إصدار ضوابط تنظيم ساعة الراحة باللجان الفرعية في انتخابات مجلس الشيوخ    صعود بورصات الخليج مع ترقب قرار الفيدرالي الأمريكي    مصر ترحب باعتزام المملكة المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية    الاقتصاد الأمريكي ينمو بنسبة 3% في الربع الثاني من 2025    ربيع ياسين: ما المشكلة في أن يلعب عبد القادر للزمالك؟ هناك زملكاوية يلعبون للأهلي    مانويل نوير يدرس العودة إلى المنتخب الألماني والمشاركة في مونديال 2026    اتحاد اليد يحضر ودية منتخب الناشئين مع تونس لتحفيز اللاعبين قبل المونديال    قرار قضائي في اتهام المخرج محمد سامي بسب وقذف فنانة شهيرة    عمرو دياب يطرح كليب "خطفوني" ويشعل الصيف بمشاركة ابنته جانا    أحمد الشهاوي ل«الشروق»: جائزة الدولة التقديرية تتويج لمسيرتي.. والجائزة المصرية لها وقع خاص    وزارة الصحة: افتتاح وتطوير عدد من أقسام العلاج الطبيعي خلال النصف الأول من 2025    أهمية دور الشباب بالعمل التطوعي في ندوة بالعريش    برواتب تصل ل50 ألف جنيه.. فرص عمل في البوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية    عمرو دياب يطرح كليب "خطفوني" ويشعل الصيف بمشاركة ابنته جانا    تعاون مصري إيطالي لإنشاء وتطوير5 مدارس للتكنولوجيا التطبيقية بمجالات الكهرباء    توقعات الأبراج في شهر أغسطس 2025.. على برج الثور الاهتمام بالعائلة وللسرطان التعبير عن المشاعر    ترامب: الهند ستدفع تعريفة جمركية بنسبة 25% اعتبارًا من أول أغسطس    المصري يواصل تدريباته في سوسة.. والكوكي يقترب من تحديد الودية الرابعة    سباحة - الجوادي يحقق ذهبية سباق 800 متر حرة ببطولة العالم    الداخلية السورية: مزاعم حصار محافظة السويداء كذب وتضليل    العثور على دقيقة مفقودة في تسجيلات المجرم الجنسي إبستين تثير الجدل.. ما القصة؟    التحقيق مع صانعة محتوى شهرت بفنانة واتهمتها بالإتجار بالبشر    الداخلية تكشف ملابسات فيديو اعتداء سائق ميكروباص على أسرة أعلى الدائري    إصابة 7 أشخاص في انقلاب سيارة بالفيوم    إعلام الفيوم ينظم لقاءات جماهيرية للدعوة للمشاركة الانتخابية    التنسيقية تعقد صالونًا نقاشيًا حول أغلبية التأثير بالفصل التشريعي الأول بمجلس الشيوخ    تغطية الطرح العام ل "الوطنية للطباعة" 8.92 مرة في ثالث أيام الاكتتاب    هوجو إيكيتيكي يشارك في فوز ليفربول بثلاثية على يوكوهاما وديًا.. فيديو    زياد الرحباني... الابن السري لسيد درويش    حركة فتح: إعلان نيويورك إنجاز دبلوماسى كبير وانتصار للحق الفلسطينى    "لدينا رمضان وإيفرتون".. حقيقة تفاوض بيراميدز لضم عبدالقادر    المشدد 7 سنوات لعاطلين في استعراض القوة والبلطجة بالسلام    رئيس الوزراء: استراتيجية وطنية لإحياء الحرف اليدوية وتعميق التصنيع المحلي    رئيس جامعة بنها يترأس اجتماع لجنة المنشآت    الطائفة الإنجيلية تنعي الفنان لطفي لبيب    تكثيف أمني لكشف جريمة الزراعات بنجع حمادي    النيابة العامة: الإتجار بالبشر جريمة تتعارض مع المبادئ الإنسانية والقيم الدينية    "زراعة الشيوخ": تعديل قانون التعاونيات الزراعية يساعد المزارعين على مواجهة التحديات    الرعاية الصحية تعلن تقديم أكثر من 2000 زيارة منزلية ناجحة    لترشيد الكهرباء.. تحرير 145 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق    محافظ أسوان يوجه بالانتهاء من تجهيز مبني الغسيل الكلوي الجديد بمستشفى كوم أمبو    ما حكم كشف وجه الميت لتقبيله وتوديعه.. وهل يصح