رأي مراقبون أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يزال يري أن الولاياتالمتحدة تلعب دورا استثنائيا داخل المجتمع الدولي حيث سعي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي بدا أكثر دبلوماسية من خطاباته السابقة إلي تحديد ما أسماه بالالتزام الأمريكي تجاه القضايا العالمية ورأت صحيفة نيويورك تايمز أن خطاب أوباما يحمل الكثير من سمات الغطرسة الأمريكية فهو يري ان عدم تدخل أمريكا في الأحداث الجارية من شأنه أن يوجد فراغا لن تستطيع أي دولة أخري أن تملأه. ووفقا للصحيفة فإن أوباما لا يزال يدافع عن تورط واشنطن في منطقة الشرق الأوسط الذي تمزقه الصراعات معلنا أن الولاياتالمتحدة سوف تستخدم كلا من القوة الاقتصادية والسياسية وحتي العسكرية للتأثير علي الأحداث في سوريا وإيران وغيرها من دول المنطقة ولحماية مصالحها فيها, وربما جاء خطاب اوباما ردا علي مقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نيويورك تايمز الذي سخر فيه من الوصاية الأمريكية والاستثنائية التي تمسك بها أوباما علي طول خطابه الثلاثاء الماضي. وأشارت الصحيفة إلي تمسك أوباما بالشعارات الأمريكية الكاذبة مثل الدعوة للمبادئ الديمقراطية والشفافية وحقوق الإنسان والعمل علي حل الصراعات الطائفية في دول الشرق الأوسط مثل العراق وسوريا و البحرين بل ودافع عن التدخل العسكري باسم الإنسانية ورغم ذلك أصر في خطاب مدته40 دقيقة علي استخدام واشنطن للقوة السياسية والاقتصادية والعسكرية في الشرق الأوسط. ومن جانبها, رأت مجلة بوليسي ميك الأمريكية أن الأزمة السورية والمشهد السياسي في مصر يمثلان فشلا ذريعا للولايات المتحدة في حين تجلي تأثير الدب الروسي فقد شدد بوتين علي التماسك الاستراتيجي الروسي في المنطقة, وإرسال إشارة إلي القوي الإقليمية مثل سوريا ومصر وإيران وإسرائيل وتركيا وقد تجاوز بوتين كثيرا في التصدي لأوباما مباشرة من خلال التصريحات الماكرة و مقالات الرأي في الصحف الأمريكية مما دعا رئيس لجنة الاستخبارات يالكونجرس مايك روجرز أن بوتين يمارس السياسة مع أوباما بتكتيك يشبه لعبة الشطرنج حتي عندما حاول السيناتور جون ماكين في مجاراته وكتابة مقال للرد عليه في صحيفة برافدا الروسية لم يكن له أي تأثير دولي مثلما فعل بوتين, وأوضحت المجلة أن أوباما حاول استبدال سياسة إسقاط الأنظمة في دول المنطقة إلي سياسة الانخراط الدبلوماسي حيث حاول من خلال خطابه تأسيس إرث أكثر تصالحية وإرساء القاعدة لتسوية تفاوضية خاصة فيما يتعلق بسوريا ومصر وإيران. ومن جانبه, رأي اللورد ديفيد أوين وزير الخارجية البريطاني الأسبق أن عيون العالم تتركز علي اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع مشيرا إلي الانقلاب المذهل في السياسة الدولية والانتقال من لغة الحرب إلي لغة السلام ووفقا لمقاله في صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية فإن هناك إشارات مشجعة إلي حد كبير علي تحسين العلاقات واستيعاب حق الدول في قرارتها وارساء مبادئ المشاركة وخاصة أن السياسة الواقعية هي خريطة تكتيكية مصممة للتعامل مع الحقائق, والأحداث أثبتت أنه هناك حاجة الملحة لبدء مفاوضات السلام عالميا وعلي الولاياتالمتحدة أن تغتنم الفرصة هذا الاسبوع والمضي قدما في التأمل الدقيق والحوار الفعال, بدلا من سياسة اتخاذ القرار بشكل أحادية و وعلي أوباما التصرف بتواضع, فيما رأت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن أوباما رسم رؤية مترددة للولايات المتحدة كقوة عظمي في طرحه للأزمة السورية والوضع في مصر والتوصل الي حل دبلوماسي بشأن برنامج إيران النووي حيث أكد علي أن فكرة الإمبراطورية الأمريكية قد تكون دعاية مفيدة مشيرا إلي أن الشرق الأوسط سيظل من أولويات السياسة الخارجية الأمريكية. رابط دائم :