وأنت علي أبواب مرحلة فاصلة من حياتك، وحياة الوطن، ندفع إليك ببعض ما يختلج في نفوسنا، وخبرناه في معترك الحياة، واستوحيناه من واقع وطن، وتاريخ أمة، كانت نكباتهما جميعًا، من جرّاء شرود عن نواميس الحق، وآيات العدل، وفتاوي الصدق. أنت خيار أمة، تسعي جاهدة للنهوض من كبواتها المتلاحقة، واختيار شعب، وجد فيك الرمز، والقائد، القادر علي عبور بحر الصعاب، والولوج صوب الأفق المستحق لوطن دفع أثمانًا مضاعفة، لاستبداد حكامه، وفساد نخبته، وتهاون رموزه، وانحدار أوضاعه، بفعل مؤثرات داخلية، وأخري خارجية. الشعب حين نطق باسمك، والتف من حولك، إنما أراد تحميلكم مسئوليات جسامًا، وأعباء، ندرك أنها ثقيلة عليكم، ولكنكم، أثبتم، بانحيازكم، وتضحياتكم، أنكم الأجدر بتقلد المسئولية، وفتح صفحة جديدة في سجل الوطن.. هذا الشعب الذي منحكم ثقته، وخرج ملبيًا نداءكم في أكثر من اختبار، هذا الشعب، ونحن معه، ومنه ياسيادة المشير، ندعوك أن تراعي الله في مصر، بضميرك الوطني، وأن تكون عند مستوي المسئولية التي منحتك إياها، العناية القدرية، والرعاية الإلهية، فاحرص علي أن تكون كما عهدناك.. رئيسًا لنا، لا علينا، تدرك كل أمانينا، وتطلعاتنا، وتسهر علي إنجازها، تحسن اختيار مستشاريك، ومساعديك، وتقدم للشعب العظيم، ما استطعت من جهد، وإخلاص، كي تعود سفينة الحق إلي مرساها، وتعبر بحر الموج المتلاطم، إلي حيث الاستقرار، والنماء. أبعد عنك ياسيادة المشير غبار المنافقين، وجوقة الأفاكين.. وليكن اختيارك لمن حولك، نابعًا من قناعاتك أنت، و من وحي ضميرك الوطني، ولا تدع أصحاب الرغبات، وعناصر الشر في كل مكان، أن يخرقوا سفينتك، بنصائحهم الشيطانية، وسحرهم الكاذب، الذي ما رافق حاكمًا إلا هدمه، وما جاور سلطان، إلا أسقط تجربته. كن ياسيادة المشير للمصريين جميعًا، ولا تكن لطائفة دون أخري، ادفع بشباب الوطن إلي مستقبل سفينة الأمة، فلديهم المواقع الجديرين باستحقاقها، ووظف عقولهم، وحماسهم، بما يخدم أمن الوطن، وتقدمه.. استشر الخيّرين، وقرِّب منك العلماء الثقاة، وانزع عن موكبك كل أفاك، أثيم. غلابة الوطن، الذين أحبوك، وزينوا صدورهم، وملئوا قلوبهم بصورك، يترقبون لحظة تقلدك مقاليد وطنهم، آملين أن تكون مرحلتك القادمة 'بشارة خير' لهم و'نقطة ارتكاز' و'لحظة تحول مصيرية' لقدرهم المنهك، وحياتهم الملغمة بالمشاكل، والمتخمة بالأعباء. سيدات مصر، اللاتي تصدرن المشهد، في الاستفتاء علي الدستور، وفي الخروج بالملايين في مسيرات الدفاع عن الوطن، ينتظرون بفارغ الصبر، أن تؤمن لهم حياتهم، وأن تعيد لهن استقرارهن، وأن تطمئنهن علي أولادهن وبناتهن، وأسرهن. مصر العظيمة، التي ندرك أنك تعشقها من أعماق فؤادك، وبكل جوارحك، تنتظر لحظة 'ميلاد القدر' لتصبح 'أد الدنيا' كما وعدتها، وشعب مصر الذي أحبك، وساندك، ينتظر أن تعبر بمصرهم الغالية، من آتون التخلف، إلي ركب التقدم، واستعادة دورها الحضاري المفقود في العالم. ندرك ياسيادة المشير أن أعباء المرحلة.. ثقيلة.. ثقيلة.. ولكننا نعاهدك، ومن منطلق هذا الحب، أن نكون شركاء لك، علي المكاره، والمتاعب، وأن نخلص العمل، والأداء، وحتي نستعيد تحت قيادتك 'مصر التي كدنا نفقدها'.. ولكن الله رعاها، لتعود لنا أقوي مما كانت، بعونه تعالي.