ذلك بعد التكفين؟.. الإفتاء تجيب    أبو مسلم: جراديشار "مش نافع" ولن يعوض رحيل وسام ابو علي.. وديانج يمتلك عرضين    جو شو: التحول الرقمي يبدأ من الإنسان.. والتكنولوجيا وسيلتنا لتحقيق تنمية عادلة    انكسار الموجة الحارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة    مبيعات فيلم أحمد وأحمد تصل ل402 ألف تذكرة في 4 أسابيع    علي جمعة يكشف عن حقيقة إيمانية مهمة وكيف نحولها إلى منهج حياة    هل التفاوت بين المساجد في وقت ما بين الأذان والإقامة فيه مخالفة شرعية؟.. أمين الفتوى يجيب    ما معنى (ورابطوا) في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)؟.. عالم أزهري يوضح    ملك المغرب يؤكد استعداد بلاده لحوار صريح وأخوي مع الجزائر حول القضايا العالقة بين البلدين    33 لاعبا فى معسكر منتخب 20 سنة استعدادا لكأس العالم    ترامب يكشف عن تأثير صور مجاعة قطاع غزة على ميلانيا    استراتيجية الفوضى المعلوماتية.. مخطط إخواني لضرب استقرار مصر واستهداف مؤسسات الدولة    استقرار سعر الريال السعودي في بداية تعاملات اليوم 30 يوليو 2025    وفري في الميزانية، طريقة عمل الآيس كوفي في البيت زي الكافيهات    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 1447-2026    متابعة تطورات حركة جماعة الإخوان الإرهابية مع الإعلامية آلاء شتا.. فيديو    رسميًا.. جدول صرف مرتبات شهر أغسطس 2025 بعد تصريحات وزارة المالية (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عباس يشن هجوما علي الجبهة الشعبية.. ويلمح لمغادرته مقعد الرئاسة

وجه محمود عباس رسالة تهديد إلي الولايات المتحدة الأميركية، واسرائيل، من أنه يعتزم مغادرة موقع رئاسة..
السلطة الفلسطينية في غضون أسبوع،إن لم تستجب اسرائيل لمطلبه وقف الإستيطان خلال فترة المفاوضات بين الجانبين.
وامتنع عباس رئيس السلطة الفلسطينية عن التحدث عن الموقف الأميركي من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية حتي اطمئن إلي أن صحفيا محددا لم يكن من بين الموجودين في اللقاء الذي جمعه مع اعضاء من المجلس الوطني الفلسطيني المقيمين في الأردن، خشية أن ينشر ما سيقوله، مبديا ثقته بالتزام الصحفيين الآخرين الذين حضروا اللقاء بعدم النشر.
وحصل عباس في ذات الوقت علي التأييد الذي اراده لبقائه علي رأس السلطة الفلسطينية، من سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الذي ناشده عدم مغادرة الموقع، ومن ممثلين لفصائل صغيرة، من بينها الجبهة الديمقراطية، فيما وجه انتقادات حادة للجبهة الشعبية، بغياب ليلي خالد رجل الجبهة الأساس في عمان، وعضو مكتبها السياسي، التي كانت اعتبرت في كلمة القتها في احتفال يوم القدس الذي اقامته السفارة الإيرانية في يوم الجمعة الأخيرة من رمضان الماضي، أن عباس والسلطة التي يرأسها فقدا شرعية تمثيل الشعب الفلسطيني، وأنهما ما عادا يمثلان غير الجواسيس، علي حد قولها.
ومن كثرة ما كانت مناشدات ممثلي الفصائل لعباس بعدم مغادرة كرسي الرئاسة فاقعة، قال احدهم مبتدئا المزاوجة ما بين أجواء الإنفعال والمرح الي سادت أغلب وقت انعقاد الجلسة، "لو كان أبو عمار هو المعني بهذه المناشدات، لوقع شيكات فورية وزعها علي الحضور"، فضحك الجميع، ولم يوقع عباس أي شيك فوري. وسمع أحد الحضور يقول مازحا، حين كان نجيب القدومي أمين سر حركة "فتح" في الأردن، مدير عام المجلس الوطني الفلسطيني، يمتدح عباس، "أنقده ألف درهم يا غلام.. مدد له 'وظيفته' كمان سنة يا أبو مازن".
