روي أبو عبيد بن سلاَّم في كتابه 'الأمثال': 'أنه سمِعَ إخوانياً يجأرُ، شاكياً مِن سوء حاله، وحال جماعته، وزَيْغ رؤسائها، وضلال أتباعها، وانهدام بنيانها، فقال: 'جماعتي لعنتي'! فصار قوله مثلاً بين الناس، في معرفة الإخواني المُتأخِّرة، لسبب بلائه، وسوء عاقبته، وفشله الرهيب'! وبعد بحثٍ، وتفتيشٍ، وتنقيبٍ، توصَّل ابن جِنِّي.. كبير شرطة النحاة، في كتابه 'سر صناعة الإعراب' إلي: 'أنَّ المذكور في هذه الواقعة، هو مهدي عاكف! وأنه كان يقضي وقتها عقوبة السجن المؤبد في المزرعة، بعد أن سمَّمَ حياة المصريين'! إخوانيتي.. لعنتي! لكنَّ 'الميداني' في كتابه'مجمع الأمثال' أكَّد قائلاً: 'إنَّ أصل هذا المثل الإخواني، هو 'إخوانيَّتي لعنتي'! حيث تأكَّدتْ ليَ هذه الرواية، بعدما سمعتها من الإخواني القُح في اللغة والفصاحة/ مرسي العيَّاط هكذا، في زيارتي الأخيرة له في محبسه ببرج العرب، ولم أعرف أنْ أخرج إلاَّ حينما استعنتُ بشهادة ابن الأعرابي، الذي أكَّد لابن جِنِّي، وأثبتَ، وأقسمَ بجميع الأيمان، أنني لستُ من الإخوان، بل إنني من أعضاء الحزب الوطني'! بلوتي.. جماعتي! إلاَّ أنَّ الكسائي كان أوردها من قبل هكذا 'بليتي إخوانيتي'! فردَّ عليه الأصمعي قائلاً في كتابه 'الخيل': 'أخطأ الكسائي، ووقع في اللحن، فالصواب هو ما سمعته من النَّحرير/ محمد بديع، في صحراء النَّقب، عندما كان يُنَقِّب عن فوسفات الحمير، والخنازير، بحكم تخصَّصه في البيطرة، عقاباً له علي فشله في إدارة الجماعة! فلمَّا حفر، وحفر، ولم يجد شيئاً، ثار غاضباً، فقال: 'بلوتي.. بلوتي جماعتي'! خطيئتي.. إخوانيتي! فاعترض ابن الأنباري في كتابه 'الإنصاف في مسائل الخلاف' بقوله: 'بل الصواب هو ما رواه لي في سجن العامرية الجهبذ/ صبحي صالح، من أنَّ فضيلة المرشد/ محمد بديع لم يقل ذلك، ولكنه قال بالحرف الواحد: إخوانيتي إخوانيتي'! لكنَّ ابن سلام الجُمَحي ذكر في كتابه 'طبقات الشعراء': 'أنَّ أصلها هو، خطيئتي إخوانيتي'! ورأي شيخ المُحَقِّقين/ عبد السلام هارون في تحقيقه لكتاب 'مجالس ثعلب': ' أنَّ الحقَّ كان مع الأصمعي، وأنَّ السَّهو، وكِبَر السِّن أصابا الكسائي، وابن سلاَّم'! بل، رُؤِيَ الدكتور العلاَّمة/ إبراهيم بيومي مدكور-رئيس المجمع اللغوي القاهري- يستشهد بهذا المثل الإخواني الشهير في مسألةٍ لغوية، في إحدي جلسات الخالدين! فعدَّ الأعضاء ذلك سقطةً لا تُغْتفر من الشيخ الرئيس! فاعترض عضو المجمع الحاخام/ حاييم ناحوم-كبير الطائفة اليهودية في مصر- خوفاً علي نقاء، وأصالة اللغة العربية، فقال: 'إنَّ السماح باستعمال هذا المثل الإخواني، يفتح الباب، لدخول العامية، وأخونة الفصحي! والخوف الأكبر عليها، لو فُتِحَ الباب، فانتشرت أمثال الإخوان بين الناس، ووسائل الإعلام! من هنا، أرفض دخول هذه الأمثال القميئة إلي رحاب لغة القرآن المجيد'! ومن لبنان، سطَّر العلاَّمة/ مارون عبود بحثاً قيماً