قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى المملكة العربية السعودية تأتي في توقيت بالغ الأهمية، وتشكل ردًا واضحًا وصريحًا على كل الجهات التي حاولت التشكيك في متانة العلاقات بين القاهرة والرياض خلال الفترة الأخيرة. وفي مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح حسين أن العلاقات بين مصر والسعودية هي علاقات استراتيجية ومتعددة الأوجه، ولا تتأثر بأي محاولات خارجية أو داخلية للإساءة إليها. وأوضح حسين أن توقيت الزيارة يحمل دلالات مهمة، خاصة مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، فضلًا عن التطورات الإقليمية الخطيرة في المنطقة: "التوقيت فارق على أكثر من مستوى؛ سواء على صعيد الأوضاع الإقليمية، أو العلاقات الثنائية، أو حتى الرسائل السياسية التي تبعث بها الزيارة إلى الداخل والخارج." وأضاف أن هناك أطرافًا داخلية وخارجية، إقليمية ودولية، حاولت استغلال أي خلافات طبيعية بين الدولتين لتصويرها وكأنها أزمة، مؤكدًا أن "زيارة الرئيس السيسي اليوم تُفند تلك المزاعم وتعيد الأمور إلى نصابها". وعن الجانب الاقتصادي، أشار حسين إلى أن العلاقات بين مصر والسعودية تشهد نموًا وتوسعًا في مختلف القطاعات: "هناك استثمارات سعودية كبيرة في مصر، كما أن هناك استثمارات مصرية نشطة في المملكة، كثيرون لا يدركون أن عددًا كبيرًا من الإخوة السعوديين يقيمون إقامة دائمة في مصر، وليس فقط لأغراض سياحية أو استثمارية." كما أشار إلى مشاريع الربط الكهربائي بين البلدين، والتكامل في عدد من المشروعات المشتركة، معتبرًا أن الزيارة ستدفع هذه الملفات إلى الأمام. وشدّد على أهمية التنسيق المصري السعودي في الملفات الإقليمية، وقال إن البلدين يتشاركان الموقف والرؤية حيال عدة قضايا محورية، منها الأزمة في ليبيا، الحرب الدائرة في السودان، أمن البحر الأحمر، والأهم القضية الفلسطينية. وأضاف أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة حول ما يُسمى ب"إسرائيل الكبرى"، تُعد تهديدًا مباشرًا للمنطقة، وتتطلب تنسيقًا مصريًا سعوديًا عالي المستوى. اعتبر حسين أن هذه الزيارة تمثل ردًا عمليًا على أحلام إسرائيل التوسعية: "البلدان متأثران تمامًا بما يجري في فلسطين، والزيارة تأتي في إطار رد عملي على هذه الأوهام أو الأحلام التوسعية، المواقف الرسمية الرافضة واضحة، والزيارة تُرسّخ موقفًا عربيًا قويًا ومتماسكًا".