أصبحت مسألة الأسلحة الكيميائية نقطة انطلاق لأي هجوم أمريكي غربي علي أي دولة ولكن من دون دليل مباشر لا تزال المسألة مفتوحة ليفصل فيها المجتمع الدولي حيث أكد مركز جلوبال ريسرش الكندي أن الموساد الإسرائيلي هو من تلاعب في المعلومات ليدفع الغرب إلي ارتكاب جريمة حرب في سوريا بعد أن زرع في الإعلام الغربي قصة زائفة عن استخدام النظام السوري للغازات السامة ضد المدنيين. ووفقا للتقرير فإن الجهة التي يستند عليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما تورط حكومة الأسد في الهجوم بغاز السارين هي جبهة المخابرات الإسرائيلية ديبكا وتحديدا وحدة الاستخبارات8200 من قوات الدفاع الإسرائيلية وهو مصدر القصة التي تشكل الآن أساسا للحرب علي سوريا حيث يزعم جهاز الموساد أنه اعترض محادثة بين مسئولين سوريين بالجيش النظامي بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية بينما تظهر في نفس الوقت بعض أشرطة الفيديو توضح بعض عناصر المعارضة السورية تتحدث حول استخدام السارين. ووفقا لمجلة بوليسي ميك الأمريكية فإن اكتساب منظور واقعي أمر بالغ الأهمية, لأنه لابد أن تنجح الدبلوماسية علي التغلب علي الأخطاء التي يمكن أن تتم من خلال الحرب ولا يزال هناك أمل للتوصل إلي تسوية سياسية لأن المعلومات التي تخرج حول سوريا متناقضة وانتقائية والكثير منها هو من جانب الدعاية لصالح واحد من الأطراف المعنية في هذا الصراع. ومن جانبه, رأي مارك كينيدي مدير كلية الدراسات العليا في الإدارة السياسية بجامعة جورج واشنطن بصحيفة هافنجتون بوست الأمريكية أن سوريا محفوفة بالمخاطر بالنسبة لأوباما وهو يعاني من هزيمة تشريعية مماثلة لتلك التي تعرض لها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فيما أكد المحلل الروسي يوري زينين أن عدم توافر أدلة دامغة علي زعم الموساد وواشنطن علي استخدام الأسد للسلحة الكيماوية أدي إلي تراجع الدعم الغربي للولايات المتحدة في التدخل العسكري بسوريا بل أن هناك إعادة نظر في بعض مواقف قادة العالم والتي أجبرت أوباما ليصرح بأنه لم يتخذ قرارا نهائيا بشأن الهجوم علي سوريا مضيفا أنه يفكر في عمل عسكري محدود ويدرس اتخاذ إجراءات وضيقة. ورأي نائب الكونجرس ألين ويست أن أوباما يتصرف بغباء فهو يطلق نيران من فمه, والآن يريد إطلاق الصواريخ محذرا أن جون كيري وزير الخارجية الأمريكية لايزال يحتفظ بعناده هو وأوباما وهو ما يدل علي عدم كفاءة أوباما الاستراتيجية. فيما أوضحت الصحيفة آخر استطلاع للرأي يؤكد أن60% من الأمريكيين ضد هذا التدخل وحتي لو كان محدودا بينما يدعم9% فقط من الأمريكيين هذا التدخل مشيرة إلي أن رفض180 مليونا أمريكيا يعكس الآراء المنقسمة في واشنطن والارتباك حول قرار أوباما وأنه لا يوجد تحديد واضح للسياسة الأمريكية في الصراع ولا توجد استراتيجية حيث فشلت الإدارة الأمريكية في تبرير الضربة ونتائجها