب طوق الحمامة للإمام ابن حزم الاندلسي، فكان يعزف علي أوتار قلوب الحمهور، نشأ علي صوت الموشحات الدينية في جو أسري فني، بعد تخرجه من كلية التجارة بدأ مشاوره الفني بالالتحاق بقسم المسرح بكلية الأداب جامعة حلوان، ثم ألتحق بمركز الابداع الفني ليثقل موهبته في التمثيل المسرحي ورافقه رحلته صديقه المقرب 'العود'، فهو عازف عود ومطرب وممثل نال جائزة احسن موسيقي في مهرجان المسرح العربي 2002، ودرع تكريم من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبدأ أول أعماله الدرامية من خلال مسلسل 'رجل طموح'، وشارك في مسلسل 'فارس الرومانسية' و 'حقي برقبتي' و رشحه الفنان اشرف عبد الباقي ليشارك في مسلسل 'راجل وست ستات'، اما علي الصعيد المسرحي شارك مع الفنانة القديرة سهير المرشدي في مسرحية 'رقصة سلوم الاخيرة' والعديد من العروض، هو الفنان ماهر محمود والذي اكد في حواره مع الاسبوع علي اهمية دور المسرح في غرس القيم الايجابية في المجتمع، وفيما يلي نص الحوار.. * كيف بدأت مشوارك الفني؟ - أنا نشأت في اسرة من المقرئين فكبرت علي صوت التواشيح الدينية، ولدت في حلوان ومنذ صغري وأول ما اقوم به في بداية العام الدراسي هو البحث عن مسرح المدرسة، تخرجت من كلية التجارة، نزولاً علي رغبة اسرتي ثم بدأت طريقي بالالتحاق بقسم المسرح بكلية الاداب جامعة حلوان وتخرجت عام 2002 ثم عملت بالتدريس بها فترة صغيرة، بدأت أول أعمالي الفنية من خلال مسرحيات عرضت علي المسرح القومي منها 'رقصة سلوم الاخيرة' اخراج هناء عبد الفتاح مع الفنانة القديرة سهير المرشدي، وقدمت عروضا اخري منها 0'حار جاف صيفا دافيء ممطر شتاءا'، و مسرحية 'هبط الملك في بابل' كما قدمت العديد من الاعمال التليفزيونية، منها مسلسل 'رجل طموح' و 'فارس الرومانسية' وحقي برقبتي' ولعبت به دور خميس وهو فتي بسيط اقرب ما يكون لشخصيتي ورشحني للدور المخرجة امل سعد والفنان اشرف ذكي، وقدمت خلال المسلسل عدد من الاغاني كلمات الراحل احمد فؤاد نجم، من بينها اغنية 'ياليل تلا لا' و 'عم ادريس'، و اشتركت ايضا في مسلسل 'الشوارع الخلفية' و 'بنت من شبرا' و 'شرف فتح الباب' و'قصة حب' و 'ولاد الليل' و' راجل وست ستات' ورشحني للدور به الفنان اشرف عبد الباقي، فهو فنان بمعني الكلمة يتيح الفرصة لغيره ليقدم افضل ما لديه حيث كان دوري ارتجالي وهو امر صعب للغاية. * أيهما اصعب التمثيل علي المسرح أم التليفزيون؟ - لا يقاس الامر بالصعوبة، انما لكلا منهما مقايسه الخاصة التي تفرض أدوات معينة علي الممثل لابد ان يتفهمها جيدا، حيث أن التمثيل بمسرح مكشوف يختلف عن المسرح المغلق وهو 'الايطالي'، كذلك كاميرا التليفزيون لها احساس واداء مختلف عن المسرح يكتسبه الممثل بكثرة الوقوف امامها، والممثل الموهوب هو من يعرف اين وكيف يستخدم ادوات كل مكان دون الخلل بملامح الشخصية * قدمت أعمالا كثيرة نالت اعجاب الجميع.. فما الجوائز التي حصلت عليها؟ الحمد لله ان ينال ادائي استحسان الجمهور، ولقد حصلت علي درع تكريم من الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل تكريم الشهداء، والذي قدمت فيه اغنية في 'الجنة يا شهيد' كلمات الدكتور مدحت العدل والحان عمرو مصطفي، كما حصلت عام 2002 علي جائزة احسن موسيقي من مهرجان المسرح العربي تسلمتها من الفنان نور الشريف والمخرج هاني مطاوع. * من رشحك للمشاركة في مسرحية ' عن العشاق'؟ - رشحني للدور صديقي المخرج 'هاني عفيفي'، وقرأت كتاب طوق الحمامة المأخوذ عنه المسرحية، بجانب الورق الجديد، فتحمست للفكرة وكنت علي ثقة من أدوات هاني التي سوف تخرج العمل بشكل رائع يلقي استحسان الجمهور * 'عن العشاق '.. مسرحية مختلفة عن ما يقدم علي الساحة.. كلمنا عنها؟ - هي مسرحية مختلفة عن ما يقدم علي الساحة الحالية تناقش قضية تلمسنا جميعا وهي الحب، وما يميز المسرحية انها مأخوذه عن كتاب طوق الحمامة لفقيه اسلامي وهو الامام ابن حزم الاندلسي، كما وجد كل مشاهد نفسه في ورقة او سطر من نصها كما تؤكد علي ان الحب واحد منذ ألف عام بمواقفه واوجاعه ومشاكله، ولصعوبة الابيات الشعرية التي تتخلل النص اقترحنا ان نستبدلها باغاني ام كلثوم التي تعد صاحبة كتاب في الحب من خلال اغانيها الاطلال و هذه ليلتي و قصة الامس وغيرها.. * 'العود'.. ماذا يمثل لك؟ - هو صديقي الذي وقعت بغرامه منذ طفولتي، وكأنه جزءا مني لا يمكنني الاستغناء عنه فقمت بشراءه قبل ان اتعلم العزف عليه، وكأنه صوتي الداخلي الذي يتحث معي وعني، وتعلمت العزف ب بيت 'العود العربي' ثم توقفت لانشغالي ببعض الاعمال ولكن سأكتمل الدراسة من جديد.. * كيف تري دور المسرح في النهوض بالمجتمع وثقافته؟ - المسرح له دور كبير في التأثير علي الناس، ولكن لا يمكن ان نلقي عليه بكامل المسئولية حيث لابد من تشكيل لوبي ضاغط علي وزارة الثقافة حتي تقوم بتوظيف الطاقات الإبداعية الموجودة وعمل ورش للشباب ومعارض للكتب وحفلات فنية. * هل تغير المسرح بعد الثورة؟ - قبل الثورة كان هناك حرية اكبر في تقديم العروض المسرحية، حيث المسرح كان أول من دعا للثورة وكان هناك ابداع حقيقي، بعكس الآن اصبح هناك نوع من محاولة ركوب الموجة والتماشي مع الوضع الحالي، فقد قدمنا قبل الثورة عرض 'عجايب' اخراج سامح بسيوني علي مسرح الطليعة و هو يتناول الصراع بين حرية الفكر والرأي والقمع، وكان هناك عملا مسرحيا باسم 'الناس اللي في التالت' ولكن تم منعه يتناول قصة اسرة تسكن في الدور الثالث ومن المفترض ان يمر امام منزلهم موكب الرئيس، فتقوم الشرطة بتفتيش المنزل والقبض علي كل الاسرة دون ذنب. * لماذ التحقت بمركز الابداع الفني؟ - أولا كي أثقل موهبتي ومهاراتي لأن الفنان يظل يتعلم حتي أخر لحظة في عمره، ثانيا أن مركز الابداع بالنسبة لي هو كالملعب الذي اتمرن به لانني لا استطيع التوقف عن الغناء أو العزف أو التمثيل فهم بالنسبة لي حياة. * ماذا عن الأعمال القادمة؟ - الوقت الحالي ليس هناك الجديد ولكن اتمني أن أقدم أدورا تتوافق مع ما اؤمن به وهو أن الفن رسالة تؤثر في المجتمع وتغيير افكاره السلبية، دون اسفاف فهو رسالة وليس تجارة.