عنوانه هو 'اللغة بين الأخونة والصَّهْينة' قال فيه: 'إنَّ اللغة الفصحي تواجه مُخَطَّطَيْن، لتمزيقها.. الأول: إخواني شيطاني! والآخر: صهيوني ماسوني! ودعا إلي إعلان الحرب علي الإخوان، والصهاينة معاً، دفاعاً عن لغة العروبة والإسلام'! كما اعترض الأب/ أنستانس الكرملي- عضو المجمع القاهري- قائلاً في قاموسه 'المساعد': إنَّ احتكار طائفةٍ للغة العربية، أو أية فئةٍ، أو أكثرية، أو أقلية، لا يجوز عقلاً، ولا نقلاً، ولا ثقافة، ولا تاريخاً! فكيف تريد جماعة الإخوان السيطرة علي الأمثال العربية، ووضع أمثالها العامية بدلاً من أمثال الآباء والأجداد'! وذهب المستشرق/ رودلف زلهايم في كتابه 'الأمثال العربية القديمة' إلي أنَّ: 'جمهور الرواة، واللغويين، والنحاة يرون أنَّ الصواب هو ما ذهب إليه الأصمعي، بحكم أمانته، ودقته، واشتهاره بتغليب السماع علي القياس، ورأي الناس من البدو والأعراب، علي رأي أهل المدن، والنخبة، التي فشا فيها اللحن، وقلة التَّثَبُّت، والاحتياط، بفعل عصر السرعة، والاتصالات'! لكنَّ المستشرق/ لويس ماسينيون قال في محاضرته بمجمع القاهرة اللغوي، التي كان عنوانها 'أبداً الإخواني لا يتوب': 'إنَّ رواية ابن الأنباري هي الأقرب للواقع، ف'محمد بديع' لم ينشق عن إخوانيته، كغيره من الإخوان! بل، هو المسئول عن العمليات الإرهابية الأخيرة، التي تشهدها شوارع القاهرة، وجامعاتها كل يوم'! مُقطَّم الطَّرمخة والمسمخة! لكنَّ هناك رواية، لمثلٍ جديدٍ أثبتها الأخفش في 'كتاب العَروض' نصَّ فيها علي: 'أنه كان يمر بجبل المُقطَّم في ليلة قمراء، فرأي شبحاً علي البعد، فظنه عفريتاً من عفاريت الجبل، التي قرأ عنها في كتاب 'احذر السِّحر والسَّحرة في جبل المقطم' لابن الكِنانة المحروسة! وبعد ساعةٍ من الوجل، والنَّصَب، والفزع، تبيَّن أنه الشيخ/ صفوت حجازي، يمارس هوايته، حيث كان يعد حصي، ورمال الجبل، بعد أنْ سيطر عليه أبالسة الإنس والجان! وبعد أنْ ألقيتُ عليه السلام، هبَّ ودبَّ، وبَرْطَعَ، وزمجرَ، وصدَّع، وأرغي، وأزبد، وخرجتْ منه كلمات، وطلاسم، وتعازيم، لا يفهمها إلاَّ إخوانه الجان! ثمَّ وقف، والعصا في يده، وهو يشير إليَّ قائلاً: إخوانيتي خيانتي'! فصارت مَثَلاً يتندَّر به الناس علي صفوت، والإخوان'! صلمعة بن قلمعة! وفي أحد الأيام، شُوهِدَ عصام العريان، وهو يصرخ بكلامٍ غير مفهوم: 'صَلْمعة بنُ قَلْمَعَة في مُقَطَّم الطَّرمخة، والمَسْمخة! والإخوان هم الضَّلالُ بنُ يَهْلَلَ، باطل ابن باطل! وشيطانُ الحماطةِ إخوان الحماضةِ'! فظنَّ الناسُ أنَّ به مَسَّاً من الجان! وفي اليوم التالي، رفضت المؤسسات اللغوية اعتماد الأمثال العصامية العريانية ضمن قائمة الأمثال العصرية، فلا يُمكِن أنْ تُقْبَل الرَّشاوي، والمحسوبية في الأمثال اللغوية! فيما أورد أبو هلالٍ العسكري في كتابه 'جمهرة الأمثال' مثلاً إخوانياً آخر، تفوح منه روح الحزن، ورائحة الكآبة علي خراب