قرارات تتجاهل مطالب العاملين مديرة مسنودة أم عناد وزير؟ تصاعدت في الأيام القليلة الماضية أزمة العاملين في المركز القومي للترجمة في مواجهة مديرة المركز الدكتورة رشا إسماعيل التي يتهمها العاملون بالتعالي الشديد واستخدام ألفاظ لا تليق في تعاملها مع العاملين، كما يتهمونها بالسماح لسكرتيرتها بالتحول إلي مركز قوة داخل المركز توقع الجزاءات وتنقل بين الإدارات وتهين من تشاء إضافة إلي اتهامات أخري.. غضب العاملين تمت ترجمته في البداية إلي وقفات احتجاجية ومحاولات لمنع مديرة المركز من دخول مكتبها، ثم تطور الأمر إلي بلاغات متبادلة بين الطرفين، لا يمكن اعتبار ما جاء فيها إلا كارثة حقيقية تحدث لأول مرة في صرح ثقافي تابع لوزارة الثقافة المصرية تحت سمع وبصر وزيرها الذي يأبي اتخاذ موقف حقيقي إزاء مايمكن تسميته بالمهزلة الأخلاقية التي تمت تحت سمع وبصر أمن المبني وكل العاملين.. بل إنه علي العكس من ذلك جاءت تصريحات الوزير لتجعل الأمر يبدو وكأن غضب العاملين بسبب مطالب فئوية، وهو أمر اعتبره العاملون عاريًا من الصحة ومحاولةً لتجميل وجه السيدة رشا. تجاهل العاملين وكان المهندس محمد أبو سعدة 'مدير مكتب وزير الثقافة' قد اجتمع الأربعاء الماضي بالمحتجين علي أسلوب رشا إسماعيل في الإدارة وعددهم 90 فردًا من إجمالي 107 عمال وموظفين بالمركز القومي للترجمة 'أي أن الرافضين لسياسات وتجاوزات مديرة المركز يقدرون بما يقرب من 90 بالمائة من العاملين، حيث طرح العاملون علي أبوسعدة مشكلاتهم ومنها التهديدات المستمرة التي يواجهونها بإنهاء انتداب بعضهم 'حوالي 36عاملًا'، وما تقوم به السيدة سهير قطب 'سكرتيرة مديرة المركز' من ممارسات ضد العاملين، حيث أكد العاملون أن أبو سعدة أكد لهم أنه سيقدم حلولا فورية، وعلي الرغم من وعد أبو سعدة فقد فوجئ العاملون بالمركز باجتماع د.محمد صابر عرب 'وزير الثقافة' بأعضاء مجلس أمناء المركز القومي للترجمة برئاسته بمكتبه، وهو الاجتماع الذي حضرته د.رشا إسماعيل، حيث جاء الاجتماع والقرارات مخيبة تمامًا لآمال العاملين، وبدلا من مناقشة ما أثاره العاملون من مشكلات مع المهندس أبو سعدة وفي وسائل الإعلام وهي مشكلات تتعلق في معظمها بشخصية المديرة وأسلوب تعاملها الفظ وتهديداتها المستمرة للعاملين، بدلا من ذلك تمت مناقشة أمور تظهر من خلالها المشكلات بالمركز وكأنها مشكلات خارجة عن إرادة مديرته التي لم يتخذ ضدها أي إجراء حتي الآن، وبدت القرارات وكأنها تدعم ما تناقله العاملون من ترديد السيدة رشا الدائم بأنها مدعومة من وزير الثقافة، حيث قوبل كل مانشرته الصحف عن كوارث وخطايا السيدة رشا منذ توليها المركز بتجاهل تام من الوزير، وكانت الطامة الكبري في نتائج اجتماع الوزير بالمجلس الذي يفترض أنه اجتماع بسبب الوقفات الاحتجاجية المستمرة للعاملين وبخاصة التطورات الأخيرة، فإذا بذلك الاجتماع يناقش أن إعادة نشر الكتب المترجمة قديمًا في سلسلة كتب 'ميراث الترجمة' تكلف المركز وقتًا وجهدًا في المراجعة والتصحيح تجعله يحيد عن هدفه الأساسي من ضخ ترجمات جديدة تثري سوق النشر العربية، ويناقش قضية تأخر بعض المترجمين في تسليم ترجماتهم في الموعد المحدد للتسليم، كما ناقش أيضًا مشكلة وجود عدد ليس بقليل من الكتب الموجودة في المطابع الأميرية ومطابع الهيئة عالقة منذ سنوات، وهي مشكلات يحلها الوزير ومديرة المركز بقرارات حاسمة، لأن بعضها مشكلات في صلب اختصاص الوزير الذي تقع تحت رئاسته هيئة الكتاب والمركز القومي للترجمة، كما أن التأخر لسنوات إنما يعني أن التحرك إزاء المشكلة كان بطيئًا ومتأخرًا جدًا، كما أنه وفقًا لمعلوماتنا من العاملين بالمركز فإن كتب ميراث الترجمة لا تصحح علي الإطلاق بل يتم تصويرها ونشرها مباشرة، أما المشكلتين الوحيدتان اللتان ناقشهما الاجتماع ولا ندري هل تم تحميل السيدة رشا مسؤوليتيهما أم لا فكانت الأولي مشكلة الكتب التي حصل المركز القومي للترجمة علي حقوق ملكيتها ولم تُحل إلي مترجم، وهي دون شك مشكلة تخص السيدة رشا التي لم تقم بعملها بإحالة تلك الكتب لمترجمين آخرين رغم أنها مديرة لهذا المركز منذ ما يزيد علي عام، والثانية مشكلة تأخر المترجمين في ترجمة الكتب وهي أيضًا مشكلة السيدة رشا التي لم تقم بسحب الكتب منهم بعد تجاوزهم المدة المسموحة وتسليمها لآخرين، وقد أسفر الاجتماع عن قرارات اعتبرها الكثيرون، من 'الغرائب والعجائب'، حيث تم الاتفاق علي: تفعيل الهيئة الاستشارية، تكوين مجلس إدارة للمركز يصدر اللوائح والقرارات، إعداد لوائح فنية ومالية وأخري خاصة بشئون العاملين بالمركز علي أن يتم عرضها علي مجلس الأمناء لإصدارها. وهي قرارات عجيبة حقًا تؤكد محاولة إدراج المشكلة تحت بند مطالب مالية للعاملين لأن المجلس الذي يعمل منذ عام 2006 تحكمه بالفعل لوائح مالية وقوانين لم يعترض عليها أحد وتضمن تسيير العمل بالشكل المحترم اللائق وهو ما سار عليه الدكتور جابر عصفور أول مدير للمركز وسار عليه كل من جاء بعده. كوارث أخلاقية السيدة مديرة المركز اتهمت 10 موظفين بالتعدي عليها ومنعها من الدخول في محضر بقسم الشرطة يؤكد العاملون مخالفة كل ما جاء به للوقائع المصورة للوقفة ولما أثبته محضر الأمن الداخلي للمبني، خاصة أن المديرة عندما قام العاملون بوقفتهم الاحتجاجية ضدها ومنعوها من الدخول دون المساس بها نهائيًا استعانت بالشرطة ودخلت في حمايتهم إلي المبني، كما قام مدير أمن المبني العميد هشام فرج بالتحدث إلي العاملين وبذل وساطة لدخولها المبني يوم الأربعاء دون أن يمسها أي شخص، بينما تؤكد شهادة الشهود من العاملين ما قامت بعه المديرة وسكرتيرتها من أعمال لا تليق بالمنصب والمركز العلمي ولا بهذا الصرح الثقافي. حيث وصل الأمر بالمديرة إلي إهانة موظفة باللفظ، كما أن السكرتيرة وجهت ألفاظًا خادشة للحياء واتهامات في الخلق لموظفات في المركز، وتؤكد الموظفات تعرضهن للصفع من السكرتيرة وهو ما دعاهن لتحرير عدد من المحاضر، من ذلك محضر 6 أحوال الذي حررته نهاد فهمي ضد المديرة والسكرتيرة. كما تسببت المديرة بتعديها باللفظ والتعنيف علي ربيع محمد السيد 'المشرف علي الخدمات الداخلية' في أن يسقط مغشيًا عليه ويتم نقله إلي مستشفي الأنجلو أمريكان مصابًا بارتفاع شديد في ضغط الدم كاد يؤدي إلي جلطة بالمخ 'علي حد قوله' مع احتفاظه بالتقرير الطبي الدال علي ذلك وشهادة زملائه، حيث أكد ربيع ل'الأسبوع' أنه رفض تحرير محضر للمديرة حفاظًا علي هيبة كرسي مدير المركز لأنهم يريدون رحيل الدكتورة رشا دون المساس بهيبة هذا الكرسي. وربما يكون أخف الأمور وطأة فيما يذكره العاملون 'الذين يرفضون ذكر أسمائهم منعًا للتنكيل بهم' أن المديرة جمعت الموظفين بعد أن قررت التعطف وعدم منع 'كيلو الكعك' الذي تقدمه عادة الهيئات والمؤسسات الحكومية في عيد الفطر لموظفيها، لتقول لهم: 'قررت اديكم الكعك ابقوا كولوه وادعولي'، وهي واقعة 'إن صحت' فنحن أمام سيدة تمنُّ بالمال العام وكأنها