في الخامس من مارس الحالي حسمت كل من السعودية والامارات والبحرين أمرها واتخذت قرارا بسحب سفرائها من الدوحة. الاعلان لم يكن مفاجئا ولكنه كان بمثابة الصفعة علي وجه قطر لا سيما وقد جاء في أعقاب إخلالها بالتعهد الخطي الذي وقعه أميرها الشيخ 'تميم آل ثاني' في الرياض في 23 نوفمبر الماضي عندما عقدت قمة ثلاثية في الرياض ضمت السعودية والكويتوقطر. وتضمن التعهد الخطي توقف قطر عن دعم الاخوان وعدم إيواء قادتهم المصريين والسعوديين، والتوقف عن دعم الحوثيين في اليمن وعدم القيام بأي عمل يسيء إلي استقرار السعودية والامارات والبحرين من خلال ما جبلت عليه قطر من دعم المحسوبين علي تيار الاخوان وجماعات المعارضة التي تسعي إلي قلب الأوضاع في الدول العربية. لم تكن الاتهامات جزافا، فقطر الدويلة انتهزت فرصة الاضطرابات السياسية التي تهز الشرق الأوسط لتمارس دورا شيطانيا عبثيا حيال ما سمي بثورات الربيع العربي من أجل تأجيج المواقف وإشاعة عدم الاستقرار. وكان أن سعت إلي الظهور علي المسرح الدولي للأحداث عبر ضخ استثماراتها عالميا ومن خلال قناة الجزيرة آلتها الجهنمية التي كرستها لتكون بوق الشيطان ضد الدول العربية الشقيقة، فكان أن مضت في غلوائها بدعم الاخوان والجماعات الاسلامية في مصر وسوريا ودول أخري في المنطقة. وبالتالي لم تكترث بالتحذير الذي وجهته لها دول خليجية حيال مواقفها الشائهة ضد مصر والوطن العربي. بيان الدول الثلاث تضمن احتجاجا علي سياسة قطر الخارجية وتفسيرا لاضطرار الدول الثلاث البدء في اتخاذ ما تراه مناسبا لحماية أمنها واستقرارها بسحب سفرائها. وأعرب البيان عن الأمل في أن تستجيب قطر لما سبق أن اتفق عليه لحماية مسيرة دول مجلس التعاون من أي تصدع. كما أن البيان تضمن اللقاء الذي عقد في الكويت في 17 فبراير الماضي برعاية أميرها الشيخ' صباح الأحمد' وحضره الشيخ 'تميم' بالاضافة إلي وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي. وسارع يومها 'سعود الفيصل' فوجه اتهامات مباشرة لقطر بأنها تهدد أمن السعودية ومصر من خلال دعمها للإخوان وتحويل أراضيها إلي مرتع لكل من يريد القيام بأعمال من شأنها أن تعصف بالاستقرار في مصر والخليج. وجري تحذير قطر بأنها إذا استمرت في نهجها العبثي ضد الدول العربية، وإذا لم تلتزم بالعهد الذي قطعته علي نفسها ستكون هناك قائمة تدابير عقابية ضدها من بينها سحب السفراء وإغلاق الحدود البرية ومنع الطائرات القطرية من استخدام المجال الجوي السعودي وإلغاء عضويتها من مجلس التعاون الخليجي بل من الجامعة العربية. وهذا أقل القليل بعد أن قلبت قطر رأس المجن وظهرت عصية علي الاستجابة وتعمدت عدم الالتزام بما تعهدت به وتبنت سياسة شائهة في علاقاتها مع الدول الأخري، وظهرت حقيقة مواقفها الفجة الخارجة عن الأطر المرعية في العلاقات الدولية. ويكفي الأدوار الشاذة التي لعبتها من خلال الجرثومة الاعلامية المتمثلة في قناة الجزيرة التي وظفتها لتشويه الدول العربية بما فيها الدول التي تنضوي معهم في مجلس التعاون الخليجي، فكان من الطبيعي أن تبادر السعودية والامارات والبحرين بالاحتجاج علي السياسة الخارجية لهذه الدويلة من خلال البيان الثلاثي المشترك الذي أعلن في الخامس من مارس الحالي ويشير إلي أن الدول الثلاث اضطرت للبدء في اتخاذ ما تراه مناسبا لحماية أمنها واستقرارها بسحب سفرائها. وأعربت عن أملها في أن تسارع قطر باتخاذ الخطوات اللازمة للاستجابة لما سبق أن تم الاتفاق عليه ولحماية مسيرة دول مجلس التعاون الخليجي من أي تصدع. ويرد السؤال: تري هل تغير قطر من سياستها؟ أشك كثيرا، فلقد وطنت نفسها علي أن تلعب دور العميل التابع للولايات المتحدة وأن تكون رأس الحربة في تنفيذ الأجندة الصهيوأمريكية التي تستهدف دول المنطقة من خلال زعزعة الاستقرار فيها توطئة لتجزئتها وتقسيمها.