في الوقت الذي يتبنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطة للخروج من الأزمة التي تسبب فيها الرئيس الامريكي باراك أوباما حيال التدخل العسكري ضد سوريا يقوم جهاز المخابرات ال "سي أي أيه" بتسليم شحنات الاسلحة إلي المعارضة السورية بعد أشهر من التأخير في تقديم المساعدات التي وعد بها أوباما صحيفة واشنطن بوست الامريكية أن الشحنات بدأت تتوجه إلي سوريا علي مدار الاسبوعين الماضيين بالإضافة إلي معدات أخري من بينها أجهزة اتصالات متطورة مرسلة من قبل الخارجية الامريكية بشكل خاص وأوضحت الصحيفة أن تسليم الاسلحة في الوقت الراهن يمثل تصعيدا خطيرا للأزمة، ويبرز الدور التي تقوم به الولاياتالمتحدة في إشعال الحرب الاهلية بسوريا. ومن جانبها رأت مجلة بوليسي ميك الامريكية أن الدور الروسي أنقذ أوباما من كارثة سياسية لم تحدث منذ 10 سنوات حيث يبدو أن الولاياتالمتحدة تتدخل وبشكل غريب في السياسة الخارجية في الشرق الاوسط وكأنه وضع إلزامي عليها ونقلت المجلة رأي جوزيف ناي المحلل في معهد السياسة في جامعة هارفارد أن أوباما وضع نفسه في مربع ضيق عن طريق رسم خط أحمر علي سوريا في المقام الاول ثم جاء بوتين علي طول الطريق، وأمسك الحبل بكلتا يديه وجعل نظرة المجتمع الدولي للرئيس الامريكي وكأنه مجنون. وأشار ناي إلي أن أوباما يجب أن يمد يده إلي الرئيس الايراني روحاني فهو يوفر فرصة نادرة لإيران للتواصل مع المجتمع الدولي وستكون كارثة إذا ما بدد أوباما تلك الفرصة وهي خطوة حيوية يمكن أن تضع إيران نحو المصالحة مع الغرب، ورأي ناي انه لكي يستطيع أوباما استعادة دوره كرئيس صانع قرار وتفويت الفرصة علي بوتين والذي بدأ للعالم كله في دور المنقذ عليه أولا أن يكسب الدعم الامريكي والدولي عن طريق دعم المبادرة الروسية بصدق وليس علنا بينما يقوم سرا بالتلاعب في ميزان القوي بسوريا وبإشعال الصراع أكثر مما هو عليه، فيما رأيت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية أن الازمة السورية أوضحت بشكل كبير الازدواجية الامريكية علي اختلاف اداراتها في تتابع كل من الأسلحة الكيماوية في سوريا والانشطة النووية لكل من ايران وكوريا الشمالية وتغفل عن امتلاك اسرائيل لبرنامج نووي غير معلن وقد لفت تعنت أوباما ودقه لطبول الحرب علي سوريا، الانظار إلي الترسانة النووية وغيرها من الاسلحة المحرمة دوليا التي تمتلكها اسرائيل حيث رأي بوتين أن برنامج سوريا كان ضروريا للوقوف في وجه الأسلحة الاسرائيلية بمعني الكيماوي مقابل النووي. ونقلت الصحيفة رأي العديد من المراقبين عن أن الأزمة السورية وضعت أوباما في مأزق دبلوماسي حيث اتبع هو الآخر سياسة الانكار وعدم الاعتراف علنا بالأنشطة الاسرائيلية المحرمة دوليا شأنه في ذلك شأن معظم رؤساء الولاياتالمتحدة السابقين.