محافظ كفر الشيخ يتابع فعاليات برنامج لقاء الجمعة للأطفال    11 جامعة مصرية تشارك في المؤتمر العاشر للبحوث الطلابية بكلية تمريض القناة    الهدوء يخيم بالصاغة.. سعر الذهب اليوم الجمعة 19 أبريل 2024 وعيار 21 الآن بعد الارتفاع الأخير    تسجيل أول سيارة بالشهر العقاري المتنقل في سوق بني سويف    وزير الاتصالات يشهد ختام فعاليات البطولة الدولية للبرمجيات بمحافظة الأقصر    وزيرا خارجية مصر وجنوب أفريقيا يترأسان أعمال الدورة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين    محافظ أسيوط يوجه الشكر لاعضاء اللجنة النقابية الفرعية للصحفيين بالمحافظة    مطار مرسى علم الدولي يستقبل 149 رحلة تقل 13 ألف سائح من دول أوروبا    الصين تعلن رفضها أي أعمال تصعيدية في الشرق الأوسط    طارق البرديسى: الفيتو الأمريكى تأكيد على سياسة واشنطن الجائرة ضد فلسطين    الهنود يبدءون التصويت خلال أكبر انتخابات في العالم    ولاية ألمانية تلغي دعوة القنصل الإيراني إلى حفل بسبب الهجوم على إسرائيل    مفاجأة.. الزمالك مهدد بإيقاف القيد بسبب هذا اللاعب    أخبار الأهلي : حقيقة مفاوضات الأهلي للتعاقد مع لاعب البنك فى الصيف    مباشر BAL - الأهلي (30)-(16) سيتي أويلرز الأوغندي.. انطلاق منافسات الدوري الإفريقي    الحماية المدنية تسيطر على حريق في «مقابر زفتى» ب الغربية    إصابة 9 أشخاص في انقلاب سيارة «ربع نقل» بالطريق الزراعي ب بني سويف    إخماد حريق بمخزن خردة بالبدرشين دون إصابات    "التعليم الفني" يكشف تفاصيل انطلاق مشروع "رأس المال الدائم"    ضبط لص الدراجات النارية في الفيوم    خالد النبوي ناعيًا صلاح السعدني: «عنوان السلام النفسي»    صلاح السعدنى.. موهبة استثنائية وتأثير ممتد على مدى نصف قرن    التنسيق الحضاري ينهي أعمال المرحلة الخامسة من مشروع حكاية شارع بمناطق مصر الجديدة ومدينة نصر    50 دعاء في يوم الجمعة.. متى تكون الساعة المستجابة    دعاء يوم الجمعة قبل الغروب.. أفضل أيام الأسبوع وأكثرها خير وبركة    وزير الصحة يتفقد المركز الإفريقي لصحة المرأة ويوجه بتنفيذ تغييرات حفاظًا على التصميم الأثري للمبنى    محافظ الإسكندرية يدعو ضيوف مؤتمر الصحة لزيارة المعالم السياحية    عمل الحواوشي باللحمة في البيت بنفس نكهة وطعم حواوشي المحلات.. وصفة بسيطة وسهلة    من بينهم السراب وأهل الكهف..قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024    إسلام الكتاتني: الإخوان واجهت الدولة في ثورة يونيو بتفكير مؤسسي وليس فرديًا    محاكمة عامل يتاجر في النقد الأجنبي بعابدين.. الأحد    6 آلاف فرصة عمل | بشرى لتوظيف شباب قنا بهذه المصانع    حماة الوطن يهنئ أهالي أسيوط ب العيد القومي للمحافظة    مؤتمر أرتيتا: لم يتحدث أحد عن تدوير اللاعبين بعد برايتون.. وسيكون لديك مشكلة إذا تريد حافز    إعادة مشروع السياحة التدريبية بالمركز الأفريقي لصحة المرأة    رجال يد الأهلي يلتقي عين التوتة الجزائري في بطولة كأس الكؤوس    بالإنفوجراف.. 29 معلومة عن امتحانات الثانوية العامة 2024    جامعة القاهرة تحتل المرتبة 38 عالميًا لأول مرة فى تخصص إدارة المكتبات والمعلومات    «التحالف الوطني»: 74 قاطرة محملة بغذاء ومشروبات وملابس لأشقائنا في غزة    وفاة رئيس أرسنال السابق    "مصريين بلا حدود" تنظم حوارا مجتمعيا لمكافحة التمييز وتعزيز المساواة    الصحة الفلسطينية: الاحتلال ارتكب 4 مجازر في غزة راح ضحيتها 42 شهيدا و63 مصابا    القاهرة الإخبارية: تخبط في حكومة نتنياهو بعد الرد الإسرائيلي على إيران    شرب وصرف صحي الأقصر تنفى انقطاع المياه .. اليوم    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    انطلاق 10 قوافل دعوية.. وعلماء الأوقاف يؤكدون: الصدق طريق الفائزين    الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى نياحة الأنبا إيساك    العمدة أهلاوي قديم.. الخطيب يحضر جنازة الفنان صلاح السعدني (صورة)    "التعليم": مشروع رأس المال الدائم يؤهل الطلاب كرواد أعمال في المستقبل    خالد جلال ناعيا صلاح السعدني: حفر اسمه في تاريخ الفن المصري    استشهاد شاب فلسطينى وإصابة 2 بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم نور شمس شمال الضفة    4 أبراج ما بتعرفش الفشل في الشغل.. الحمل جريء وطموح والقوس مغامر    طريقة تحضير بخاخ الجيوب الأنفية في المنزل    استشهاد شاب فلسطيني وإصابة اثنين بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم "نور شمس" شمال الضفة    ضبط 14799 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    ليفركوزن يخطط لمواصلة سلسلته الاستثنائية    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكاية الأخونة والذيول التي تلونت وتلاعبت
