بينما يسوق الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحرب ضد سوريا للمجتمع الدولي, قام أمس بإحياء الذكري الثانية عشرة للهجوم علي برجي التجارة العالمي11 سبتمبر2001, وذلك عشية خطاب متلفز للشعب الأمريكي لتبرير الضربة العسكرية علي دمشق, حيث أطلقت الولاياتالمتحدة الحروب الإمبريالية لأكثر من عقد من الزمن, فيما أسمته الحرب علي الإرهاب وها هي تريد أن تدخل سوريا. كما فعلت في أفغانستان والعراق وأجزاء من باكستان وليبيا وفلسطين عن طريق حليفتها المقربة إسرائيل. ووفقا لمركز جلوبال ريسرش الكندي فلايزال أوباما يكمل ما بدأه بوش من دمار وتخريب في دول الشرق الأوسط دون مساءلة ورغم أن الولاياتالمتحدة نفسها تعترف أنها لاتمتلك دليلا واضحا علي أن الرئيس السوري بشار الأسد كان وراء الهجوم بالأسلحة الكيميائية بالإضافة إلي أن هناك تقارير استخباراتية رفيعة المستوي, تشير إلي أن المعارضة السورية هي من استخدمت هذه الأسلحة, ورغم أن معظم أعضاء الكونجرس يتشككون في تبريرات أوباما وكيري, فإن أوباما لايزال يتلاعب في تقارير الاستخبارات لتبرير حربه ضد سوريا والتي ستصبح أكثر دموية من حرب العراق رغبة منه في نسف محادثات السلام بشكل كامل. ورأي المركز أن الولاياتالمتحدة ترسل إشارات مختلطة حتي الآن حول مهاجمة سوريا بالإضافة إلي أن اللوبي اليهودي في أمريكا والمتمثل في منظمة إيباك و50 منظمة صهيونية أخري تدفع الإدارة الأمريكية في اتجاه الحرب التي من شأنها أن تخدم المصالح الإسرائيلية, حيث قالت منظمة إيباك إنه إذا فشل الكونجرس في منح أوباما السلطة لضرب سوريا فسيفسر ذلك عن أنه علامة علي الضعف الأمريكي, وتلقي كذلك بظلال من الشك حول ما إذا كانت أمريكا سوف تعمل علي تأكيد نفوذها في الشرق الأوسط بما في ذلك إيران من خلال منعها من امتلاك أسلحة نووية.. ومن جانبها رأت مجلة بوليسي ميك الأمريكية أن الغموض الذي يكتنف أوباما حول سوريا سببه أنه ليس لديه من الأساس خطة للتدخل العسكري وهذا ما أثبته خطابه أمام الأمريكيين أمس الأول مباشرة من البيت الأبيض وهي المرة الثالثة خلال رئاسته التي يخاطب فيها الشعب مباشرة منه. وكان من المتوقع أن يشرح خطته كاملة وبوضوح أمام الشعب الأمريكي ولكن هذا لم يحدث علاوة علي توجه وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هيجل أمام لجنة مجلس النواب أيضا لتوضيح الضربة العسكرية ولكن لاشئ من ذلك تم لأن ادارة أوباما لم تكن لديها خطة حقيقية لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا. وأضافت المجلة أن أوباما يقرع طبول الحرب منذ ما يقرب من أسبوعين حتي الآن, ولكن لم يحدد أي تفاصيل كما لو انه لايستطيع ان يقرر كيفية التعامل مع سوريا فهي ادارة تناقض نفسها ولا أحد يعرف ما يريده أوباما بالضبط فهو يدور في حلقة مفرغة. وعلي الجانب الآخر نقلت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية تصريح إليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشئون الخارجية بالكرملين تناول فيها أن روسيا قد توسع مبيعات الأسلحة إلي إيران وستقوم باعادة النظر في شروط عبور الجيش الأمريكي إلي افغانستان اذا شنت واشنطن ضربة علي سوريا واذا اتخذت الولاياتالمتحدة مسارا يفاقم الوضع ويتخلي عن الدبلوماسية لصالح السيناريو العسكري. وقد يقرر الكرملين التوقيع علي صفقة جديدة لتسليم أنظمة صواريخ الدفاع الجوي إلي إيران. ونقلت صحيفة كوميرسانت الروسية علي لسان الخبير العسكري الروسي فلاديمير يفسيف قوله ان نظام الدفاع الجوي التي ستقدمه روسيا سيناسب الاحتياجات الإيرانية كما أكدت الصحيفة أن روسيا قد توقع أيضا علي عقد لبناء مفاعل ثان في أول محطة للطاقة النووية في ايران في ميناء بوشهر, وربما يكون لقاء بوتين وروحاني علي هامش قمة شنغهاي الجمعة المقبل يصب في هذا الاتجاه. ومن جانبه حذر المحلل السياسي الأمريكي توماس فريدمان في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز من تلويح واشنطن هي وحلفائها من الغرب ومن الدول العربية لتوجيه ضربة لسوريا ولمساعدة جماعات المعارضة التي تتضمن عناصر جهادية ومقاولين حرب في صفوفها مما يؤدي إلي تحويل سوريا إلي أفغانستان أخري. رابط دائم :