البيت الإخواني بعد استطالته علي الحق، وعلوِّه علي الخلق، وفسادٍ في مصرَ كبير، فقال: 'كنتُ سائراً علي ضفاف نهر النيل، بجوار المنيل العامر، فانتبهتُ لصوتٍ يأتي من داخل النهر، فلمَّا اقتربتُ منه، وجدته الشيخ/ عبد الرحمن البر، يقول للنيل: أحقَّاً أم باطلاً ما تري'! فأصبحت حديث المصريين والعرب، في الرجل الذي تسوء عاقبته، ويضل، فلا يهتدي! أحقَّاً أم باطلاً ما جري! بينما، زاد عليه المُبَرِّد في كتابه 'الكامل' في الرواية قائلاً: 'إنَّ الشيخ/ عبد الرحمن البر كان يصرخ في النيل، وهو يهذي بقوله: يا نيلُ، أجبني: هل تري أحقَّاً أم باطلاً ما جري'؟! أجبني يا نيلُ فهل عسي تعود الأيامُ بنا للهَنا؟! فأجابه النيل من غيظه تعالَ إلي بطني في الثَّري! وروي أبو الفرج الأصفهاني في كتابه 'الأغاني': أنه حدث أنْ اجتمع ذات ليلةٍ في مجلس علميٍّ بالقاهرة.. أبو حيان الأندلسي الحُجَّة في النحو والقراءات، وابن مالك صاحب ألفية النحو الشهيرة، وكانت بينهما حزازات العلماء، فاختلفا حول هذه المسألة، فاستلاَّ السيوف، وشهرا الرماح، ورفعا النِّعال، ولعنا الآباءَ والأمهات، والأبناء والبنات، والإخوان، والأخوات! ومن المعروف أنَّ ابن مالك كان إخوانياً، وعضواً في مكتب الإرشاد، فانتابته ثورة عارمة، لتعريض أبو حيان به، وبجماعته التي لا علاقة لها ب'ساسَ يَسُوسُ سياسةً'! بينما ذكر العلاَّمة/ عباس حسن في كتابه 'النحو الوافي': 'أنَّ الحق كان مع الأندلسي، لأنه مرَّ علي الشيخ/ البر، فشهد أنه كان يهْرِف بما لا يعرف، بل إنه كان يُخَرِّف، قبل أنْ يسبحَ في الفضا، ويصطاد الغضي، ويُفْتِي علي أهل مِصْرَ بالفَنا'! أضاعوني علي التراب وضيعاً! وروي ابن الحاجب في كتابه 'الأمالي' أنَّه حضر جنازة أحد أقطاب الإخوان بعزبة الصفيح، بكفر الجريد، بمحافظة الهلاك، فهاله منظرُ شيخٍ بلحيةٍ عجيبةٍ، لا هيَ بالقصيرة، ولا هي بالطويلة، ولا هي بالزرقاء، ولا هي بالصفراء! بل، هي صفراء، حمراء، زرقاء، دكناء، جلحاء! وكان صاحبها يصيح بأعلي صوته، فلا يُراعي لحرمة الجنائز، وآدابها قيمةً، فقال: أضاعوني! فهل أضاعوا سوي ذهبٍ علي الترابِ وضيعا! فيا شعبيَ الحبيبَ سلامٌ مِنَ الذي طلَّقَ الإخوانَ، عُصْبةً وتبيعا! رأي غَدرهم قد استحال جرائماً يَندَي لها السَّويُّ صريعا! أعقل مِن مجنون إخواني! فانهال عليه الإخوان بالركل، والضرب، والصَّفع، وحدث هرجٌ ومرجٌ، فلم يحمهِ منهم إلاَّ دفاع الناس عنه! وبعد أنْ أصبح لا يُعْرَفُ وجهه من قفاه، حملوه إلي حائط الندامة! وبعد السؤال عنه، تبيَّن أنه المدعو/ محمود غزلان! فلم يُصَدِّقْه أحدٌ من العالَمين! وعلي الفور، اقتادوه إلي المَخْفَر، وتمَّ عرضه علي النائب العام، ، الذي قرَّر إيداعه مِصحَّة العبّاسية للأمراض النفسية! فاحتجَّ المجانينُ، وقادوا تظاهرةً رهيبةً، لم تشهد دار القضاء العالي لها شبيهاً! فيما رأي ابن يعيش في كتابه 'شرح المُفَصَّل' أنَّ: 