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 29 - 01 - 2014

من دفتر أحوال المحروسة.. وأيام من عمر مصر.. والشعب الذي استرد وطنه
المصريون وفن صناعة الثورة.. دروس في الرفض وعزل الحكام الفاشلين.. وضرب الإرهاب
عندما جمع العياط أهله وعشيرته بأمر من مكتب الإرشاد.. ثم أعلن الحرب علي مصر وشعبها
الشعب يرفض الحكم الفاشي ويعلن لأول مرة في التاريخ الموعد الرسمي لإسقاط حكم الإخوان
حكاية الأخونة والذيول التي تلونت وتلاعبت.. ثم رحلت وراء 'نداهة' الدولار إلي قطر
صحافة مصر عندما أصيبت بالأخونة الطارئة أو الأخونة الدائمة.. 'الأهرام والشروق' نموذجين
مازال الشعب المصري قادرًا علي صنع الدهشة في زمان تحكمه الرتابة، والملل، والدوران في نفس المكان.. ومازال قادرًا علي الفعل الذي يتوقف أمامه العالم ذاهلاً كأن فوق رأسه الطير.. وقد رانت عليه الكآبة.. وكبله العجز.. ومازال قادرًا علي الحركة في كل اتجاه وسط عالم يعاني التيبس.. وضمور العقل.. وجفاف المشاعر.
ومازال الشعب المصري قادرًا علي الغضب الذي يهدم قلاع الطغيان.. ويسقط الطغاة.. ويتحدي الظلم.. يتربص به ويطارده.. دون أن ينال ذلك من الحس الجمعي، فيظل بعيدًا عن الحقد مبرءًا من الغل والانتقام.. وسواد النفس.. وتلوث الضمير.. وعندما تنتهي غضبته بعد أن تؤدي ما عليها.. وتصل إلي أهدافها.. ويسقط الباطل تحت أقدامها.. يعود للشعب صفاؤه.. وقدرته علي صنع البهجة.. فتنتشي النفوس.. وتضيء الوجوه بالألق.. ويفيض الحنان من العيون المترعة بالحب.. وتعلو الزغاريد.. ويرقص الشعب ابتهاجًا.
جري ذلك ويجري أمام أنظار العالم.. وعلي رءوس الأشهاد.. وقد تصلبت عيون العالم علي كنانة الله في أرضه أيام التوتر التي بدأت بالغضب النبيل.. المصمم.. الجامع المانع.. الذي لا يقف في طريقه شيء.. ثم إعلان النوايا علي الملأ.. ولأول مرة في تاريخ الدنيا يحدد الثوار موعدًا لاسقاط النظام الفاشي.. وافتراسه علي مشهد من أنظار العالم.. ثم.. العودة إلي بهجة الانتصار.. نهاية مفتوحة للمشهد الحضاري الذي يعيد استنساخ التاريخ الإنساني، والتذكير به.. وهو الدور المنوط بمصر وشعبها العظيم علي مر التاريخ.
'1'
ونترك أنفسنا تشرَّق وتغرب مع الوقائع الثابتة في دفتر أحوال المحروسة والتي تمثل إشارات ورسائل لما سوف يجري.. ولنتوقف عند يوم الجمعة 17 مايو 2013، قبل شهر ونصف الشهر من اندلاع ثورة الشعب الكاسحة التي حدد ميقاتها أمام الدنيا..
في ذلك اليوم الجمعة 17 مايو 2013 أطلت حركة 'تمرد' من رحم الشعب لتعلن استمرارها في جمع توقيعات أهل مصر الرافضين لمرسي وأهله وعشيرته.. وأعلنت 15 حركة وحزبًا تأييدها ومشاركتها في مليونية 30 يونية التي قررها الشعب موعدًا للخلاص.. وتتحول الأيام إلي ساعات، ودقائق، وثوان.. كل ثانية تحمل حدثًا، وتزف نبأ.. وانفجر النبأ منذرًا، فاجعًا.. فقد قام إرهابيون بخطف 7 جنود من الجيش والشرطة علي طريق العريش رفح للمطالبة بالإفراج عن محكوم عليهم بالإعدام في قضية تنظيم التوحيد والجهاد المتورط في الهجوم المسلح علي مركز شرطة ثاني العريش، وأحد البنوك الحكومية.. وهو ما أسفر عن استشهاد عدد من ضباط وأفراد الشرطة.
وكان الخبر كافيًا لتقليب المواجع وتأمل ما كان.. منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011 حتي تمدد الإخوان علي أرائك السلطة.. 'اقتحام وحرق 99 قسم شرطة.. وإحراق 26 مقر نيابة.. واقتحام السجون وتهريب أكثر من 23 ألف سجين بينهم قادة الإخوان وبينهم مرسي، وعتاة الجماعة الإسلامية.. وإرهابيو حماس.. ومغامرو حزب الله'.. حدث ذلك كله وفق خطة استغرقت ليلة واحدة.. وبعدها.. توالت الفواجع.. وسقوط الثوار والضحايا.. واغتيال 16 جنديًا مصريًا غيلة وهم يهمون بتناول الإفطار الرمضاني.. وقيل إن مرسي استند إلي ذلك وأقال المشير طنطاوي والفريق عنان.. وربما سعي مرسي وجماعته لاستعادة المشهد للإطاحة بالسيسي.
