محافظة الشرقية واحدة من اهم محافظات الوجه البحري وتحديدا شرق الدلتا، حيث تعتبر مدخل مصر الشرقي، وخط الدفاع الاول عن مصر، ومنفذا للبعثات التجارية والحملات العسكرية المتجهة الي ناحية الشرق. وشهدت اربع عواصم هامة علي مدار التاريخ المصري القديم، وهي : تل بسطة، وتسمي قديما (برباست) نسبة الي المعبودة المحلية للاقليم (باستت ) ،وتأخذ شكل القطة وهي آلهة الفرح والسرور عند المصريين القدماء. وثانيا مدينة اواريس، وهي عاصمة الهكسوس، ومقرها الآن تل الضبعة بشمال الشرقية . وثالثا مدينة بررمسيس ومقرها الآن قنطير بشمال الشرقية. ورابعا مدينة تانيس، ومقرها صان الحجر ،وهي عاصمة الاسرة 21 التي تعتبر من اهم المناطق الأثرية في شرق الدلتا، لكونها مدينة كاملة المعابد حيث يصفها البعض بانها طيبة الشمال . كما تمتاز الشرقية،بانها تضم اكثر من 120 تلا اثريا ما بين مملوك للآثار وخاضع لقانون حماية الاثار .هذه التلال تعود الي جميع مراحل التاريخ المصري القديم منذ بداية التاريخ ، وحتي نهاية العصور اليونانية والرومانية ، اضافة الي ما عليها من اثار قبطية واسلامية .كالدير الموجود بمنطقة كفر الدير التابعة لمركز منيا القمح وبعض الكنائس الاثرية المنتشرة في ارجاء المحافظة ، وكمسجد سادات قريش الموجود في مدينة بلبيس والذي يرجع انشاءه الي عصرالفتح الاسلامي ، وبعض المساجد الاسلامية الاثرية المنتشرة في مراكز زمدن المحافظة. أثار الشرقية اهملت طوال العقود الماضية من قبل الاجهزة المعنية سواء في المجلس الاعلي للاثار،و المحليات ، وزارة الداخلية ، الممثلة في شرطة السياحة والاثار، وبلغت جملة مساحة التعديات علي اراضي الاثار بالشرقية اكثر من 500 فدان ، تتتجاوز قيمتها اكثر من 5مليار جنيه ، لكون معظمها مجاورة للمناطق السكنية.
اضافة الي ما في باطنها من اثار والتي لا تقدر بمال ، ورغم صدور قرارات ازالة لهذه التنعديات، الا انه لا توجد جهة تتبني القيام بازالة هذه التعديات . كتعدت مديرية امن الشرقية علي مناطق المحافظة الاثرية، وذلك باقامة مركز لتدريب الافراد بقلب المنطقة الاثرية بتل بسطة الواقعة بجوار مشروع تطوير تل بسطة ، والذي تقدر تكلفة انشاءه اكثر من 20 مليون جنيه، مما اعاق حركة السياحة بالمنطقة . و لكن العجيب صدور قرار ازالة لهذا المركز منذ التسعينات من القرن الماضي ،والسؤال المطروح ، هل تتقبل مديرية امن الشرقية بتنفيذ قرار الازالة علما بانه تم تخصيص مساحة 20 فدان بصحراء بلبيس بدلا من موقعة الاحالي ، لاتاحة حركة السياحة بالمنطقة التي اعيقت طوال العقود الماضية . كما تعاني آثار الشرقية من تعديات رجال الاعمال المحسوبين علي النظام السابق بمراكز المحافظة المحتلفة، البعض من هذه التعديات ناتج عن تواطؤ بعض من القيادات والمحال بابو حماد في القضية رقم 5659 لسنة 2011 بناء علي توصية النيابة الإدارية بالزقازيق ( ق4)في القضية 431 لسنة 2010 والتي كانت بسب تسهيل مسئولي (الآثار، والوحدة المحلية ،والمساحة العامة ، والأملاك الأميرية ) الاستيلاء علي مساحة 22 فدان ونصف من أراضي الآثار لأصحاب النفوذ . ورغم أن النيابة الإدارية بالزقازيق (ق1 ) كانت قد قررت في القضية 419 لسنة 2011 ،إعادة مساحة الأرض لأملاك الآثار ، وإلزام الجهات المعنية بإزالة ماعليها من تعديات ومحاسبة مسئولي المحليات الذين صدر لهم قرار من محافظ الشرقية رقم 1228/ 2011 بمجازتهم وأبعادهم عن مواقعهم. الا انه لم يتخذ حتي الان أي اجراء حيال مسئولي الاثار . كما ان هناك تعدي واضح علي تل الرهبان بشمال الشرقية يبلع مساحته 100 فدان .وتل الفيران وتل زنيمة ، وأبو ياسين ، وتل هربيت، وجمين المناطق الاثرية الاخرولذلك تناشد أثار الشرقية التاريخية المهددة بالضياع ، الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية ، بالتدخل السريع لانقاذ هذه الثروات وإعادة ما تم التعدي علية وحماية ما بقي من هذه الآثار ، ومحاسبة هؤلاء المسئولين عن التقصير في حماية أثار المحافظة ،وذلك للاستفادة من قيمة المساحات المتعدي عليها سواء الأثرية أو المادية.