'المجانين كانوا يحتجُّون، خوفاً علي أنفسهم من الجنون الإخواني الخطير، الذي لا يُبقي ولا يذر! وكانوا يصيحون: أعقل من مجنون الإخوان'! قال سِيبَوَيه في 'الكتاب': 'لمَّا كان المنطق العقلي مستحيلاً علي المخبول، صار ما يأتيه من الكلام عزيزاً مقبولاً، فهو حُجَّةً علي المواهب الرَّبّانية! وجاز قَبولهُ في اللغة'! حكيم المجانين! وهكذا، دخل المثل الإخواني: 'أعقل من مجنون' في متن اللغة، وصار بعد اعتراف سِيبَوَيه به، مِن أشهر الأمثال الحديثة! بل، قامتْ الأممالمتحدة بإدراجه في موسوعتها الكبري للأمثال الجنونية! وطالب أوباما بترجمته إلي اللهجة الأمريكية الدارجة، لإعجابه به، وترديده له باستمرار في ردهات البيت الأبيض! قال ابن الحاجب، فصارت مقولة محمود غزلان: 'أضاعوا علي التراب وضيعاً' تتناقلها الأجيالُ جيلاً بعد جيلٍ، ودخلت معاجم اللغة من أوسع الأبواب، حتي بات حكيم المجانين! لكنَّ الغريب، أنَّ مجمع اللغة العربية 'الخالدين' بالقاهرة اعترض، حيث قاد أحدُ أعضائه الفحول في اللغة، وهو أبو جعفر النَّحَّاس حملةً شعواءَ علي نيَّة الدكتور/ طه حسين- رئيس المجمع- التساهل في التيسير اللغوي، بإدخال كلام المجانين، والسُّوقة إلي لغة الضاد الشريفة، بزعم أنَّ بينهم عقلاء! ونبَّه إلي ضرورة الرجوع إلي كتابه القيِّم 'إعراب القرآن' ففيه الرد الكافي علي هذه القضية! وأيَّده في ذلك الزمخشري، الذي ثار ثورةً عارمةً، مُحتَجَّاً بأنَّ المجمع الموقَّر، ضربَ بكلامه في كتابه 'الكشَّاف' عُرْضَ الحائط! مجانين اللغة! وهنا، انبري عميد الأدب/ طه حسين لعرض وجهة نظره، فقال في كتابه 'الشِّعر الجاهلي' بنبراته الخلاَّبة، وصوته الملائكي، وعلمه الغزير: 'لابد أن نلتمس اللغة من أبنائها، في المَدَر، والحَضَر، لغة العقلاء، ولغة المخبولين، فكيف نترك لغة إخوان المقطم العامية! فاللغة مِلْكٌ للجميع، ولا يمكن أنْ تكون حِكْراً للنَّحّاس، والزمخشري'! وحَقناً للدماء، والأحبار التي تسيل زُرْقتها، وحُمرتها بين العلماء، تدخَّل الأديب الساخر/ إبراهيم عبد القادر المازني في كتابه 'صندوق الدنيا' قائلاً: 'دعونا نحتكم إلي التصويت، بشرطٍ واحدٍ، هو أنْ من أجاز إدخال كلام المجانين إلي المجمع، عليه أنْ يعترف أنه مجنون من مجانين اللغة'! فسكت الجميعُ، وخَرِسَ المُدافِعُ، والمجنون! متي تكن الجماعة أمِّروني؟! وحكي القَلْقشندي في كتابه 'صُبح الأعشي': 'أنه لزم بيته، وطلَّق زوجته الإخوانية، بعد الخزي الإخواني الذريع، والسقوط الإخواني السريع! فزاره في ليلةٍ شاتيةٍ، سوداءَ، حزينةٍ، محمد البلتاجي، وكان مُتَخَفِّياً، فلم أعرفه! فطرق الباب طرقاً خفيفاً، فلم أرد، خوفاً علي نفسي من لصوص الإخوان! ففوجئتُ به يكسر عليَّ الباب، ويقول لي: أنا لاجئٌ إلي بابك، ومُستجيرٌ بك! فقلتُ له: نَمْ علي الأرض حتي الصباح! فلمّا صحوتُ، قال لي استمع إلي قصيدتي الجديدة التي كتبتها