وكان ذلك اليوم الجمعة 17 مايو 2013 موعدًا لتفجر الغضب.. صرخ سياسيون بأن الجماعات الإرهابية المنتشرة في سيناء من أهل وعشيرة مرسي.. وسوف يأتي الحل بعد أن يتفاوض إخوان الرئاسة مع إخوان الإرهاب في سيناء.. أما جنود تأمين معبر رفح فقد أغلقوا المعبر احتجاجًا علي خطف زملائهم.. وتململ مرسي في مقعده وطالب ب'الحرص علي أرواح المخطوفين والخاطفين' لأنه يعرف الجهات الخاطفة ويطمأنها بحرص الرئاسة عليها.
وفي ذات اليوم يكتب جلال عارف 'عندما ارتفعت الرايات السوداء فوق أقسام الشرطة في العريش كان ذلك إعلانًا صارخًا بأن سيناء في خطر.. وأن الإرهاب يعلن عن نفسه بديلاً عن الدولة.. إنقاذ سيناء لن يتم إلا بانقاذ مصر كلها من هذا الحكم الفاشي.. إنهم يريدون أن يضعوا المصريين أمام الخيار المستحيل بين إرهاب متشدد تمثله القاعدة والجماعات المرتبطة بها.. وبين 'إرهاب معتدل' يمثله من اختطفوا الثورة، وقتلوا الأحلام.. ومن يبيعون مصر بكل ما فيها لكي يبقوا في الحكم!!'.
أما وائل قنديل اللائذ بقطر الآن فكتب في ذات اليوم 'ما أن تم الإعلان عن خطف جنود مصريين في سيناء.. انطلقت جوقة 'الخبراء الاستراتيجيين' تقول إن 'حماس' رمز المقاومة الفلسطينية وراء خطف الجنود لاحراج وزير الدفاع، وأن العملية مدبرة بينها وبين الرئيس الإخواني وجماعته للإطاحة بالسيسي'.
محمد مرسي العياط من ناحيته تغافل.. أو تجاهل.. أو 'استعبط'.. وذهب يصلي الجمعة بمسجد القدس بالتجمع الخامس وسط الكلاب البوليسية الشرسة، وقوات الحرس الجمهوري، والعميلات الخاصة.. والداخلية، وفرق الصاعقة.. وخبراء المفرقعات.. وسيارات الأمن المركزي والمطافئ والإسعاف الطائر.. وتفتيش المصلين.. واحتكار 6صفوف للأمن كفاصل بين مرسي وكافة المصلين.. وصرخ المصلون: 'ده بيت ربنا مش بيت أبوه'.
وخرج آلاف المصلين من آلاف المساجد بعد صلاة الجمعة للتنديد بسياسة الفرعون المشغول بتمكين الأهل والعشيرة، وتغيير الهوية المصرية الوسطية بالفاشية الدينية.. وزمجرت الهتافات 'العودة للميدان.. لخلع الإخوان'.. 'الشعب يريد اسقاط النظام'.. وزلزال تمرد يحرك الأرض تحت أقدام مرسي وجماعته.. كانت المظاهرات الحاشدة تحمل صورة جمال عبد الناصر.. وأعلام مصر.. وقال المراقبون إنها بروفة لما سوف يجري يوم 30 يونية 2013.
وفي اليوم التالي مباشرة السبت 18 مايو 2013، تكشفت أمور، وأصبحت الفضيحة ب'جلاجل' وأعلن مرسي في اجتماع مع 'الجيش والداخلية' أن مطالب الخاطفين تتحدد في: إيقاف تدمير الانفاق، عفو رئاسي عن محكوم عليهم بالإعدام في تفجيرات طابا ثم إلغاء كافة الأحكام الغيابية.. وأسرع الإخواني العائد أبو العلا ماضي ل'تغيير الموضوع' فأعلن أن الإطاحة بالرئيس 'مرسي' قبل إنهاء مدة رئاسته أمر غير منطقي، ولابد أن يستكمل فترته منعًا للثورة المضادة.. وقال: 'لا يوجد ما يسمي بالأخونة في مصر.. لكن الفترة التي نمر بها تفرض علي الرئيس اختيار أهل الثقة والخبرة في جميع المجالات للعبور بالبلاد إلي بر الأمان'.. أما وائل قنديل فيتفلسف مبتعدًا أكثر ويقول: 'كان من الممكن اعتبار الحملات عالية الصوت الدائرة هذه الأيام لجمع توقيعات إسقاط الرئيس تدريبًا عمليًا مبتكرًا علي مخاطبة الشارع بلغة مختلفة استعدادًا لانتخابات مقبلة، غير أن بروز 'المكون الفلولي' فيها من خلال تبني جنرال الثورة المضادة لها ينزع عن هذا الحراك ملامحه الثورية والنضالية، ويجعله كسابق من تحركات مجرد محاولة للهدم'.