اللقاء عقد في مقر رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني في العاصمة الأردنية في السادسة من مساء الإربعاء، وبدأه عباس بتلويحه بالإستقالة علي شكل مزحة، حين لاحظ أن المقعد الذي جلس عليه يهتز من تحته، فقال "بدو يتحملني اسبوع فقط.. إبصر أجلس عليه بعد اسبوع أم لا"، رافضا الإفصاح عما يعتزمه، وهي الإشارة التي أطلقت "مناشدات البقاء.
المناشدة الأولي صدرت عن سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، الذي اختار بعناية فائقة قائمة المدعوين، لحضور اللقاء مع عباس، من داخل وخارج عضوية المجلس، إذ تم استثناء كل من يمكن أن يعكر مزاج الرئيس، ولو حتي بسؤال، ما أثار احتجاجات الكثيرين.
ووصف حضور كلمة الزعنون بأنها كانت أشبه ب "معلّقة مناشدة"، أن لا تتركنا وترحل عن الرئاسة، علما أن العلاقات بين عباس والزعنون لم تكن علي ما يرام خلال الأشهر الأخيرة، حيث عاود عباس حجب موازنة المجلس الوطني، ما جعل الزعنون يقاطع اجتماعات اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة "فتح"، التي تعقد في رام الله.
قال الزعنون مقدما عباس: "أرحب بالأخ الرئيس القائد، الذي لم يفرط، ويقود السفينة، ليس في خط مستقيم، بل متعرج، حتي لا يصطدم بالصخور".
وتابع "موقفك يا سيادة الرئيس ثابت علي المبادئ، لم يدركه المزايدون، ولم يفهمه العاجزون".
عباس بدأ بالسؤال "هل شاكر الجوهري موجود..؟".
فطمأنه الحضور إلي عدم تواجده، فبدأ حديثه قائلا: المفاوضات مع اولمرت
"الظرف صعب، والوضع خطير، ونحن نقف أمام مفترق طرق: السلام أو اللا سلام". واعتبر أن الوضع كله متوقف علي الطرف الآخر، في اشارة إلي اسرائيل.
وتابع.. "نحن نريد السلام، ولأول مرة، يقف كل العالم معنا، مطالبا اسرائيل بوقف الإستيطان".
واعتبر عباس التقائه مع اللوبيات اليهودية في مختلف دول العالم اقتحاما لهذه اللوبيان، قال "اقتحمنا اللوبيات اليهودية بدءا من جنوب افريقيا، مرورا بكندا واميركا اللاتينية وأميركا الشمالية وفرنسا. وتابع "صدقونا 'اللوبيات اليهودية' وأبدوا نوعا من التعاطف معنا، ومع صدقيتنا". وقال عباس "الجميع 'في اللوبيات التي التقاها' أبدوا نوعا من التعاطف، وأدركوا رغبتنا الجادة في تحقيق السلام مع اسرائيل"، منوها إلي "إن ما بين 50 -70% من الإسرائيليين مع السلام وضد الإستيطان، وهم ينظرون إلي المستوطنين علي أنهم يخربون عليهم حياتهم".
وتساءل رئيس السلطة الفلسطينية "لم لم يتحقق السلام..؟"..
وأجاب علي السؤال الذي طرحه شارحا أنه في نهاية عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، دعا إلي لقاء "أنا بولس"، الذي شاركت فيه خمسين دولة، طالبت كلها بوقف الإستيطان. وقال بدأنا بعد ذلك التفاوض مع ايهود اولمرت، رئيس وزراء اسرائيل السابق، حيث بحثنا كل القضايا، وفي مفصل من مفاصل المفاوضات، بحثنا حدود الأرض المحتلة التي نتفاوض عليها، وموقف كل طرف من هذه الحدود. وكشف عن أن كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية في حينه، اجابت علي السؤال عن الأرض المحتلة التي يجري التفاوض عليها بأنها "قطاع غزة، الضفة الغربية، والقدس".