أمس، دفاعاً عن الحق، والإسلام! فقلتُ له: أنشدنيها يا بلتاجي! فقال: أنا ابنُ سَنا، وحمَّالُ الأسي متي تكن الجماعةُ أَمِّروني؟! أنا صوتُ الحقيقةِ في الفلا متي يا شعبَ مصرَ ترتضوني؟! فلما فرغ من كلامه السَّمِج، خاطبني قائلاً: 'مُدَّ يدك يا قلقشندي، فبايِعْني بإمارة مصرَ والإسلام'! فاستغربتُ، وأصابني الذهول! فلما رأي تردُّدي، وإحجامي عن مبايعته، أخرجَ خِنْجراً من جِلبابه/ وقال لي: والله، لَتُبايِعَنَّ راضياً أم كارهاً! فبايعتُه، وأنا له كاره'! قال القلقشندي، وهو يبكي علي مبايعته القسرية: 'واللهِ.. لَأذهبنَّ للشيخ الشعراوي، لكي أري رأيه في هذه البيعة، وكيف أتحلَّل منها'؟! ابن خروف.. وابن نعامة! قال ابن هشام في كتابه 'شرح شذور الذهب': 'قول البلتاجي مشكوكٌ في نِسبته إليه، وأقولها لوجه الله تعالي، فقد حكي لي الجاحظ علي مقهي الفيشاوي بالقاهرة، وفصَّل ذلك في كتابه 'الحيوان' فقال: 'هذا الشِّعر كتبه شُعْرورٌ حقير، واشتراها منه البلتاجي برأس خروف، في مسلخ العتبة الكبير! وأما قوله 'متي تكن الجماعة أمِّروني' الذي ينتصر له ابن خروف النَّحوي في كتابه 'تنزيه أئمة النحو عمّا نُسِبَ إليهم من الخطأ والسهو' فسببه أنَّ ابنَ خروفٍ كان من إخوان المُقَطَّم الملاعين! فهذا المثل، مسروقٌ من شِعر ابن نعامة شاعر أبي زيد الهلالي! وقد دخل قاموس اللغة من أوسع الأبواب'! أسمن من خروف الإخوان! قال المرزباني في كتابه 'المُوَشَّح': 'نعم، كان ابن خروفٍ إخوانياً باطنياً قُطبياُ! وهو الذي علَّم الإخوان كيف يكونون خِرفاناً في الليل والنهار، حتي صاروا المُحتَكِرين لسوق الخِراف في مصر والبلاد العربية، والإسلامية! وقد ضُرِبَ بهم المَثَل، فقيل: أسمن من خروف الإخوان'! وذكر القِفطي في كتابه 'إنباه الرواة علي أنباه النحاة': 'أنَّه سمع هذا المثل من خيرت الشاطر، في مزرعة الخِراف التي يملكها بالتجمع الخامس، وكان يقول: أسمن من خروف المُقطَّم'! بينما احتجَّ ياقوت الحموي في كتابه 'معجم الأدباء' قائلاً: 'بل الصواب هو ما حكاه لي حسن مالك، ونحن نفتتح شركةً جديدةً له في خليج السويس مع شركاء له من تركيا، وقطر، وإسرائيل، فقال: كان المرشد/ حسن الهضيبي يتباهي أمام خصومه السياسيين، وهو يزهو قائلاً لهم: هل رأيتم أسمن من خِراف الإخوان'؟! في حين قاطعه الفَرَّاء في كتابه 'معاني القرآن' فقال: 'بل كان الإمام/ حسن البنا يذبح كلَّ يومٍ ثلاثة خِرافٍ، لتسمين الخِراف الحقيقيين! فكان عندما يتندَّر بخصومه السياسيين، يقول لهم: 'هل رأيتم خِرافاً أسمن من خِراف الإخوان'؟! البنا يسرق البيعة! لكنَّ، الدكاتره/ زكي مبارك في كتابه 'البدائع' ذهب إلي أنَّ البلتاجي ليس صاحب القصيدة، وإنما صاحبها هو حسن البنا! قال زكي مبارك: ' إنني استمعتُ إلي محاضرةٍ للشيخ/ حسن البنا في جمعية الشبان المسلمين ذات ليلةٍ، في الثلاثينيات. واختتمها بهذين البيتين، طالِباً من الجمهور مبايعته