ميثاق شرف إعلامي أصبح ضرورة لضبط الأداء الإعلامي في الإعلام المملوك للدولة والإعلام الخاص الذي يمكن رصد العديد من التجاوزات في أدائه.. فلا شك أنه لعب دورا بارزا في كشف مخططات تنظيم الإخوان الإرهابي وكشف عوراتهم وأسهم في إسقاطهم.. ولكن الإعلام الخاص في النهاية يعبر عن رؤي وسياسات ملاكه من طبقة رجال الأعمال وسيبقي أسير هذه المصالح.. وهنا مكمن الخطر فالرئيس مطالب بتحقيق عدالة اجتماعية لن تتحقق دون فرض ضرائب علي رجال الأعمال وتحديدا للحدين الأدني والأقصي وتبني جملة سياسات منحازة للطبقة الفقيرة والوسطي! وهذا سيتعارض بالضرورة مع مصالح طبقة رجال الأعمال وقد شاهدت حلقة طويلة في إحدي هذه القنوات ترفض فيها مقدمة البرنامج مع ضيفها الوفدي فرض ضرائب تصاعدية ووضع الحدين الأدني والأقصي بل وتهدد بأن ذلك سيحدث كارثة اقتصادية !والحقيقة أن مقدمة البرنامج كانت تدافع عن مصالحها باعتبارها هي وعائلتها من ملاك القنوات الخاصة وهذا أمر لن تتحرر منه تلك القنوات وهنا يبرز دور التليفزيون المصري المفترض أنه مملوك للشعب بكل قنواته وإذاعاته في تقديم تعبير حقيقي عن كل طوائف وقطاعات وطبقات المجتمع وهذا يتطلب تغييرا في هيكل ماسبيرو بالكامل بحيث يتم تفعيل الدستور بإلغاء وزارة الإعلام وإنشاء هيئة مستقلة منتخبة من أعضاء مجلس النواب ومن خبراء الإعلام تكون مهمتها إدارة هذا الكيان بما يحقق أهداف الثورة ويعبر عن آمال وقضايا الغالبية العظمي من الشعب.. وهذا بدوره يتطلب من هذه الهيئة تقديم مشروع لتطوير القنوات وإلغاء القوانين الفاسدة التي تنظم العمل والتي سمحت بوصول قيادات غير مؤهلة وبصرف ميزانيات برامج بالملايين دون تحقيق أي عائد أدبي أو مادي وهذا سيتطلب إلغاء العديد من الوظائف والإدارات الوهمية والمستشارين الوهميين.. مما سيوفر ملايين الجنيهات المهدرة وسيفتح أبواب الأمل أمام قبول الشباب للعمل والتعيين بماسبيرو بعدما توقف هذا تماما.. التليفزيون المصري وحده القادر علي التعبير عن هذه الطبقات المهمشة إعلاميا في إعلامنا الخاص.. كما يرتبط الأمر بفكرة أن التليفزيون هو المنوط به التعبير عن قضايا الوطن بجدية ووعي وستعلق عليه آمال في لعب دورا تنويريا لمكافحة الإرهاب والتصدي للأفكار المريضة التي تغذت علي بؤس المجتمع ويأس المواطن طوال سنوات مبارك العقيمة. القنوات الدعوية الخاصة تحولت إلي قنوات تحريضية لحرق الوطن وتحقيق أجندة تنظيم الإخوان الدولي وهذا يتطلب إنشاء قناة خاصة بالأزهر الشريف تقدم الدين الإسلامي الصحيح.. كما أن وضع ضوابط للبرامج الساخرة التي تتعمد الإساءة للمؤسسات الوطنية وللقامات الوطنية أمر هام.. لأننا يمكن أن نتقبل نقدا ساخرا لأداء مسئول سياسي.. ولكن كيف نتقبل سخرية من مؤسسة القوات المسلحة! وكيف نسخر من زي الجندية الذي هو شرف لمصر كلها! وكيف نتقبل سخرية بألفاظ خارجة !وكيف نتقبل السخرية من القامات الوطنية التي تدافع عن دولة المؤسسات فقط لأنهم ينحازون للوطن ! إن وضع ضوابط أمر ضروري.. ولكن الأهم هو النهوض بالتليفزيون المصري بحيث يصبح هو المرجعية الأصدق بالنسبة للمواطن.. إن المعادلة تتطلب مزيدا من الحرية المسئولة تحت مظلة ميثاق شرف وتحت مظلة سيادة القانون.. لا يمكن ترك الساحة للإعلام الخاص سواء الفضائيات الخاصة أو الصحافة الخاصة.. لابد أن تفعل إدارات الإنتاج الدرامي في ماسبيرو وتفعيل إدارات الإعلان والتسويق.. وجذب الإعلانات في ماسبيرو والصحافة القومية.. بهذا الشكل التنافسي الشريف مع تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي وإعادة هيكلة وزارة الإعلام وإنشاء هيئة مستقلة لإدارة شئون الإعلام وتحقيق استقلال اقتصادي لإعلام الشعب تليفزيونا وصحافة وبخلق تنافس شريف بين إعلام مملوك للشعب وإعلام مملوك لرجال الإعمال.. هذا هو الحل في تقديري للنهوض بملف الإعلام. خبير إعلامي [email protected]