توحدت ردود الفعل الدولية حول استفتاء القرم، اليوم الإثنين، بالإدانة والرفض، ووصف عملية ضم شبه جزيرة الأوكرانية إلي روسيا ب 'غير الشرعية'، وسارعت الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية، إلي فرض عقوبات علي موسكو، بهدف الضغط السياسي مع استبعاد اللجوء إلي الحل العسكري. موسكو وصفت العقوبات التي فرضتها واشنطن عليها بابتزاز سياسي وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: ' إن الولاياتالمتحدة مستعدة لفرض مزيد العقوبات علي روسيا، لكن مازال من الممكن حلّ الأزمة دبلوماسياً'. وأبرز أوباما في بيان ألقاه أمام الصحافيين، 'الالتزام الرسمي' لحلف شمال الأطلسي بالدفاع المشترك عن أعضائه. وأضاف أن العقوبات التي فرضت علي مسؤولين روس وعلي صناعة السلاح الروسية، تستهدف زيادة 'العزلة الدبلوماسية' لموسكو علي خلفية تدخلها في شبه جزيرة القرم. وتابع: 'سنواصل التوضيح لروسيا أن مزيدا من الاستفزازات لن تحقق شيئا سوي المزيد من العزلة لروسيا وتقليل وضعها في العالم'. رسالة قوية وقرر أوباما فرض عقوبات علي 11 مسؤولاً روسياًوأوكرانياً، بينهم الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش. وأوضح البيت الأبيض أن تلك الإجراءات توجه رسالة قوية إلي الحكومة الروسية، مفادها أن انتهاك سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا لها عواقب. في سياق متصل، قرر الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، فرض عقوبات محددة الأهداف بحق مسؤولين روس وموالين لروسيا. وتشمل هذه العقوبات التي أعلن عنها بفارق دقائق في بروكسلوواشنطن، عدداً محدوداً من المسؤولين الروس والأوكرانيين، ولا تطال مبدئياً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنها تطال بشدة مقربين منه، علي الأقل عقوبات الجانب الأمريكي. من جانبهم، قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عقوبات تتمثل في فرض قيود علي تأشيرات السفر، وتجميد أرصدة 21 مسؤولاً أوكرانياوروسيا، وفق وزير الخارجية الليتواني ليناس لينكيفيسيوس عبر حسابه علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر. وأوضحت مصادر دبلوماسية، أن العقوبات تستهدف 13 مسؤولاً روسياً، و8 أوكرانيين موالين للروس، يؤخذ عليهم النيل من سيادة أوكرانيا، ومن بينهم 3 ضباط عسكريين كبار. وأضاف لينكيفيسيوس 'أنهم قادة مزعومون في القرم وروس، خصوصاً أعضاء مجلس الدوما وممثلو القوات المسلحة الذين شاركوا في عمليات غير شرعية'. وتقررت العقوبات الأوروبية لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد. وأعلن لينكيفيسيوس أن الاتحاد الأوروبي سيتخذ عقوبات إضافية خلال الأيام المقبلة. ولدي وصولهم إلي بروكسل، أعرب كل وزراء الخارجية الأوروبيين عن احتجاجهم وحزمهم إزاء روسيا. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون: 'نحاول توجيه أقوي رسالة ممكنة إلي روسيا، كي تدرك مدي جدية المسألة غداة الاستفتاء المزعوم في القرم'. وهذه العقوبات غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وروسيا، منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، وهي عبارة عن المرحلة الثانية من الرد التدريجي. غير أن الأوروبيين يعتبرون أنه لم يفت الأوان لإيجاد حل سياسي وتفادي تفاقم الأزمة الأوكرانية. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: 'يجب إبداء حزم كبير، وفي الوقت نفسه، إيجاد طرق الحوار وعدم التصعيد'. وبما أن الخيار العسكري مستبعد تماماً، يعول الغربيون علي عزل روسيا بشكل متزايد علي الساحة الدولية ويحتفظون بإمكانية فرض عقوبات اقتصادية وتجارية، من شانها أن تتسبب في انعكاسات أخطر بكثير، لأن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي يعتبران من أكبر ثلاثة شركاء موسكو. حلف شمال الأطلسي عقد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فو راسموسن اجتماعاً، في بروكسل مع القائم بأعمال وزير خارجية أوكرانيا أندريه ديشيتسيا مع تفاقم التوتر مع روسيا بخصوص منطقة القرم. وأدان راسموسن الاستفتاء الذي أجري في القرم، قائلاً: 'إنه يقوض الجهود الدولية لإيجاد حل سلمي وسياسي للأزمة، وينتهك الدستور الأوكراني والقانون الدولي'. وصوت أهل القرم في استفتاء علي ما اذا كانوا يرغبون في الانفصال عن أوكرانيا والانضمام الي روسيا وأعلن زعماء القرم ان نتيجته تؤكد تأييد 97% من الناخبين للانفصال. ابتزاز سياسي من جانبها، قالت موسكو إن العقوبات التي فرضتها واشنطن عليها 'ابتزاز سياسي'. نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن مسؤول كبير في حكومة القرم قوله، إن العقوبات أوكرانيا لن تؤثر علي مسعي القرم للانضمام إلي روسيا. ونقلت الوكالة عن النائب الأول لرئيس الوزراء رستم تيميرجالييف، تصريحه أن 'هذه العقوبات لن تؤثر علي عمل سيرجي اكسيونوف وفلاديمير كونستانتينوف، ولن تتعارض مع عملية انضمام القرم إلي روسيا'. واعتبر أن أية خطوات إضافية من روسيا من شأنها أن تزعزع الوضع في أوكرانيا ستؤدي إلي مزيد من التداعيات علي العلاقات وبشكل واسع علي في المجالات الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه من جهة وروسيا من جهة أخري. وأبدي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خيبة أمله وقلقه غداة الاستفتاء حول إلحاق القرم بروسيا، وأعرب عن الأمل في حل سياسي يتضمن احترام وحدة وسيادة أوكرانيا، بحسب متحدث. وأضاف المتحدث ستيفان دوياريتش، 'أن بان كي مون يطلب من كافة الاطراف تكثيف جهودها، للتوصل إلي حل سلمي للأزمة الأوكرانية'.