تمنحه من جيبها الخاص، كما أنها تنسب لنفسها في سلوك أقرب إلي 'المعايرة' التي تحدث في الأحياء الشعبية، أنها هي من حصل علي جائزة خادم الحرمين الشرفين بينما تلك الجائزة قدمت علي مجمل أعمال المركز، وهي أعمال شهدت جهد وعرق كل المدراء السابقين إضافة إلي مجهود جبار من العاملين بالمركز لإنجاز مستندات التقدم للجائزة. جهد مسروق اتهم العاملون المديرة بأنها نسبت لنفسها كتبًا أعدها مدراء المركز السابقون حيث ظلت تلك الكتب تنتظر الأغلفة في المطابع بسبب الأحداث التي مرت بها مصر لكن رشا تحت زعم أن تلك الكتب تصدر في عام 2014 ولا يجوز أن يكتب عليها أسماء من تركوا المنصب قامت بحذف اسمي الدكتورة كاميليا صبحي والدكتور فيصل يونس، بل حذفت اسم الدكتور جابر عصفور عن الطبعة الثانية من ديوان شعر المثنوي لجلال الدين الرومي ووضعت اسمها مكانه بعد تمزيق الورقة التي احتوت علي اسم عصفور، كما اتهمها العاملون بطبع كتالوج لإصدارات المركز في دار نشر خاصة بتكلفة 92 ألف جنيه وادعاء أن عرض أسعار المطابع الأميرية كان ب 300 ألف جنيه لنفس الكتالوج الذي قالت المديرة إنه كان لن يليق بمستوي المركز، وهو اتهام صريح من المديرة للمطابع الأميرية بما يمكن أن نسميه 'سرقة' لأنه لا يعقل أن تضع المطابع الأميرية 3 أضعاف السعر لطبع كتالوج أقل في المستوي.. علمًا بأن الكتالوج السابق علي هذا الكتالوج كانت قد تمت طباعته في المطابع الأميرية بما لا يزيد علي 90 ألف جنيه، وكان يمكن الاستغناء عن الكتالوج بسيديهات تفي بالغرض وغير مكلفة، كما وضعت بالكتالوج حوالي 400 عنوانًا كانت لا يزال بعضها تحت الطبع، كما استعانت المديرة بعاملين من خارج المركز المؤهل تمامًا لأعمال النشر والجرافيك ومنحتهم المكافآت التي وصلت إلي 20 ألف جنيه علي هذا الكتالوج المشبوه المليء بالأخطاء، كما ادّعت المديرة أن مشكلة المكتب الفني للترجمة بالمركز هي مشكلة مدير المكتب الفني، وهو ما أدي الي تقدم الدكتورة رانيا فتحي 'مدير المكتب' باستقالة إلي وزير الثقافة شرحت فيه ما تعانيه والذي يفترض أنه بسبب الدكتورة رشا.. فما كان من الوزير إلا أن أحال الاستقالة للدكتورة رشا التي قبلت الاستقالة 'أي أنها كانت الخصم والحكم'.. مع العلم بأن ادعاء الدكتورة رشا بأن الدكتورة رانيا هي المتسببة في المشكلات بوصفها مديرًا للمكتب الفني هو ادعاء غير صحيح، لأن الدكتورة رشا ببساطة هي الرئيس الفعلي للمكتب الفني بوصفها مديرًا للمركز. مديرة المركز متهمة بالأخونة ولدي العاملين وقائع تدل علي ذلك، بينما تدَّعي ان الإخوان حاولوا الإطاحة بها في أزمة أخونة وزارة الثقافة والمجيء بقريب لوزير الثقافة الدكتور علاء عبد العزيز، وهو ما لم نسمع به وقت أن تمت علي وجه السرعة الإطاحة برؤساء هيئة الكتاب ودار الكتب والوثائق القومية ودار الأوبرا، ويبدو أن تهمة الإخونة التي تلاحق الدكتورة رشا كانت السبب في إطلاق شائعة أخري 'لا نعرف مصدرها' بأنها علي صلة قرابة بشخصية كبيرة جدًا وهو ما يخشي معه العاملون من أن يكون سببًا في حمايتها. إن ما يقوله العاملون عن سلوكيات الدكتورة رشا غير مسبوق، كما أن إدارتها تشير إلي التسبب في كثير من المشكلات الإدارية، وهو ما يجعل موقف وزير الثقافة شديد الغرابة حقًا.. وهو ما أوصل الأمر إلي قرار من العاملين بالاعتصام والامتناع عن الطعام في حالة استمرار تلك المهزلة التي يشهد بها 90 موظفًا وذلك في مواجهة شخصين فقط هما الدكتورة رشا وسكرتيرتها.