الرئيس الامريكي اكد لعباس العمل على اقناع الدول العربية بالانتقال للمفاوضات أوباما كشفت مصادر فلسطينية مطلعة عن ان الرسالة التي تلقاها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الشهر الماضي من الرئيس الامريكي باراك اوباما حملت تهديدا بوقف الدعم الامريكي للسلطة الفلسطينية مالم يقبل الجانب الفلسطيني بالدخول في مفاوضات مباشرة مع الجانب الاسرائيلي. وحذر الرئيس الامريكي عباس من أن رفضه الانتقال الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل ستكون له تبعات على العلاقات الأمريكية - الفلسطينية، فضلاً عن عدم مساعدة الادارة الأمريكية في تمديد فترة وقف الاستيطان في أراضي الضفة الغربية. وتتألف الرسالة التي أُرسلت في 17 الشهر الجاري، من 16 بنداً. وقالت إن اوباما هدد في رسالته عباس بأنه لن يقبل رفض طلبه الانتقال الى المفاوضات المباشرة، ولوّح له ب "العصا والجزرة"، فالرسالة تحمل تهديدات وتحذيرات واضحة من ناحية، ومن ناحية اخرى تحمل "حوافز" لعباس والسلطة الفلسطينية. واوضحت المصادر أن احد بنود الرسالة اشار الى ان "اوباما والادارة الأمريكية سيعملان على اقناع الدول العربية على المساعدة في اتخاذ قرار بالتوجه الى المفاوضات المباشرة"، وهو الأمر الذي تم بسهولة ويسر خلال اجتماع لجنة المتابعة العربية في اجتماعها الذي عقدته في مقر الجامعة العربية في القاهرة الاسبوع الماضي. من جانبها ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن المبعوث الأمريكي الخاص للتسوية في الشرق الأوسط جورج ميتشل هو من نقل الرسالة مؤخراً إلى رئيس السلطة الفلسطينية وقالت انه "حذره فيها من أنه لن يحصل على دعمه لإقامة دولة فلسطينية إذا لم يوافق على بدء المفاوضات المباشرة مع (إسرائيل)". ونقلت الصحيفة عن رئيس طاقم المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات تأكيده للأنباء التي تتحدث عن تلقي عباس هذه الرسالة كهذه، لكنه أضاف بالقول "إن الولاياتالمتحدة لم تهدد بوقف الضغط على (إسرائيل) بخصوص تجميد البناء في المستوطنات إذا لم يتقدم الفلسطينيين للمفاوضات المباشرة". في الوقت نفسه ذكرت صحيفة "ديلي تليجراف" نقلا عن مسؤولين غربيين أن عباس سيرضخ للضغوط المكثفة التي تمارسها الولاياتالمتحدة ويوافق على إجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل في غضون أسابيع. وقالت الصحيفة "إن عباس يمهّد الأرضية لما سيكون بمثابة مغامرة على حياته السياسية على الرغم من إصراره على الملأ أنه لا توجد لديه مصلحة في اجراء مفاوضات وجهاً لوجه مع اسرائيل ما لم توافق على مجموعة من المطالب على رأسها وقف بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية". ويرفض عباس منذ ديسمبر 2008 إجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، لكنه وافق على مضض على اجراء محادثات سلام غير مباشرة معها برعاية الولاياتالمتحدة. واضافت أن مسؤولين غربيين ومراقبين مستقلين يعتقدون أن عباس "سيغيّر موقفه المعارض لإجراء مفاوضات مباشرة مع اسرائيل في مطلع سبتمبر المقبل". وأشارت الصحيفة إلى أن المتفائلين حصلوا على دفعة قوية حين وافق وزراء الخارجية العرب على دعم المفاوضات المباشرة في اجتماع عقدوه في القاهرة، لكن عباس اعترف قبل أن يغادر العاصمة المصرية بأنه "يواجه الآن ضغوطاً لم يشهد مثلها في حياته".