'2'
كانت الأيام تفرّ مسرعة باتجاه 30 يونية.. محاطة بفضائح الحكم الإخواني وفشله الذريع.. وفكر كهنة المقطم في تفادي الكارثة القادمة.. وهم لا يملكون غير العنف.. وقرروا اختلاق مناسبة لإظهار قوتهم وإرهاب المعارضة.. فكان ما سمي ب'مؤتمر نصرة سوريا' منتصف يونية 2013، وبدأت التسريبات والتهديدات.. فالمؤتمر سيكون الوقفة الأولي في وجه المعارضة 'الخونة، والبلطجية، وجبهة الاجرام والتشرد' وسوف تتبعه خطوات أخري.. وطالبوا 'المعارضة' بأن 'تبحث لها عن وطن آخر'، ف'مصر دولة إسلامية ولن تكون في يوم من الأيام ليبرالية أو علمانية أو شيوعية' وبشروا بمليونية 21 يونية أمام مسجد رابعة العدوية بمشاركة 3 ملايين.. وإعداد العدة لأي طارئ.. كان ذلك ما مهد لخطاب مرسي وصاحبه.. أما الخطاب نفسه الذي امتد وطال حتي اقتراب الفجر في حضرة الأهل والعشيرة.. فكان كارثة بكل المقاييس.
'3'
كان الإخوان يريدون استعراض قوتهم وقدرتهم علي البطش حتي بالدول التي لا يرتاحون لنظام الحكم فيها.. ومن ثم كان مؤتمر نصرة سوريا.. وكانت البلاهة واضحة.. والضحك علي الذقون ظاهرًا.. فالإخوان كانت عيونهم علي ما يمكن أن يحدث يوم 30 يونية.. الذي أعلنه الشعب موعدًا لإسقاط النظام الإخواني.. وكان حشد عتاة الإرهابيين معتدي الإجرام الذين عفا عنهم مرسي ورفع حبل المشنقة من حول أعناقهم.. وقد احتلوا الصفوف الأولي بسحناتهم العدوانية، ونظراتهم المتربصة.. وعيونهم التي تتحرك بالشر في كل اتجاه.. كان كل ذلك رسائل لمن ينوون الخروج يوم 30 يونية بأنهم قد يتعرضون للقتل.. فسوف ينتشر القتلة والسفاحون في كل ركن من مصر.. ومعهم أنصارهم من المرتزقة الذين أخرجوهم من السجون، فاغتالوا الثوار وعاثوا في مصر قتلاً وحرقًا.. ومكنوا لهم من الاستيلاء علي سيناء منحة من 'أمير المؤمنين' المهرج الذي حمل علمي مصر وسوريا ودار بهما أمام 'مؤتمر الحرب' الذي عقده.
وانفجر خطاب مرسي في كل مكان.. تقدمت محامية 'رضا بركاوي' بدعوي مستعجلة أمام محكمة القضاء الإداري تتهم مرسي بالتحريض علي إنشاء ميليشيات عسكرية مما يعرض أمن الوطن للخطر.. مطالبة بوقف تنفيذ القرار الضمني بدعوة المصريين للجهاد في سوريا، وما يترتب عليه من آثار كالتي صرح بها خالد القزاز مستشاره للشئون الخارجية بعدم محاسبة من يحمل السلاح ليجاهد في سوريا.. مؤكدة أن ما جري يتعارض مع قسم رئيس الجمهورية ب'حماية شعبه ورعاية مصالحه'.
وقال مصدر عسكري إن القوات المسلحة لن تقبل أي قرار متهور من الرئيس بشأن سوريا للقيام بعمليات عسكرية أو المساعدة فيها.. وخطاب مرسي مجرد 'استهلاك' محلي فليس من حقه أن يزج بالجيش في أية عمليات عسكرية.
وقال اللواء طلعت مسلم إن حديث مرسي حول سوريا في غاية الخطورة، ويكاد يكون أخطر إخفاقات مرسي منذ تولي الرياسة.
وتباري خبراء الإعلام وأساتذته يحللون خطاب مرسي.. وقد تميزوا بالجسارة فقالوا الكثير: مرسي في محنة ويدعو لاستخدام العنف.. مصر علي شفا حرب أهلية.. الخطاب دليل اتهام ضد مرسي بتهمة إثارة الفتنة.. شكل الحشد واحتلال عتاة الإرهابيين الهاربين من السجون والقتلة للصفوف الأولي يشي بالتدبير المسبق لإدارة حرب أهلية، وإعداد مذبحة لمتظاهري 30 يونية.. الخطاب تميز بالاستعلاء والعجرفة والكذب والتحريض والتخويف.. ولقد بدا مرسي مغيبًا يتحدث عن نهضة وتنمية تحققت علي أرض مصر خلال عام ولايته الأمر الذي أضحك الناس.. ولكنه ضحك كالبكاء.. لقد تحول هدف المؤتمر من نصرة سوريا إلي نصرة مرسي وجماعته وإرهاب الداعين لتظاهرات 30 يونية واستخدام الدين لتكفير المعارضة.. وقالوا إن مرسي بخطابه هذا يعلن الحرب علي الشعب المصري.. ويلوح لأمريكا بأنه رجلها الذي يدفع شعبه وجيش بلاده لتحقيق رغباتها.. ويطرد السفير السوري بينما السفير الإسرائيلي 'يبرطع' في مصر.. والخطاب في مجمله يقول إن الإخوان مستعدون للجهاد المسلح ضد المعارضة ومتظاهري 30 يونية وأيضًا ضد سوريا.
