تعد محافظة الشرقية من أكبر محافظات مصر من الناحية الجغرافية والسكانية كما أنها تعتبر من المحافظات الهامة لمصر بسبب إرثها الحضاري الضارب في القدم وبسبب تنوعها الثقافي والتراثي لوجود أكثر من مجتمع بها ' المجتمع المدني والريفي والبدوي ' ومدي التداخل والتزاوج الذي حدث بين تلك المجتمعات، كما أن محافظة الشرقية تعتبر بوابة مصر من جهة الشرق وكانت طريقا ممهدا سار فيه الأنبياء والصحابة وطريق الحج والتجارة ووفود العائلات العربية والبدوية من شبه الجزيرة العربية وسيناء لفترات طويلة. وكانت محافظة الشرقية من المحافظات المصرية التي أخرجت لمصر العديد من الأبطال والأدباء والفنانين والموسيقيين وغيرهم من الكوادر والرموز الوطنية التي تذخر بها مصر، كما ضحت بالكثير من شهدائها أثناء حروبنا مع العدو الإسرائيلي، وكانت تلك المحافظة سباقة في الحركة الوطنية والنضال والثورات والحروب التي شهدتها مصر لاقترابها من مدن القناة وسيناء التي شهدت حروب 1956، 1967، 1973 وكانت لهذا السبب مسرحا للأحداث والقتال والنضال عبر عهود طويلة، وخلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي شهدتها مصر لم تكن محافظة الشرقية من المحافظات التي صوتت وأعطت النسبة الكبيرة للرئيس المعزول مرسي بل أعطتها للمرشح الرئاسي شفيق رغم أن المرشحين ينتميان إلي أبناء تلك المحافظة مما يدل علي الوعي التاريخي والوطني لأبنائها التي تقدر مكانة وأهمية القوات المسلحة وانتماء الكثير من أبنائها لتلك المؤسسة العريقة، ورغم ذلك يوجد بمحافظة الشرقية الآن عدد كبير من قيادات الإخوان الخطرين وعدد أكبرمن أفراد التنظيم الإخواني المنتشرين في مدن وقري محافظة الشرقية والذين بسطوا نفوذهم في مؤسسات وإدارات ومراكز المحافظة خلال عام حكم الإخوان الذي شهد الكثير من تواجد الخلايا الإرهابية القادمة من غزة وسيناء والمحملة بالكثير من الأسلحة بكل أنواعها والتي استقرت بالأماكن الصحراوية بالقرب من بعض المدن كمدينة بلبيس والعاشر من رمضان ومنطقة أبوكبير وصولا إلي فايد والقنطرة غرب، وقد شهدت المحافظة الكثير من العمليات الإرهابية التي طالت الكثير من رجال الشرطة والجيش والمدنيين وبخاصة بعد قيام ثورة الثلاثين من يونيو التي خلعت حكم الإخوان إلي غير رجعة مما جعل المحافظة مستهدفة للكثير من التعديات الكبيرة التي طالت الأماكن الشرطية وغيرها من التعديات كالتعدي علي الأرواح والممتلكات الخاصة ليلا وتعدي طلبة الإخوان لأكثر من مرة علي الجامعة بالزقازيق ناهيك عن البلطجة من سرقة السيارات وخطف الأفراد وتجارة المخدرات المنتشرة في الكثير من قري المحافظة كمنطقة بلبيس ومشتول وقري ههيا وأبوكبير وقري خطرة أخري شهدت الكثير من العمليات الإجرامية لمدينة القنايات شرقية وهي معروفة لرجال مدرية الأمن بالشرقية لما يوجد بها من عصابات وعائلات إجرامية تعمل لحساب نفسها وتعمل الآن أيضا مع تنظيم الإخوان لاستهداف الكثير من رجال الشرطة الشرفاء والدليل فقدان رجال الأمن للكثير من أفرادهم من أمناء وضباط الشرطة، ففي أسبوع واحد فقدت الشرقية سبعة من أبنائها آخرهما أمين شرطة من قرية العقدة مركز منيا القمح شرقية ثم اليوم المقدم محمد عيد عبد السلام الضابط بأمن الدولة عندما اغتالتهم الأيادي الغادرة بطريقة واحدة من خلال استخدامهم للدراجات البخارية، وبعد أن فاض الكيل بسبب الحزن والأسي والغضب خرجت جماهير محافظة الشرقية اليوم يتقدمهم محافظ الشرقية ورجال الجيش والشرطة ومعهم الأهالي الغفيرة بمحيط مسجد الفتح بالزقازيق لتوديع الشهيد ومطالبين الدولة بالقصاص وسرعة بسط نفوذها وهيبتها وتدعيم رجال الشرطة للقضاء علي تنظيم الإخوان الإرهابي والتصدي لكل مظاهر البلطجة التي تهدد استقرار المحافظة وسرعة إعادة الأمن والأمان التي كانت تتحلي بها من قبل، مع المطالبة بحل مشاكل المواطنين من أبنائها ومحاسبة المخالفين والخارجين علي القانون والمتعدين علي ممتلكات الدولة آملين في استكمال خريطة الطريق والاستعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة.