كشف الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، أنه تم استدعائه في البيت الأبيض صباح يوم 25 يناير 2011 لأنهم أحسوا أن هناك وضع خطير في البلاد العربية خاصة بعد قيام الثورة في تونس وقال أنه عندما ذهب هناك وجد إجتماع لمجلس الأمن القومي يناقشون فيه علي قدم وساق الأوضاع التي تجري في مصر. وأضاف إبراهيم خلال لقائه مع الإعلامي جمال عنايت في برنامج 'أيام فارقة' علي فضائية التحرير أنه كان هناك رأيان في الإجتماع، الأول يري أن حسني مبارك حليف مخلص علي مدار ثلاثين عام ولا يجب التخلي عنه في هذه اللحظة الشديدة، وفريق آخر يري أن هذه انتفاضة شبابية في ضوء ما حدث في تونس ولا بد من مساندتهم، وأوضح أنه كان مع وجهة النظر الثانية. وأشار سعد الدين أن زوجته الدكتورة باربرا ابراهيم كانت مشاركة لحظة بلحظة في ميدان التحرير وكانت تبعث له تقارير عما يحدث، وأثناء اجتماعه مع مجلس الأمن القومي تلقي اتصال منها وتصادف وقتها وجود الرئيس الأمريكي بارك أوباما الذي كان يمرعلي الإجتماع كل ساعتين ليطلع علي ما توصلوا إليه، فتحدث معها وسألها عن المتواجدين في التحرير، فقالت له أنهم شباب جامعي قلق يريد الإصلاح مثلهم مثل الذين انتخبوك ولكن الفرق أنهم ليسوا أمريكان. وأضاف سعد أن أوباما سأل زوجته عن تواجد الإخوان المسلمين في المظاهرات فردت عليه بالنفي، وأشارت زوجته علي الرئيس أوباما أنه ينصح مبارك بالإستجابة لمطالب الشباب المعقولة، وكشف سعد الدين أنه بعد نزول الإخوان للميدان أصروا علي زوجته بإلقاء كلمة في ميدان التحرير، وربما كان هدفهم هو توصيل رسالة للأمريكان من خلالها. وفسر سعد الدين إبراهيم سؤال أوباما عن الإخوان بالتحديد قائلا أنهم كانوا القوة الوحيدة المنظمة وقتها علي عكس المعارضة التي كانت موجودة لكنها مفككة. وبخصوص ما يثار عن أن سعد الدين إبراهيم هو عراب علاقات الإخوان بالولايات المتحدة الأمريكة في 2005، كشف إبراهيم أنه أثناء تواجده في السجن في 2003 كان يتلقي زيارات من وفود اجانب وسفراء من الإتحاد الأوروبي، عندها اعترض خيرت الشاطر الذي كان محبوس وقتها وقال أن هناك تمييز للخلدونيين، وطلب مني ترتيب لقاء يجمعهم معا، وفي أول زيارة بعدها من السفير الكندي وقتها في القاهرة عرضت عليه طلب خيرت الشاطر في الرغبة في اللقاء، لكنه قال لي أنهم مهتمين فقط بمن لهم مواقف من حقوق الإنسان والأقليات وحقوق المرأة وحقوق المبدعين، وإذا كان لهم مواقف بخصوص تلك القضايا فلا مانع من اللقاء. وأضاف إبراهيم أنه عرض الأمر علي خيرت الشاطر وقال له أنهم مهما فعلوا فالغرب يكرهم ويكره الإسلام، وأشار سعد أنه أثناء خروجه، كرر الشاطر نفس الطلب عليه وقال له أتمني أن تساعد في إجراء الحوار مع الغرب خارج السجن، وبالفعل اتصل به عصام العريان وتم التنسيق وكان اللقاء الأول في النادي السويسري في إمبابة. وقال إبراهيم أنه أصر علي حضور جمال البنا الشقيق الأصغر لحسن البنا هذه الإجتماهات ليكون شاهد عليهم، ووافق الإخوان علي مضض لأنهم كانوا لا يحبونه لأنه رفض الإنضمام لجماعة الإخوان المسلمين، وبالفعل تم عقد 3 دورات حوارية حضرها مرشد الإخوان وقتها مهدي عاكف ونائب المرشد وعدد من القيادات الإخوانية، وعلي الجانب الأخر حضر كل سفراء المجموعة الأوروبية، وحاولت السفيرة الأمريكية وقتها الحضور إلا أن واشنطن وقتها رفضت. وأشار سعد أن هدف هذه الحوارات كان من أجل معرفة موقف الإخوان من عدة قضايا إذا وصلوا الحكم أهمها، موقفهم من معاهدة السلام، وموقفهم من الغرب والمرأة والأقباط وغير المسلمين. وقال سعد الدين أنه كان يهدف كرجل حقوقي وكعالم إجتماع هو إدماج الإخوان في الحياة السياسية لأنه كان يري أن مع إندماجهم سيكونوا أكثر إعتدالا، وسيتحولوا إلي إسلاميين ديمقراطيين، ولو عاد به الزمن سيكرر ما قام به. وقال أن اللحظة التي تعامل فيها مع الإخوان علي أنهم خصم هي لحظة فض المظاهرات في الإتحادية وشعر وقتها أن الإخوان لا يريدون الإستيلاء علي السلطة فقط بل يريدون الإستيلاء علي المجتمع كله سواء بطريقة سلمية أو غير سلمية. وفي ختام حواره أكد سعد الدين إبراهيم أن الموقف الأوروبي أصبح متفهم للوضع المصري بنسبة 80%، أما الموقف الأمريكي لا زال مذبذب لأن صناع القرار لديهم حساسية شديدة من سيطرة العسكريين علي السلطة.