يولي المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي اهتماما عظيما بدور الاعلام في معركة مصر الحالية وبدا ذلك واضحا في اجتماعه بالاعلاميين وحديثه عن حرب المعلومات ودور الاعلام في توحيد الأمة والنهوض بها، كما أنه أظهر اهتماما ووعيا كبيرين بالأرقام فقال إن ماسبيرو به 43 ألف موظف يتقاضون 220 مليون جنيه شهريا هذا أمر يثقل الموازنة العامة بلا شكل ولكنه أكد أنه لن يقترب من هذه الأجور المرتفعة لأن معناها خراب لبيوت كثيرة. والتصريح دقيق والتعامل معه يؤكد حرص السيسي حال فوزه بالانتخابات الرئاسية علي حماية المواطنين وعدم الاضرار بهم.. وهذا يستتبع بالضرورة وضع خطط بديلة لوقف الاهدار في المال العام.. فاللواء طارق المهدي عندما تولي الإشراف علي مبني الإذاعة والتليفزيون استطاع أن يسد ثغرات كثيرة كانت ملايين الجنيهات تتسرب منها مما مكنه من وضع أفضل لوائح للأجور للعاملين بماسبيرو ودعونا نوضح أن وضع ماسبيرو مسئول عنه السيد صفوت الشريف الذي أراد التوسع في انشاء القنوات وتقديم مصر بريادة كمية من القنوات! كما أنه أنشأ قطاعا للأمن يضم الآن أكثر من ثمانية آلاف موظف! ولا يمكن تسريحهم أو غيرهم من الموظفين فليس خطؤهم أن وزيرا للاعلام أسس أكثر من 23 قناة تليفزيونية وعشرات المحطات الاذاعية! ويجب أن يكون واضحا أنه إذا كان ماسبيرو يضم 43 الف موظف فإن الإعلاميين لا يتجاوزون الخمسة آلاف اعلامي ما بين مقدم برامج ومعد ومخرج ومصور ومونتير.. ولكن يمكن الاستفادة من تجربة اللواء طارق المهدي في ضبط الجوانب المالية والادارية.. كما أن الغاء الادارات والوظائف الوهمية واعادة توزيع العمالة المتكدسة في ادارات بعينها ونقلهم الي ادارت أخري سيخلق استفادة كبيرة من كل الطاقات.. كما أن تخفيضا بنسبة 10% فقط من أجور جميع القيادات ومن مديري العموم الكثر سيوفر ملايين أخري! وسيعطي القدوة والاقتناع فيمكن تخفيض 5% فقط من الدرجة الأولي وابقاء أجور الثانية والثالثة كما هي. إن الأهم من كل ذلك هو تفعيل الادارات الذهبية في ماسبيرو أي التي كانت تدر ذهبا لوزارة الاعلام وهي قطاع الانتاج وصوت القاهرة ومدينة الانتاج ووحدة الانتاج المتميز بالمتخصصة والتي توقفت جميعها عن الانتاج تماما من سنوات!.. فمصر كانت رائدة في الانتاج الدرامي وتستطيع مواصلة دورها واستعادة مكانتها الريادية الدرامية وهو مجال لم يعد ينافسنا فيه أحد بعد الحرب التي دمرت ضمن ما دمرت الانتاج الدرامي السوري.. وهنا يجب أن نمنع تقديم المسلسلات التركية في جميع قنواتنا الرسمية والخاصة لجملة أسباب أولها أن الدراما التركية تافهة وتصدر قيما تتناقض مع قيم مجتمعنا.. ثانيا الحكومة التركية تأخذ موقفا معاديا من مصر 30 يونيو وتدرب جيشا علي حدودنا مع ليبيا ويصبح من الخيانة عرض أعمالهم علي شاشتنا! ثالثا حماية الانتاج الدرامي المصري يتطلب منع هذه المخدرات المسماة.. مسلسلات تركية. ماسبيرو يحتاج الكثير من العمل ومن تغيير الفلسفات والأشخاص والفكر فلا يمكن الابقاء علي قيادات تنتمي فكرا واخلاصا لنظام 'مبارك الاخوان'.. لابد من ضخ دماء جديدة في شرايين ماسبيرو المريض.. كما أن تأسيس قناة مصرية تتصدي لتحريض وأكاذيب الجزيرة صار ضرورة إعلامية.. والمشير السيسي ضابط مثقف يذكرنا بدور ضباط جمعوا بين الالتزام بالوطنية العسكرية والثقافة بداية من أحمد عرابي والشاعر محمود سامي 'رب السيف والقلم' أحد زعماء الثورة العرابية.. ومرورا بعبد القادر حاتم أبو الاعلام المصري الذي وضع البنية الأساسية للاعلام المصري في الخمسينيات وأنشأ أول وكالة للأنباء وأقام 'ماسبيرو' في الستينيات. والذي وضع الاستراتيجية الاعلامية لثورة يوليو 52.. فهل لدينا. استراتيجية اعلامية لثورة 25 – 30 يونيو؟ وهناك يوسف السباعي وثروت عكاشة.. وما أحوجنا الآن لوضع استراتيجية جديدة تضم الاعلام والثقافة معا تحت مظلة هيئة مستقلة منتخبة لهذه المؤسسة الأهم في ادارة المعركة ضد الارهاب والجهل والرجعية. تري هل يأتي اليوم الذي يهرب فيه الاعلامي من القنوات الخاصة ويبذل جهدا حتي يعمل في ماسبيرو تليفزيون الشعب المصري المعبر عن ثورته وآماله وطموحاته. [email protected]