وأصدر حزب التجمع بيانًا جاء فيه 'وجه مرسي في خطابه الأجوف رسالته إلي أمريكا بتقديم فروض السمع والطاعة.. فأعلن إغلاق السفارة السورية، وقطع العلاقات، مؤيدًا لما أعلنته أمريكا بل ويزيد عليها بادعائه أنه يتكلم باسم الشعب والجيش!!! بينما الشعب يعد عدته لطرده هو وجماعته.. وكل جماعات السمع والطاعة، أصحاب 'النصرة' و'القاعدة'.. ان مرسي يمارس التزلف لأمريكا لعلها تسبغ عليه حمايتها التي لن تقدم أو تؤخر لأن قرار الشعب المصري سيكون حاسمًا.
'4'
قال ممثل الرئاسة أمام اللجنة التشريعية لمجلس الشوري إن المجلس الأعلي للقوات المسلحة أصدر مرسومًا بتخفيض موازنة الرئاسة خلال إدارته للبلاد.. فلم تكن هناك رئاسة ولا رئيس.. أما الآن فالوضع يختلف.. وطالب بزيادة المخصصات الرئاسية إلي 413 مليون جنيه من موازنة الدولة.
'5'
كانت الأيام القليلة التي تتحرك باتجاه 30 يونية أياما ملتهبة لايكاد أحد يتبين تفاصيلها بدقة.. وأعلنت صرف تلك الأيام عن اتفاق اللجنة التنسيقية ل30 يونية ومبادرة 'ما بعد رحيل مرسي' عن تفويض رئيس المحكمة الدستورية العليا لإدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية وتشكيل حكومة محايدة واسناد الملف الأمني للمؤسسة العسكرية.. وفي مؤتمر صحفي دعت رابطة ضحايا الإخوان إلي الاعتصام في الميادين ابتداء من 21 يونية.. وأن 30 يونية بداية لاسترداد سلطة سطا عليها الإخوان.. وقالت المستشارة تهاني الجبالي دعونا نجعل من 30 يونية بداية لمسيرة طويلة لمقاومة الإخوان ومخططاتهم وضلالهم ووصفتهم بالتشكيل العصابي.
وكشفت مصادر عن استعداد القوات المسلحة والشرطة ليوم 30 يونية وخطة تأمين مداخل ومخارج العاصمة والمنافذ الحدودية والطرق الصحراوية والسريعة وسيناء.. والتي سيبدأ تنفيذها 27 يونية.. دوريات أمنية، وأكمنة ثابتة ومتحركة بواسطة قوات مشتركة من الجيش والشرطة.. وتأمين كافة أنحاء البلاد ضد تسلل عناصر غير مصرية.. إلي جانب تأمين المنشآت الحيوية والسفارات والمطارات والموانئ..
في ذات الوقت كان الإخوان يرتبون أمورهم ل'التمكين'.. قال الشاعر سيد حجاب إن اختيار علاء عبد العزيز وزيرا للثقافة ومتولي عبد المقصود للاعلام 'أخونة' وأن الغباء يدفعهم لاختيار أشخاص معدومي الكفاءة والتاريخ لتولي حقيبتي الثقافة والاعلام.. وكان متولي يدخل إلي الوزارة متسللا ويخرج منها متخفيًا.. أما 'المونتير' فلم يسمح له المثقفون بدخول وزارة الثقافة وقاموا باحتلالها حتي اندلعت ثورة 30 يونية.
ولم يكتف الإخوان بذلك بل وضعوا 13 محافظة من ذات الثقل تحت هيمنتهم، وتركت المحافظات الباقية يحكمها نواب المحافظين من الإخوان.. بعد أن تم تعيين حسام أبوبكر عضو مكتب الارشاد محافظًا للقليوبية، وأحمد البيلي مسئول المكتب الإداري بدمياط محافظًا للغربية.. وأحمد شعراوي مسئولو الأخوات محافظًا للمنوفية.. وصبحي يونس المتحدث الاعلامي باسم إخوان الدقهلية محافظا للدقهلية، وأسامة سليمان عضو مجلس شوري الإخوان محافظًا للبحيرة.. وعادل الخولي لبني سويف، وطارق خضر لدمياط.. وعادل الخياط القيادي بالجماعة لاسلامية محافظًا للأقصر.
ولم يكن الشعب المصري غافلاً.. فقد انتفضت المحافظات في لحظة، وتمت السيطرة علي مقار المحافظات، وإغلاقها.. والاعلان عن رفض المحافظين الإخوان.. وعدم تمكينهم من الاقتراب وتعالت الهتافات علي مدار الساعة ضد الإخوان.. وحكم المرشد.. وارتفعت أعلام مصر وشعارات الثورة وصور جمال عبد الناصر.. وهدد المحتجون بالعصيان المدني.. وبلغت المأساة ذروتها في الأقصر التي تضم ثلث آثار العالم وتعيش علي السياحة فقد انتفضت بعنف بسبب تعيين عادل الخياط محافظًا.. وهو القيادي بالجماعة الاسلامية التي ارتكبت مجزرة الأقصر عام 1997 التي راح ضحيتها 58 سائحًا.. وهدد وزير السياحة بالاستقالة، أما باسم حلقة نقيب السياحيين فأعلن أن شركات السياحة الكبري في انجلترا وفرنسا وألمانيا ايطاليا وروسيا وإسبانيا وغيرهم أبلغوه بإلغاء الأقصر من جداول الرحلات السياحية بعد تعيين 'إرهابي محترف' محافظا لها.. وكتبت صحف أجنبية تهاجم تهور مرسي والإخوان.. والقضاء علي السياحة في مصر.. وقد سيطر الثوار علي المحافظة مما جعل الجماعة الاسلامية تعلن انسحاب الخياط.. ومما يجدر ذكره في هذا الصدد أن الكاتب 'الاسلامي' المعروف فهمي هويدي كان الوحيد الذي امتدح 'الخياط' فكتب في الشروق 24 يونية 2013 تحت عنوان: 'شجاعة التراجع' مصرحًا.. وملمحًا.. ومهددًا.. و.. قال: 'لست أشك في أن المهندس عادل الخياط باستقالته صار أكبر في عيون الكثيرين.. فقد كان من الممكن '!!!' أن يباشر وظيفته وهو في حماية الأجهزة الأمنية '!!!' وربما أيضًا أعضاء الجماعة التي ينتمي إليها '!!!'.. وعلي كل عاقل أن يفكر ويتأمل.. !!!
