قالت وكالة 'فيتش' للتصنيف الائتماني، أن الاتفاق بين روسياوالصين تورد بموجبه شركة غازبروم 38 مليار متر مكعب من الغاز سنويا لشركة النفط والغاز الوطنية الصينية 'سي إن بي سي' يمثل فرصة مهمة للشركة الروسية والنمو. وقعت شركة 'غازبروم' الروسية وشركة النفط والغاز الوطنية الصينية 'CNPC' يوم الأربعاء الماضي علي أكبر صفقة في تاريخ الطاقة بقيمة 400 مليار دولار لتوريد 38 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الروسي من شرق سيبيريا إلي الصين لمدة 30 عاما. وذكرت فيتش في بيان أصدرته يوم الخميس الماضي أنه بمقدور غازبروم أن تزيد حجم الصادرات إلي الصين دون أن يؤثر ذلك علي قدرتها لتوريد الغاز للعملاء الأوروبيين القائمين، من خلال تطوير احتياطيات غير مستغلة في شرق روسيا. كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال في إبريل الماضي إن من المستحيل أن تتوقف أوروبا عن شراء الغاز من بلاده بشكل كامل رغم محاولات القارة الحد من اعتمادها علي استيراد الطاقة من موسكو. وتوفر روسيا نحو 30% من حاجات أوروبا من الغاز الطبيعي. وذكرت وسائل إعلام روسية أنه من المتوقع أن يبدأ تنفيذ الصفقة في العام 2018 بتصدير 38 مليار متر مكعب من الغاز سنويا مع إمكانية رفع هذا الرقم إلي 60 مليار متر مكعب، ومن شأن هذه الصفقة، توثيق العلاقات بين البلدين وستتيح لموسكو تنويع زبائن الطاقة وخلق توازن في الأسعار. وجاء في بيان فيتش الذي حصلت وكالة الأناضول علي نسخة منه أن البعض صور الصفقة بأن روسيا تبتعد عن أوروبا في ضوء الوضع الراهن في أوكرانيا، بينما تتيح خيارات أمام غازبروم للتصدير، التحدي التاريخي الذي واجه الشركة تمثل في إيجاد سبل لتسييل 23 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي بأسعار مقبولة، وأفضل سيناريو للشركة هو زيادة الإنتاج. واعتبر البيان أن الصفقة إيجابية لشركة غازبروم في المستقبل المتوسط والطويل لا سيما إذا فتحت الباب لصفقة أخري لبيع الغاز من الحقول الغربية المتقدمة إلي الصين في الوقت المناسب. وبينما يبلغ السعر نحو 350 دولار لكل ألف متر مكعب، بينما عقود غازبروم مع العملاء من أوروبا الغربية تبلغ 387 دولار لكل ألف في عام 2013، أعلي بكثير من الأسعار التي يمكن بيع الغاز بها في روسيا. واعتبر البيان أن الفرق الرئيسي هو أن الغاز الذي سيجري توريده إلي الصين سوف يأتي من الحقول غير المستغلة إلي حد كبير، مما يعني ضخ استثمارات كبيرة مقدما، والتي أعلن عنها الرئيس بوتين بقيمة 55 مليار دولار. وأوضح البيان أن 38 مليار متر مكعب من الغاز تعادل نحو ربع التوريدات السنوية ل غازبروم إلي أوروبا. ويشير البيان إلي مسألة الحصول علي التمويل لضخ استثمارات في حقول الغاز الروسي لتوفير الكمية التي تنص عليها الاتفاقية مع الصين، موضحا أنه منذ اندلاع الأزمة في أوكرانيا لم تصدر أي شركة روسية كبري سندات دوليا وشددت البنوك الغربية الإقراض. وذكر البيان أن غازبرون ستكون قادرة علي الحصول علي التمويل اللازم عن طريق البنوك الحكومية والبنوك الدولية الأخري، أو سوق السندات المحلية، أو في نهاية المطاف الدولة الروسية، هذا علي افتراض أن الشركة الصينية لا تقدم مدفوعات مقدما في إطار الصفقة. ونقلت وكالة 'نوفوستي' الروسية للأنباء عن مصدر مقرب من 'غازبروم' الروسية أن الشركة ستتلقي من نظيرتها الصينية دفعة مقدمة بمقدار 25 مليار دولار في إطار الصفقة لتوريد الغاز الروسي من شرق سيبيريا إلي الصين لمدة 30 عاما. وأعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك علي هامش منتدي سان بطرسبورج الاقتصادي الدولي ال18 أن قيمة الغاز الذي سيتم توريده للصين وفق العقد الموقع مؤخرا ستدفع بالدولار.