إماماً للمسلمين! فقمتُ مذعوراً، وقاطعته قائلاً: 'مَنْ أنتَ، حتي تسرق البيعة من العوام، والجهلاء؟! فأنتَ لستَ من العلماء، ولا من القادة'! فنظر إليَّ حسن البنا، وهو خائفٌ يترقَّب من كلامي، والعَرَقُ يصل إلي صدره، فقال: 'عفواً يا دكتور! لم أعرفْ أنَّ سيادتكم تُشَرِّف المحاضرة! هذه كانت مُزحة المجلس'! في حين، أورد الدكتور/ أحمد أمين في كتابه 'فيض الخاطر' أنَّ: 'مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومجمع دمشق، ومجمع بغداد، ومجمع الجزائر، ودار العلوم، وكلية الآداب ناقشوا المثل الإخواني القائل: متي تكن الجماعة أمِّروني، فرفضوه بالإجماع'! بل، قام الشاعر/ علي الجندي-عميد دار العلوم - بعقد مؤتمرٍ خاصٍّ لعلماء الكلية، للرد علي المحاولات الإخوانية، لغزو اللغة العربية بألفاظٍ، ومصطلحاتٍ غريبةٍ عن اللغة! لخدمة الغزو الفكري، والاستلاب الحضاري! فصل البنا.. وسيد قطب! بل، أصدر مجلس كلية دار العلوم بالإجماع قرارَين هما: 'إسقاط شهادة دار العلوم الممنوحة لكلٍّ من: حسن البنا، وسيد قطب من الكلية، وعدم الاعتراف بهما، لكونهما أساءا للدار، ولتاريخها العريق في نشر الثقافة، والاعتدال، والوسطية، والحفاوة باللغة، والأدب، والاهتمام بتعليم الفصحي، وفق مناهج علمية مدروسة، حازتْ رضا الناس'! بل، قام الشيخ/ أمين الخولي بإلقاء محاضرة حول هذا الموضوع، شهدها جمهورٌ كبيرٌ في كلية الآداب! فحذَّر من تخوين اللغة، وخيانتها! ونظَّمتْ مجلة 'الأزهر الشريف' حملةً لمواجهة أطماع الإخوان، للسيطرة علي الأمثال العربية، وتغييرها، فقام الشيخ/ عبد المتعال الصعيدي، بكتابة بحثٍ ضافٍ عنوانه 'تغيير الإخوان للغة تغييرٌ للدين'! وكتب الشيخ/ محمد محيي الدين عبد الحميد مقالاً عن 'احذروا هجمة إخوان الغرب والموساد علي اللغة'! وأصدر العلاَّمة/ إبراهيم حمروش بياناً بعنوان 'لا تقلقوا الإخوان لا علاقة لهم باللغة'! وأكَّد العلاَّمة/ الخضر حسين: 'أنَّ اللغة العربية تتعرَّض فعلاً، لحرب إبادة من الإخوان! ولابدَّ من إعلان الجهاد ضد محاولة الإخوان أخونة اللغة، وتغييرها، وإحلال اللسان العبري محل العربية لغة القرآن الكريم'! ومن سورية، ذكر العلاَّمة/ محمد كرد علي-رئيس مجمع دمشق- في كتابه 'كنوز الأجداد': 'إنَّ المجمع العربي بدمشق يدين محاولة الإخوان، لتطعيم الفصحي بألفاظهم العنصرية، الوضيعة! فلا جرم أنَّ صنيعهم هذا يدق ناقوس الخطر، للتَّنَبُّه لهم، والتصدي لمكرهم، باسم عصرنة اللغة، وتجديد دمائها، وتغيير مناهجها'! ومن اليمن، ذهب العلاَّمة/ الزبيدي في كتابه 'تاج العَروس' إلي أنه: 'لابد من تكاتف المجامع اللغوية كلها، وعلي رأسها مجمع القاهرة، لمواجهة الغزو الإخواني للعربية'! ومن العراق، كتب/ محمد بهجة الأثري-عضو مجمع القاهرة- قائلاً: 'إنَّ إخوان العراق يقومون بتقليد إخوان مصر، في التنكيل بالعربية، والاستهانة بماضيها، وأمثالها! فقد بدأوا