موسى: *صفقة السلاح الإسرائيلية-الأميركية وربطها بعملية السلام قد تحدث اضطرابًا كبيرًا في المنطقة * استمرار الإستيطان سيحسم الأمر لغير صالح الدولة الفلسطينية عريقات: * الموقف الأميركي بشأن الإستيطان لم ينجز بعد * خرق القانون الدولي لا ينبغي أن يكافئ بصفقة أميركية مع إسرائيل يعقد الرئيسين المصري حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس، لقاء قمة غدًا "الأحد" في العاصمة المصرية القاهرة، وذلك لبحث عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية المتعثرة نتيجة تواصل الاستمرار الإسرائيلي والمستجدات المتعلقة بها، خاصةً الأفكار التي طرحت خلال اللقاء الذي جمع أبو مازن مؤخرًا في رام الله، مع مساعد الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ديفيد هيل، كما يتناول الجانبين ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية. وقد التقى عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، مساء اليوم"السبت" بقصر الأندلس بالقاهرة، مع محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية لبحث مستجدات القضية الفلسطينية ومسار مباحثات السلام. تناول اللقاء الجهود المبذولة من أجل وقف الاستيطان واستئناف المفاوضات والأفكار التي طرحت خلال اللقاء الذي جمع عباس مؤخرًا في رام الله، مع مساعد الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط وكذلك موضوع المصالحة. وتطرقت المباحثات إلى العروض المقدمة إلى إسرائيل، أو ما يسمى بالصفقة ومدى تأثيرها السلبي على مجمل الموقف إذا صح ما يذكر عن عناصرها التي تذيعها إسرائيل، كما تم بحث موعد انعقاد لجنة مبادرة السلام العربية على مستوى وزراء الخارجية. وشدد الأمين العام على ضرورة وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدسالشرقية، مشيرًا أن استمرار "الاستيطان يعني عدم قيام دولة فلسطينية". كما تم الاتفاق على تكليف أمين عام الجامعة العربية بدعوة لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في اجتماع طارئ، وذلك عقب وصول رد أميركي بشأن المطالب الفلسطينية بشأن المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية. وحمل الجانبين الإدارة الأميركية وحدها توقف المفاوضات، وشددا على رفض ربط وقف الاستيطان بصفقة أسلحة متطورة بين إسرائيل والولايات المتحدة، مؤكدين أن هذا كلام مرفوض جملة وتفصيلا. واعتبر موسى خلال مؤتمر صحفي مشترك مع صائب عريقات وزير دائرة المفاوضات بالسلطة الفلسطينية أن صفقة السلاح الإسرائيلية-الأميركية وربطها بعملية السلام قد تحدث اضطرابًا كبيرًا في المنطقة، مشيرًا إلى أن الرئيس محمود عباس، اطلعه على الصورة بشأن المعلومات المتوفرة بشأن تلك الصفقة، معلنًا أنه تم الاتفاق على الخطوات الواجب السير بها فور توفر المعلومات بشأن هذا الموضوع الذي سبب ازعاجًا شديدًا للجميع. واكد موسى أن الاستيطان ليس حقا لإسرائيل، لأنه لا علاقة له لا بالشرعية الدولية ولا بالقانون، وهو موضوع رئيس عند الحديث عن عملية السلام، لذا استمرار الاستيطان يثبت أن الحكومة الإسرائيلية ليست جادة في دعم عملية السلام كما أنه خرق لكافة القواعد الخاصة بالاحتلال والحرب وبالسلام وبكل شيء. وحذر من أن استمرار الاستيطان سيحسم الأمر لغير صالح الدولة الفلسطينية، ومن هنا نحن ضده بحزم شديد، ويجب إيقافه ليكون للمفاوضات إمكانية للنجاح، وكما تحدثنا من قبل موضوع البدائل مطروح، والإجراءات ستتخذ بالوقت المناسب. وقال: ناقشنا ما استمعنا اليه من بعض الأطراف من أن ما يذكر ليس هو الحقيقة، وأن هنالك مبالغة كبيرة من الجانب الإسرائيلي بشأن هذا الموضوع، ونرجو أن يكون الأمر كذلك. من جانبه أوضح الدكتور صائب عريقات أن الرئيس محمود عباس أطلع أمين عام الجامعة العربية على آخر المستجدات واللقاءات مع الإدارة الأميركية، مضيفا:"لم يصلنا شيء رسمي بعد من واشنطن بخصوص ما يتم الحديث عنه بشأن الاستيطان، والموقف الأميركي لم ينجز بعد". وكشف عريقات أن الرئيس أبو مازن والسيد عمرو موسى اتفقا على دعوة لجنة مبادرة السلام العربية على مستوى وزراء الخارجية في حالة وصول الموقف الأميركي. وتابع بالقول: موقفنا هو كما قيل من قبل الرئيس أبو مازن للإدارة الأميركية بأن من أوقف المفاوضات هو قرار إسرائيل باستمرار الاستيطان، وبالتالي الحكومة الأميركية تتحمل وحدها وقف المفاوضات وعندما تقرر وقف الاستيطان بما في ذلك القدس، سيشار إلى استمرار المحادثات المباشرة. وبخصوص ما يثار حول صفقة أسلحة متطورة بين إسرائيل والولايات المتحدة، قال عريقات: نحن لا نرى أية علاقة بوقف الاستيطان بذلك، لأن الاستيطان أمر مخالف للقانون الدولي، وخرق القانون الدولي لا يكافئ، والجميع يعلم بوجود اتفاق استراتيجي أميركي –إسرائيلي منذ عام 1973، وبموجبه تبقى إسرائيل أقوى كما ونوعا من جميع العرب، أما أن يصار القول بأن الأمر مرتبط بوقف الاستيطان فهذا كلام مرفوض جملة وتفصيلا. وقال: نحن نريد أن يوقف الاستيطان بشكل تام، وألا يشرع بعد فترة زمنية محددة، لأنه غير شرعي، ويجب أن يوقف حتى تنتهي المفاوضات النهائية حول كل القضايا بما فيها القدس، والحدود وغيرها. وتابع: نحن لا نطلق الأحكام المسبقة، وعندما يصلنا الموقف الأميركي سيتم عرضه على القيادة الفلسطينية الممثلة باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح، لاتخاذ القرار المناسب، كما سيتم الطلب من أمين عام الجامعة العربية الدعوة لاجتماع طارئ للجنة مبادرة السلام العربية