وأضاف عباس "من هذا التحديد الواضح والجدي، بدأنا حديثا جديا حول قضايا الأرض، المياه، المستوطنات، والمعتقلين 'يقصد الأسري'".
وشرح عباس أن الحوار 'يقصد التفاوض' كان ثنائيا بينه وبين اولمرت، تتم احالته بعد ذلك إلي لجان ثنائية مشكلة من الجانبين.
وقال عباس "في تلك المفاوضات، ولأول مرة، كان كل طرف يطرح وجهة نظره من القضايا الرئيسة، فعرف كل طرف وجهة نظر الطرف الآخر حيال قضايا الحدود والخرائط والقدس، وباقي القضايا".
وبعد هذه الصورة الوردية التي قدمها عباس للحضور، قال "ثم توقف كل شيئ مع ظهور نتائج الإنتخابات الإسرائيلية، وفوز بنيامين نتنياهو برئاسة الحكومة الإسرائيلية، الذي بدأ يصعد الموقف الإسرائيلي، عبر تصريحات صحفية".
وانتقل عباس للتحدث عن المفاوضات التقريبية، التي خصصت للتقريب بين وجهتي النظر الفلسطينية والإسرائيلية، وتولاها جورج ميتشل، المبعوث الرئاسي الأميركي. قال عباس "طرحنا فهمنا لقضايا الحدود والأرض والأمن، ولم يقدم الإسرائيليون شيئا".
وقال "بدأ الأميركيون يتحركون نحو المفاوضات المباشرة، وكان موقفنا، وكذلك الموقف العربي، هو عدم التفاوض في ظل الإستيطان".
وانتقل عباس إلي الدعوة الأميركية، التي جمعته في واشنطن، مع بنيامين نتنياهو، بحضور الرئيس الأميركي، وملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس المصري حسني مبارك، وطوني بلير ممثلا عن اللجنة الرباعية الدولية.
قال عباس ذهبنا إلي واشنطن من أجل أن نستمع لما سيقال، ومن جهتنا، قلنا "إن عدم توقف الإستيطان يعني توقف كل شيئ". وقد انتهي اللقاء الذي عقد في شرم الشيخ علي ذات القاعدة.
وتابع عباس "في القدس جلسنا مع نتنياهو لمدة اربع ساعات غير مريحة". وشرح أنه سأل رئيس الوزراء الإسرائيلي: هل سيتوقف الإستيطان..؟ فأجاب نتنياهو بالنفي..!
ولفت عباس إلي أن كل هذه التحركات حدثت قبل 26 أيلول/سبتمبر الماضي، وهو الموعد الذي سبق أن حدده نتنياهو لانتهاء ما اسماه فترة تجميد الإستيطان. وقال "عاد الأميركان 'ميتشل' إلي المنطقة ولم يتمكنوا من اقناع نتنياهو بتجديد تجميد الإستيطان".
وتطرق رئيس السلطة الفلسطينية إلي اجتماعه في نيويورك مؤخرا، علي هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، مع وزراء الخارجية العرب، وطلبه منهم عقد اجتماع للجنة المتابعة العربية في الثامن من الشهر الجاري 'اليوم الجمعة'، وهو الإجتماع الذي تقرر أن يعقبه عقد قمة عربية في اليوم التالي 'غدا السبت' في مدينة سرت الليبية.
وقال عباس إنه سيكاشف العرب في سرت بالحقيقة، وسيقول لهم أن القدس بحاجة إلي دعم فعلي، في اشارة منه إلي عجزه عن الحصول علي 10 ملايين دولار لتمويل توسعة مستشفي المقاصد الخيرية بالقدس. كما أكد أن المبلغ المقر من قبل قمة سرت العربية الماضية للسلطة الفلسطينية، وقيمته 500 مليون دولار، لم يصل منه سنتا واحدا حتي اللحظة.
وتابع "وصل الفلسطينيون حاليا إلي مفترق طرق صعب.. إما أن تستمر المسيرة السلمية، أو يتوقف كل شيء، مؤكدا أنهم قدموا كل الضمانات المطلوبة من أجل السلام، لكن الطرف الآخر لم يقدم علي خطوة ايجابية صغيرة واحدة".