يضعون أمثالاً رديئةً مثلهم! طالباً من الجامعة العربية، والأنظمة العربية.. التحرك السريع، لقمعهم، والتنكيل بهم'! ذليلٌ عاذَ بقَرْمَلة! وفي هذا الجو المشحون بالتوتر الإخواني الفاسد، فاجأ الأوساطَ المصرية والعربية، محمود عزت- مرشد الإخواني الحالي الهارب- الجميعَ، بإقدامه علي طبع معجم إخواني للأمثال العربية الجديدة، عنوانه هو 'ذليلٌ عاذَ بِقَرْملة' ساعدته في تأليفه السياسية الصهيونية/ تسيفي ليفني- الكارهة لمصر والعروبة- بعد هروبه إلي تل أبيب مؤخراً، ومشاهدتهما في حفل توقيع المعجم في بار الإخوان الصهاينة هناك! قد بِتَّ.. يا بيبي! فيما التقتْ القناة الثانية في التليفزيون الصهيوني.. محمود عزت في حوارٍ معه، كان شعاره للتطبيع نحيا في وئام، فقال: 'نحن شعبٌ واحدٌ، واللغة العبرية أخت اللغة العربية! ولا مانع من أنْ نعيشَ في دولةٍ واحدةٍ يهوديةٍ، عاصمتها القدس'! ثمَّ صاح محمود عزت.. يمتدح نتانياهو، الذي استضافه ك'لاجئ سياسي' وسفيرٍ فوق العادة! بعد هروبه المخزي من مصر، فناداه يا 'بيبي' علي سبيل التصغير، والتدليل.. قائلاً: قد بِتَّ يا 'بيبي' تَحْرُسُني وحدي، وتمنعني ملاحقةَ المصريين لي بالنهار، وبالليلِ! سأنامُ ملءَ جفوني، فأغطُّ غطيطاً سرمدياً فأنتَ يا بيبي.. حمايتي، وظِلِّي الظليلِ! قال ابن منظور المصري في كتابه 'لسان العرب': 'وعلي مضضٍ، قَبِلَ عبد القاهر الجرجاني في كتابه 'أسرار البلاغة' قول محمود عزت 'قد بِتَّ يا بيبي' وتدليله لنتانياهو! لأنَّ محمود عزت لا علاقة له باللغة! أمّا أنا، فأري أنَّ هذا لا يجوز، ولو أجازه الجرجاني! فاللغة العربية طاهرة، وشريفة، ومُقَدَّسة، ولا يُعْقل أنْ نُدْخِلَ فيها كلام غير العرب من الصهاينة، وأعوانهم'! بل، زاد ابن منظور في تقريعه لمحمود عزت قائلاً: 'ولا يخفي ما بكلامه هذا من الكسر العَروضي، والجهل التام بقواعد الشِّعر، والنحو'! تطبيع الإخوان اللغوي! بينما هبَّ أبو عمرو بن العلاء-عمدة علماء التراث- فَزِعاً، فقال: 'أنا أكبر علماء العربية الآن، وجامع مفرداتها من البوادي، وراوي أشعارها، ونوادرها، ولا أسمح بتطبيع الإخوان اللغوي مع الصهاينة الأعداء'! وشدَّد أبو عمرو بن العلاء قائلاً: 'هناك مُخَطَّط إخواني، لإزاحة العربية من علي عرشها في الوطن العربي، وإحلال العبرية مكانها، تمهيداً لتهويد العرب'! ودعا-عمدة علماء التراث العربي- قبائل مُضَر، وربيعة، وقحطان، وبني أسد، وتغلب، وخزاعة، وجرهم، وسائر العرب إلي تكوين جيش عرمرم، لتأديب الإخوان، وطردهم من مصر، والبلاد العربية! وفي هذه الأثناء، فاجأ ابن المرزباني الجميع بكتابه الجديد 'تفضيل الكلاب علي كثيرٍ مِمَّن لبس الثياب' قال فيه: 'إزاء الهجمة الإخوانية الغاشمة علي اللغة، والتاريخ، والمقدسات، قمتُ بوضع هذا الكتاب، لكي أقول: إنَّ مِن الدواب، والبهائم، والحيوانات، والطيور.. ما هو أشرف ممن يخون أمته، ولغتها! وفي صدارة