'6'
كشف اللواء ثروت جودة وكيل المخابرات العامة السابق عن اجتماع ضم خيرت الشاطر نائب المرشد وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وإخوانًا من سوريا واليمن وغزة، ومن التنظيم الدولي 'المشدودي' و'المورادي'، وقيادات من الجماعة الاسلامية.. 17 يونية في منزل صفوت حجازي ب6 أكتوبر لبحث الاستعدادات الواجب اتخاذها في مواجهة ما سوف يجري في 30 يونية.. و.. بدأ الاجتماع في الثامنة والنصف مساء وامتد حتي الساعات الأولي من اليوم التالي.
وكان اللواء ثروت قد أكد أن الأجهزة الإسرائيلية رصدت مكالمات بين قيادات من الإخوان علي رأسهم خيرت الشاطر مع خاطفي الضباط الثلاثة وأمين الشرطة في سيناء.. كما أكد أن مقتل الجنود ال16 في رفح جري بمساعدة من داخل قطاع غزة.. من مجموعة يقودها ممتاز دغمش قائد جيش الاسلام الفلسطيني، وهو نفس الشخص المسئول عن خطف الضباط وأمين الشرطة.
في ذات الوقت كانت محكمة مستأنف الإسماعيلية ورئيسها المحترم المستشار خالد المحجوب تتهم محمد مرسي العياط ومعه 33 إخوانيًا هاربين من سجن وادي النطرون بالتخابر مع دولة أجنبية وارتكاب أعمال عدائية ضد مصر.. وقد احيلوا جميعًا إلي النيابة العامة.. كما أكدت المحكمة أن عناصر من 'حماس' و'حزب الله' وأعضاء من 'الإخوان' شاركوا باستخدام أسلحة ثقيلة في اقتحام سجن وادي النطرون وتهريب المساجين بينهم محمد مرسي بعد قتل الحراسة وعدد كبير من المساجين الجنائيين.. وأكدت المحكمة أن من قام بالتنفيذ عناصر أجنبية من حركة حماس، وكتائب عزالدين القسام، والجيش الاسلامي الفلسطيني، وحزب الله بالاتفاق والاشتراك مع عناصر اجرامية داخل البلاد من التنظيمات الإخوانية والجهادية والسلفية.
'7'
مازال خطاب مرسي التحريضي في القاعة المغطاة والذي كان المقدمة التعسة لكل ما جري.. يفرض وطأته علي الاحداث حيث كان الدافع الأساسي لقتل 4 مواطنين وإصابة 8 سحلاً وحرقًا باعتبارهم من الكفار لأنهم يدينون بالمذهب الشيعي.. قال د.هاشم بحري أستاذ الطب النفسي: إن ما حدث يعد دخولاً في مرحلة عنف جديدة وطائفية في مصر.. لأنه عندما يري الشعب عددًا من القوي الاسلامية المتشددة خلال مؤتمر يحضره رئيس الجمهورية في استاد القاهرة ويتم فيه 'الدعاء المعادي' علي طوائف من الشعب وتكفيرهم.. فهو بمثابة تأييد وموافقة من رئيس الجمهورية، وأن من سيقوم علي قتل أحد من الشيعة أو غيرهم ممن لا يتفق مع المنهج الخاص بهم.. يُعد في اعتقاد أي متشدد ومتطرف فرصة لدخول الجنة.. لأنه يعتقد ان الجرائم البشعة جهاد من أجل الاسلام ونصرته مؤكدًا أن رئيس الجمهورية يناقض نفسه فهو يدعو الشيعة لزيارة مصر والسياحة وفي ذات الوقت يبارك في مؤتمر عام تكفيرهم وقتلهم.
