رأت مجلة 'فورين بوليسي' الأمريكية أن الحرب في سوريا والعراق باتت تتشكل ملامحها بعد أن بدأت بلا ملامح، فثمة تحالفات أبرمت بين حكومتي الدولتين ونظيرتيهما في إيران وروسيا في مقابل المتطرفين، بحيث بتنا بصدد صراع تقليدي بين طرفين، حتي وإن كان بالوكالة. وعليه تري الولاياتالمتحدة النأي بنفسها عن المخاطر التي قد تكتنفها حرب في منطقة بعيدة، ومن ثم تركت ساحتها لقوي أخري ذات مصالح أكثر في تلك الحرب في إشارة إلي إيران وروسيا...ورأت المجلة -في تعليق علي موقعها الإلكتروني- أن ثمة وجاهة في هذا الرأي، وهو الأمل في أن تستنزف الحرب كافة الأطراف المتصارعة التي تركز علي خصمها تاركة المصالح الأمريكية دون المساس بها. لكن ذلك، من جهة أخري قد يؤثرعلي نفوذ الولاياتالمتحدة ودورها بالمنطقة، والذي يستلزم ركوب المخاطرة والإقدام علي خطوات واضحة بشأن التدخل من عدمه. وفي السياق نفسه، رصدت 'فورين بوليسي' تأكيد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام 'داعش' علي رغبته في ضم الأردن لدولة الخلافة.. وقالت المجلة الأمريكية إن الحدود الأردنية خط أحمر حقيقي في هذا الصراع، وأكدت أن انتهاك هذا الخط لا يمكن اغتفاره، ويعتبر استدعاء مباشرا للتدخل الأمريكي، مؤكدة أن أيا من أمريكا وإسرائيل لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي آنذاك... ورأت المجلة أن هذا لا يعني انتقاصا من قدرة الجيش الأردني علي الدفاع عن سيادة الأردن. ونوهت المجلة عن قرب المسافة بين العاصمة الأردنيةعمان والحدود السورية '40 ميلا' فيما تبعد عن مناطق سيطرة داعش في العراق وتحديدا الفلوجة '466 ميلا'.. وأشارت المجلة الأمريكية إلي أن الأردن حليف مهم وساحة للاعتدال في المنطقة وراع للمصالح الأمريكية ومحافظ علي عملية السلام مع إسرائيل. وتساءلت 'فورين بوليسي' عن الوقت الذي ستستغرقه أمريكا وإسرائيل للوقوف علي مدي خطورة داعش ومن ثم ضرورة التدخل للدفاع عن مصالحهما.. وتساءلت المجلة أيضا عن ردة الفعل المتوقعة بالمنطقة حال تدخلت أمريكا وإسرائيل؟ لا سيما ردة فعل الفلسطينيين، وهل تشتعل الانتفاضة الثالثة التي يترقبها كثيرون؟. وتكهنت المجلة بصعوبة وتعقد الصراع بعد هذا التدخل من جانب أمريكا وإسرائيل، وهل تقاتلان لضمان مصالح إيران ونظام الأسد؟ وما مدي ما سيثيره هذا التدخل من إلهاب تطرف المتشددين بالمنطقة؟ وكيف ستقاتل إيران وسوريا والعراق من أجل حماية إسرائيل من تهديد داعش؟.