الإعجاب-بالطبع- الكلاب، التي هي رمز الوفاء، والتضحية، والدفاع عن أصحابها! ولذلك قال الشاعر القديم في مكر كلاب الإخوان، وغدرها: كَلْبُ الإخوانِ.. إنْ فَكَّرْتَ فيهِ أضرُّ عليكَ مِن كلبِ الكِلابِ! لأنَّ الكلبَ.. تَخْسَؤهُ فيَخْسَا وكلبُ الإخوانِ يربُضُ للسِّبابِ! وإنَّ الكلبَ لا يُؤذِي جليساً وأنت الدهر مِنْ ذا في عَذابِ! وكلبُ الخُوّانِ ملعونٌ بِجُرْمٍ فدَيْدَنُهُ التآمرُ بالرِّقابِ! فكان رد ابن المرزباني أقوي سلاحٍ، قضي علي الإخوان في عُقْر دارهم! ومِنْ ثَمَّ، كفي ابن المرزباني.. العربَ مِن شرور الإخوان، وأفعالهم الشيطانية! فيما طمأنَ فضيلة الإمام الأكبر الدكتور/ مصطفي عبد الرازق-شيخ الجامع الأزهر الشريف- الأمة قائلاً: 'الكتاب محفوظٌ بحماية، وحفظ الله تعالي، واللغة محفوظة بحفظ القرآن الكريم. وكل المحاولات الهدّامة، التي تعرَّضتْ لها الفصحي طوال تاريخها المجيد، انتهتْ بأصحابها إلي الهزيمة المدوية! وقريباً جِدَّاً، سأُبَشِّركم بزوال شجرة الإخوان من أرض مصر المقدَّسة'! وهنا، خرج الشاعر/ أبو العتاهية من عُزلته، فبَشِّرَ المصريين بالنصر الموعود، فقال: أكذبُ من الإخوانِ ما رأيتُم! فكُلُّهمُ شَرٌّ، ولا خيرٌ، فأيُّ شَرِّ؟! فأبناؤهمْ وُلِدوا بِخُبْثٍ فكيفَ، إذا طالوا مكراً بِعُمْرِ؟! وإنَّ بيوتَهم لمأوي الأفاعي فكيف، وقد سَطَوا ليلاً بِمِصْرِ؟! برغمِ الجُرْحِ، والإرهابِ منهم فإنَّ البُشْري في فجرٍ بنصرِ! أعْددتُ للإخوان أسيافا! لكنَّ الضربة القاضية للإخوان، جاءت من شاعر العربية الأكبر/ أبو الطيب المتنبي، بعد أنْ عرض علي أصدقائه: أمير الشعراء/ أحمد شوقي، وشاعر النيل/ حافظ إبراهيم، وشاعر السيف والقلم/ محمود سامي البارودي، وشاعر القطرين/ خليل مطران.. قصيدته العصماء، التي استجادوها، واستحسنوها، ممّا حدا بالمتنبي الذي استلَّ سيفه، وأخرج رمحه، وجهَّز حَرْبته، ولَبِسَ درعه، واستعدَّ لمعركته الكبري مع الإخوان المتأمركين! أنْ يُقَرِّرَ الحكم عليهم بالهلاك، والطرد من مصر، والعالم! فكان خروجه حديث الدنيا، فتابعت الفضائيات العالمية أنباء هجومه علي قلعة المقطم، أثناء الفتك بهذه العصابة المُغِيرة علي لغة العرب، وشرفهم، وبعد أنْ خرج من هذه المعمعة ظافراً منتصراً، فشرَّد شملهم، وحصد أبناءهم، وتركهم علي الطريق مُجَندلين، فقال في قصيدته التي ما شهدتْ البشرية مثلها: أعْدَدْتُ للغادرينَ أسيافا أَجْدَعُ منهم بِهِنَّ آنافا! لا يَرْحَمُ اللهُ أرؤساً لَهُمُ أَطَرْنَ عن هامِهِنَّ أقحافا! ما يَنْقِمُ السَّيْفُ غيرَ قِلَّتِهِمْ وأنْ تكونَ المِئُونَ آلافا! يا شَرَّ لَحْمٍ.. فَجَعْتُهُ بِدَمٍ وشَوَّه للجماعةِ أجوافا! إذا إخوانيٌّ راعني بِغَدْرتهِ أَوْرَدْتُهُ الغايةَ التي خافا! إذا إخوانيٌّ مَرْئيٌ بعد غزوتي فلن يكونَ سِوَي فَأرِهِمْ بَافا! مَنْ يستلم منِّي مُقَطَّمَ التُّقي؟! فقد تركتُ مُرْشِدَهم مُجَنْدلاً شَافَ