رئيس السلطة الفلسطينية إنتقل بعد ذلك للتحدث عن المصالحة الفلسطينية، قائلا أنه مع مصالحة حركة "حماس"، وقال إنه تجاوز ضغوطا اميركية لمنعه من توقيع الورقة المصرية للمصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"، لافتا إلي أن "الفصائل لا تريد المصالحة"، وذلك في اشارة إلي فصائل مجهرية حليفة له، مؤكدا "إن هذه الفصائل ترفض تعديل الورقة المصرية".
وتحدث عباس عن مباحثات اجراها عزام الأحمد مع قيادات "حماس" حول الإنتخابات ولجنتها ومحكمتها، وأن الجانبين سيناقشون موضوع المصالحة بعد نحو اسبوعين.
وقال إنه رفض التهديد الأميركي مرتين، مرة حين هدد بفرض حصار علي السلطة في حال مصالحتها حركة "حماس"، فكان أن كلف عزام الأحمد بالتوقيع علي الورقة المصرية، لكن "حماس" هي التي رفضت التوقيع..!
ومرة حين شارك في قمة دمشق، قائلا إن ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي في حينه، عرض عليه تقديم دعم مالي كبير للسلطة مقابل عدم مشاركته في تلك القمة، لكنه أصر علي المشاركة فيها.
وشرح عباس كيف إتصل به عمر سليمان مدير المخابرات المصرية، من مكة المكرمة، بعد أن التقي خالد مشعل في العمرة، وطلب منه ارسال وفد فتحاوي للقاء حركة "حماس" في دمشق. وقال أجبته أنه سبق لنا أن قررنا عقد لقاء مع "حماس"، وسيتم ارسال وفد للعاصمة السورية لهذه الغاية برئاسة عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح".
وتحدث عباس عن لقاء آخر سيعقد بين الجانبين بعد اسبوعين 'في العشرين من الشهر الجاري'.
هنا وجه عباس انتقادات قاسية للجبهة الشعبية، بحضور سهيل خوري، ممثلها في الأردن، وغياب ليلي خالد، رجل الجبهة القوي، لوجودها خارج الأردن.
قال عباس "هنالك البعض يضع رجل هنا ورجل هناك.. ودقي يا مزيكا..!".
البعض علق عضويته 'في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير'.. الباب مفتوح لخروج من يريد. اللي يريد تعليق عضويته الأفضل يخرج بره، ومن يريد تلميع حاله هنا، الأفضل أن تلمعوا حالكم في مكان تاني".
وأضاف "هذا الموقف موحد. أنا قلت لن أذهب إلي المفاوضات المباشرة في حال استئناف الإستيطان، واللي علق عضويته كان موقفه نفس موقفي، فلماذا تعليق العضوية.. علشان شو..؟".
وأضاف "اللي بدو يعلق عضويته كمان يعلقها.. يلحق حاله ويعلقها".
وتابع محتدا "أخرج من اللجنة التنفيذية الله لا يردك"..
وتساءل: لماذا توقع الجبهة الشعبية بيانات تصدر من خارج رام الله، وذلك في اشارة إلي البيان الذي صدر عن اجتماع الفصائل الأحد عشر في دمشق، وأعلن رفض موقعيه الذهاب إلي المفاوضات المباشرة..؟
وقال إن "الجبهة الشعبية موافقة علي كل شيئ نتخذه في رام الله، وهي معنا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فكيف توقع بيانات تصدر من خارج رام الله، تعارض ما تشارك في اتخاذه في رام الله..؟".
وواصل عباس "كل يوم بطلعولي أبو علي مقبل 'كادر متقدم في حركة "فتح"' علي رأس مظاهرة.. أنا لم أدخل مفاوضات مباشرة، ليش كل يوم بطلعولي أبو علي مقبل في مظاهرة..؟!".
ولوحظ أن عباس لم يوجه أي انتقاد لمشاركة الجبهة الديمقراطية، إلي جانب الجبهة الشعبية وحزب الشعب، في اجتماعين للفصائل الأحد عشر عقدا في دمشق، وقعت 'الجبهة الديمقراطية' في اولهما علي بيان رفض الذهاب للمفاوضات المباشرة، وعطلت صدور بيان عن الإجتماع الثاني، وأرسلت محضري الإجتماعين لعباس في رام الله.