وفي ذات السياق كتب محمد البرغوثي يصف 'صفوت حجازي' قال: لقد سبق لهذا الشخص الغامض أن يتباهي بتعذيب مواطن مصري ظنًا منه أنه ضابط أمن دولة متخف، ثم ادعي أنه رأي مواطنًا قبطيًا في التحرير ينطق بالشهادتين ليموت علي دين الاسلام.. وتمادي في بشاعاته المرضية فادعي أن شهيدًا آخر أبلغه وهو في الرمق الأخير أنه سيبلغ سلامه في الجنة لسيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب.. ثم ظهر علي قناة 'العربية' ليعلن دون أن يطرف له جفن أن الشيعة كفرة ومرتدون عن الاسلام، وليعلن أنه لن يسمح لمواطن إيراني بأن تطأ قدمه أرض مصر، وكأنها تكية ورثها عن والده.. وها هو أخيرًا يعلن أمام كاميرات التليفزيون 'أقولها صريحة، ندعم الثورة السورية منذ أكثر من عام بالسلاح ونتمني من جميع الدول دعم الثوار في سوريا بالسلاح.. وهي من جرائم الأمن القومي.. فمن هو ذلك الشخص حتي يعطي لنفسه الحق في شراء السلاح وجمعه وتقديمه لفلول الإرهابين والمرتزقة وعملاء الموساد وأمريكا في سوريا.. من أين حصل علي السلاح؟ ومن الذي موله؟ إنها اعترافات تنتظر المحاكمة'.
ونبه 'عبد الله السناوي' إلي اعتقاد مرسي بأن اعتصام 'رابعة' استعادة لروح الثورة!! ودعوة حضارية لنبذ العنف!! رغم تبنيه حملات الكراهية والعنف علنا.. والتحريض علي القتل وممارسته.. 'من يرشه بالماء سنرشه بالدم'.. و'قوة.. عزيمة.. إيمان.. مرسي بيضرب في المليان' ناهيك عن الادعاء بأن جبريل هبط ليصلي مع إرهابيي رابعة وأن النبي محمد قدم مرسي ليصلي بالمسلمين وهو بينهم.. الخ.
مستخدمو التواصل الاجتماعي كان لهم رأي آخر.. شجعهم عليه تحويم الذباب بكثافة غير عادية حول مرسي طوال خطابه.. لم يفارقه لحظة.. قال بعضهم إنه خير دليل علي أنه خطاب جاذب للذباب.. وقال آخرون إن تجمعات الذباب تبعث برسالة واضحة مفادها أن خطاب مرسي مجرد 'زبالة' يتجمع عليها الذباب.. ورأي آخرون أن أسراب الذباب التي كانت تحوم حول مرسي.. كانت تعلم قرفها مما يقول..
وانهالت الأخبار متنوعة.. ومتباينة.. ولكنها تصب في اتجاه واحد: الثوار يحاصرون منزل مرسي ومكتب الارشاد بجرافيتي 'ارحل' وقوي ثورية وحزبية وائتلافات تعلن انضمامها لحملة 'تمرد' وبدء التحضير ليوم 30 يونية.. ونشرت الصحف يوم الأربعاء 19 يونية 2013 خبرًا مقتضبًا يقول إن قادة القوات المسلحة رفضوا اقتراح مرسي بإعلان الأحكام العرفية وحالة الطوارئ قبل 30 يونية.. كما رفضوا كافة الاقتراحات التي تضع الجيش في مواجهة الشعب لأنه يخالف عقيدته.. وعلق د.شوقي السيد محامي الفريق أحمد شفيق أن قبول طعن شفيق في انتخابات الرئاسة معناه أن مرسي لن يستمر رئيسًا.. وقام وفد من القضاة باصدار بيان تأييد للقوات المسلحة وللفريق أول السيسي ثم وصفوا ذلك بأنه 'موقف وطني'.. وقد ألزمت محكمة القضاء الإداري المتولي صلاح عبد المقصود وزير اعلام الغفلة الإخواني برد 269 ألف جنيه لخزينة الدولة قيمة حوافز صرفها لنفسه خلال الستة شهور الأخيرة.. ثم أخبار عن شبح الحرب الأهلية الذي يخيم علي المحافظات.. والمعارك المستمرة بين الجماهير الثائرة.. وعناصر الإخوان المسلحة.. وسقوط قتلي وجرحي.. ثم اشتباكات حتي الفجر بين الإخوان وأهالي الفيوم والمصابون أكثر من مائة بعضهم حالته خطرة.. وقال شهود عياد إن مصابي الإخوان يجري نقلهم بسرعة إلي مستشفيات مكة، والزهراء، وعرفة.. المملوكة لقيادات إخوانية.. دون أي إجراءات رسمية قد تضعهم تحت طائلة القانون.. ووسط شائعات وتهديدات القتل والنسف والحرق.. تقدم 'بعضهم' بمبادرات للمصالحة.. وكتب د.أحمد كمال أبوالمجد 'نداء إلي عقلاء مصر قبل وقوع الكارثة' قال فيه: 'تعالوا أيها الأخوة والاخوات نتوقف جميعًا عن التحريض والاثارة والوعيد باهلاك الآخر.. ولنتذكر أن رسالة الاسلام وممن سبقوه من الأنبياء والمرسلين هي رسالة سماحة ورفق ورحمة.. هذا أو الطوفان'.
'8'
توقفت الحياة تقريبًا في مصر.. التي بدت كمن ينتظر حادثًا جللاً.. مرسي وإخوانه يتشككون في كل شيء.. يهددون مصر بأكملها.. القضاة.. الداخلية.. الأحزاب والقوي السياسية.. الأزهر والكنيسة.. يرتابون في الجيش ويسربون ما لا يليق في حقه.. يطالبون الداخلية بحماية مقاراتهم الإخوانية وإلا فإن شبابهم سوف يقوم بالمهمة دون التفات إلي الداخلية التي اتهموها بالعجز. الإخوان يحشدون حشودهم في ميدان 'رابعة'.. يجلبون الأنصار من المحافظات.. يستأجرون تواجدهم.. يوفرون لهم المأكل والملبس.. والهبات السخية.. ويستعرضون قوتهم.. ويهددون.
