تشهد مدينة القدس في هذه الأثناء تدفقاً لعشرات الآلاف من اليهود المتدينين 'الحريديم' لمدينة القدس للانتظام في مسيرات صاخبة ضد قرار تجنيدهم بالجيش الاسرائيلي، وقد تسبب ذلك بشلً حركة المواصلات العامة في شطري المدينة المقدسة. وتشارك في هذه التظاهرات كافة أحزاب المتدينين وغالبية المدارس اليهودية الشرقية والغربية التي وحّدها الموقف المعارض لقانون التجنيد، وبذلك سجل اليوم سابقة تاريخية في صفوف المتدينين اليهود المتزمتين بتوحد كافة الأحزاب السياسية لهم، وكذلك المدارس اليهودية والحاخامات ممثلو المتدينين الشرقيين والغربيين. ويتوقع أن يتجاوز عدد اليهود المتظاهرين النصف مليون، والذين وصولوا الي ما يُعرف ب'مباني الأمة' غربي المدينة لأداء صلوات خاصة ضد قانون التجنيد الجديد. من جانبها، نشرت شرطة الاحتلال نحو أربعة آلاف من عناصرها في الشوارع والطرقات في شطري المدينة المقدسة، فيما أكد منظمو التظاهرة التي أطلقوا عليها تسمية 'المليونية' أنهم جاؤوا للصلاة فقط ضد قانون التجنيد، ودعوا أنصارهم لعدم الصدام مع الشرطة، وقد أغلقت كافة المدارس والمعاهد الدينية ابوابها منذ الصباح أمام الطلاب ودعتهم للتوجه الي القدس للمشاركة في التظاهرة، وقد سيرت لهم الحافلات التي تقلهم الي مدينة القدس مجاناً. أما الشرطة 'الاسرائيلية' فاستبقت وصول المتديني اليهود بإغلاق العديد من الشوارع والطرقات الرئيسية وأبرزها شارع رقم واحد 'الفاصل بين شطري المدينة' أمام الحافلات والشاحنات وسمحت فقط للسيارات الخاصة بالسير علي هذه الطريق، في حين أغلقتها أمام كافة المركبات بما فيها الخاصة وطلبت من السائقين التوجه الي طرق، فيما أعلنت المحاكم الاسرائيلية في مدينة القدس توقف عملها عند الساعة 12: 00 من ظهر اليوم، بسبب الاختناقات المرورية التي تشهدها المدينة. وتتضمن اجراءات الاحتلال نصب متاريس وتسيير دوريات شرطية راجلة ومحمولة وخيالة في الشوارع والطرقات وإطلاق منطاد راداري وطائرة مروحية في سماء المدينة، فيما تأثر الشطر الشرقي من المدينة بإجراءات شرطة الاحتلال بإغلاقها الشوارع الرئيسية المؤدية اليها.