بعد انتهاء عباس من القاء كلمته، تعاقبت المداخلات المادحة علي شكل سباق، وكان "أبو المأمون" ممثل جبهة التحرير الفلسطينية، الوحيد الذي التزم الصمت، ولم يشارك في هذا السباق، علي حد وصف أحد الحضور.
دفاع ضعيف للشعبية وسجال حاد مع فيحاء عبد الهادي
إلي ذلك، فقد اتخذ ممثل الجبهة الشعبية موقفا دفاعيا ضعيفا.
سهيل خوري ممثل الجبهة الشعبية، قال إن جبهته اتخذت دائما موقفا من قبيل تعليق عضويتها في اللجنة التنفيذية. فعلت ذلك منذ سنة 1974، ومفروض أن يتم تفهم موقفنا.
أما نايف مهنا 'أبو أكرم'، ممثل الجبهة الديمقراطية، فقد بدأ حديثه مؤكدا "نحن رغم وجودنا في دمشق، ورغم أننا نذهب إلي طهران، إلا أننا نعمل في إطار المؤسسات الشرعية، ولا نخرج عن خطها".
وثمن دور عباس، مؤكدا أن الرئيس يتمسك بالثوابت. وأكد "نحن مع الشرعية والمؤسسات، ونعمل في إطار الشرعية".
السيدة فيحاء عبد الهادي، طلبت الإذن بالكلام، مبتدئة بالتوضيح أنها تريد أن تتحدث "ليس دفاعا عن الجبهة الشعبية"، وقالت غير أنه "مطلوب أن يكون هناك حوار بين الرأي والرأي الآخر". ولفتت إلي أن "المعارضة تصلب الموقف". فأعاد عباس تكرار ما سبق له قوله فيما يتعلق بوحدة الرؤيتين بينه وبين الجبهة الشعبية.
عبد الهادي قالت له "الرأي يجب أن يحترم"، فرد عليها عباس قائلا "حرية الرأي الموجودة في رام الله غير موجودة في أي مكان. تخرج مظاهرات في المنارة 'وسط رام الله'، ويتم شتمي في التلفزيونات، ولا أزعل".
وأضاف "أنا لا أريد اتخاذ قرارات بالأغلبية في اللجنة التنفيذية.. يكفي النصف زائد واحد. كذلك في اللجنة المركزية لحركة "فتح" أشجع علي وجود معارضة".
ردت عبد الهادي، "ولكن يجب أن لا تكون حديا"..
فواصل عباس رده منفعلا: "بدي أكون حدي في هيك مسائل. البعض بعرف وبحرف. أنا حاد في موقفي هذا، ويجب أن أكون كذلك".
وتابع: "البعض بقول مضت عشرين سنة مفاوضات.. هذا غير صحيح. توقفت المفاوضات طوال الفترة بين سنتي 2000 2007".
وسأل ابراهيم أبو عياش، أحد حلفاء عباس: لم تذهبوا للمفاوضات المباشرة بسبب استمرار الإستيطان. ألا تفكر في حل السلطة، وإعلان قيام دولة واحدة 'ثنائية القومية'..؟
اجابة عباس مثلت مفاجأة كبيرة إذ قال "إن هذا الأمر يتعلق برغبة الطرف الآخر، لأن قيام السلطة كان أمرا تعاقديا بين الجانبين، ولا يحق لأي طرف الإنفراد باتخاذ قرار من دون موافقة الطرف الآخر".
وحين وجه له غازي السعدي مدير عام دار الجليل للدراسات والنشر سؤالا متعلقا بتقديم ضمانات اميركية جديدة لإسرائيل، عاود عباس السؤال "هل شاكر الجوهري موجود"، لأنه لا يريد نشر ما سيقوله، وقد تلقي تطمينات تفيد بعدم وجود الجوهري، فقال:
"لا توجد لدي معلومات بهذا الشأن. قرأت في وسائل الإعلام اخبارا عن وجود مثل هذه الضمانات، وعندما سألت الأميركان نفوا ذلك".
غير أن عباس عدد علي المشاركين في الإجتماع بنود الضمانات الأميركية لإسرائيل، كما نشرتها صحيفة هآرتس" الإسرائيلية
*منقول*


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.