سيادة الرئيس.. كل عام وأنتم بخير.. كل عام ومصر كلها بقيادتكم وتحت زعامتكم في تقدم وازدهار.. اليوم نحتفل جميعاً بيوم كنا معك علي موعد فيه مع القدر.. القدر الذي ألقي عليك بأعباء المسئولية في لحظات حاسمة من عمر هذا الوطن، فتحملتها غير مبالٍ بصعوبتها، تحملتها تحمل الأبطال، وكنت تعلم أنها ثقيلة، ومن يتحمل هذه الأعباء سوي الأبطال، وكنت تعلم أنها مجهدة، ومن يتحمل الجهد غير أولي العزم، وكنت تعلم أنها بمثابة تحد، ومن يضارع الأبطال في تحديهم لكل نوازع الضعف في النفس البشرية.. إن كلمة السر في هذه القدرة غير العادية علي الإبحار بسفينة الوطن وسط كل هذه الأنواء والمصاحب هي: البطولة.. فشكراً يا سيادة الرئيس.. شكراً، سيادة الرئيس، لأنك علمتنا الدرس جيداً.. علمتنا أن القيادة مسئولية، والمسئولية تبعات يجب علي صاحبها الوفاء بها، والتبعات تحتاج إلي نظام يعمل بدقة، وأن النظام يحتاج إلي تحديد دقيق لوظائف كل بعد منها.. لقد أنشأت نظاماً سياسياً للدولة، وأنشأت آليات موضوعية لتصريف الأمور وإدارة القضايا.. لقد أصبحت مصر دولة متكاملة الأركان ديمقراطياً: دولة يحكمها دستور قوي، ومؤسسات فعالة، ونواب منتخبون، وآليات للمراقبة والمراجعة.. لم تعد الدولة فرداً تزول بزواله، وتضطرب برحيله، بل أصبحت الدولة مؤسسات تعرف ما عليها، ومنظمات تقوم بما ينبغي عليها القيام به في سلاسة ويسر.. شكراً، سيادة الرئيس، لأنك علمتنا أهمية أن تتسع صدورنا للانتقادات، مهما كانت قسوتها، ومهما كانت شدتها.. تغاضيت عن كثير من الانتقادات، بل وشجعتها، وما كان أحد يجرؤ في عصور سابقة علي مجرد التلفظ باسم الرئيس بدون أن يتحسس رقبته.. علمتنا أن التسامح مع المسيء فضيلة يجب التمسك بها، ويجب العمل علي تنميتها.. شكراً، سيادة الرئيس، لأنك أرسيت مبدأ مهماً في نظام الحكم، مبدأ المواطنة.. وأعلنتها في كل محفل عالية مدوية: لا يوجد مسلم ومسيحي يوجد مصري وحسب.. وما أحوج كثير من عقلائنا ومفكرينا، وكذلك دعاة الفتنة والفرقة، إلي أن يجتمعوا علي كلمة سواء: علي كلمة المواطنة الحقة، حيث لكل فرد، أياً كانت ديانته، وأياً كانت ملته، نفس الحقوق والواجبات.. ولا تمييز في ذلك.. شكراً، سيادة الرئيس، لأنك بادلتنا حباً بحب.. وجعلتنا نشعر دائماً أنك "واحد مننا" تشعر بما نشعر، وتحزن لما نحزن، وتسعد لما نسعد.. ولذلك حق للقلوب أن تلتف حولك دائماً، وحق لنا أن نقولها ونحن علي أبواب عام رئاسي جديد: كل عام وأنت طيب يا ريس..