في ذلك الوقت وفي ندوة تثقيفية أقامتها القوات المسلحة علي مسرح الجلاء وتحدث الفريق أول عبد الفتاح السيسي.. قال: 'إن القوات المسلحة علي وعي كامل بما يدور في الشأن العام الداخلي دون المشاركة أو التدخل.. لأن القوات المسلحة تعمل بتجرد وحياد تام.. وولاء رجالها لمصر وشعبها العظيم.. وأضاف: هناك حالة من الانقسام داخل المجتمع، واستمرارها خطر علي الدولة ويهدد الأمن القومي.. والقوات المسلحة ليست بمعزل عن كل ذلك.. ولن نظل صامتين أمام انزلاق البلاد في صراع تصعب السيطرة عليه.. ولأن علاقة الجيش والشعب علاقة أزلية.. وجزء من أدبيات القوات المسلحة.. فإن إرادة الشعب هي التي تحكمنا.. ونرعاها بشرف ونزاهة.. ونحن مسئولون مسئولية كاملة عن حمايتها.. ولا يمكن أن نسمح بالتعدي علي إرادة الشعب.. وليس من المروءة أن نصمت أمام تخويف وترويع أهالينا المصريين.. وقال: لقد تجنبت القوات المسلحة خلال الفترة الماضية الدخول في المعترك السياسي.. إلا أن مسئوليتها الوطنية والاخلاقية.. تجاه شعبها تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر في نفق مظلم من الصراع والاقتتال الداخلي، وانهيار مؤسسات الدولة.. ومن ثم فالقوات المسلحة تدعو الجميع لايجاد صيغة تفاهم لحماية مصر وشعبها.. ولدينا من الوقت أسبوع 'قبل 30 يونية' يمكن أن يتحقق خلاله الكثير.. وهي دعوة متجردة إلا من حب الوطن وحاضره ومستقبله'.
وقد صفق له الحاضرون وقوفًا لمدة 7 دقائق.
الوحيد الذي لم يفهم كلام السيسي وما وراءه، كان محمد مرسي والأهل والعشيرة.. ففي خطابه إلي الأمة 26 يونية بمناسبة مرور عام علي توليه السلطة، انفجر يهاجم الجميع.. بالأسماء.. هاجم القضاة واتهم بعضهم وبالأسماء بالتزوير.. وهاجم الفريق أحمد شفيق.. ومكرم محمد أحمد.. وعددا من رجال الأعمال.. وبالأسماء.. وقد رد كل هؤلاء بضرورة محاكمته وإعادته إلي السجن مرة أخري.. بعد أن هدد الجميع وتوعد.. من ناحيته وصف المستشار محمد عبد الرازق رئيس اللجنة القانونية الدائمة للدفاع عن القضاة وأعضاء النيابات العامة.. خطاب مرسي ب'خطاب السباب'، وقال: لن نهدأ حتي نزج به في السجن عقابًا علي جريمته.. وفي ميادين مصر استقبل الثوار خطاب مرسي برفع الكروت الحمراء.. والأحذية.. مؤكدين علي 30 يونية كحد فاصل.. 'يوم 30 العصر.. الشعب هيحكم مصر'.. 'أهلا ياسيسي.. مرسي مش رئيسي'.. 'أصحي يا مرسي صح النوم.. 30 يونية آخر يوم'..
'9'
قالت مصادر إن السيسي أعطي تعليماته برفع حالة الطوارئ وانتشار الجيش قبل خمسة أيام من 30 يونية لتفويت الفرصة علي العناصر الرافضة للتظاهر من القيام بأعمال استباقية.
'10'
تم القبض علي تنظيم إرهابي بالإسكندرية لتصفية المتظاهرين في 30 يونية أثناء تخطيطهم لعمليات إرهابية ثم توزيع أدوارها علي المقبوض عليهم من الأجانب 'بينهم أفغان وشيشان' والمصريين، وتستهدف المتظاهرين الرافضين لحكم الإخوان إضافة إلي عدد من رجال الشرطة عبر القنص من أعلي العقار الذي يحتله التنظيم وهو عقار مكون من 11 طابقًا تحت التشطيب.. التنظيم يضم عددًا كبيرًا من قادة الإرهاب الأجانب والمصريين.. ولديهم ترسانة أسلحة، وقول سيارات تحمل ارقام عدد من المحافظات بينها العريش والفيوم.
'11'
وأخيرًا كان يوم الأحد 30 يونية 2013
ونلجأ إلي جريدة الأهرام.. أقدم الصحف الناطقة بالعربية والتي صدر عددها الأول منذ 138 عامًا.. ودرة ما سمي ب'الصحف القومية'.. وقد تعرضت للأخونة بشكل أو بآخر في زمن مرسي والإخوان.. ودققوا فيما نشر في عدد 30 يونية من أخبار داخلية وخارجية.. وكذلك الآراء.. وسوف يتضح لكم الشجب من التأييد.. والرغبة في التهدئة من الدفع لاشعال الموقف.. كما سيتضح لكم حجم التهديد وإثارة الفزع.. وأيضًا المدح بما يشبه الذم.. وألوان 'اللوع'.. والمراوغات.. وخلط كل شيء بكل شيء لتقديم وجبة ليست بعيدة عن تصورات كهنة المقطم في مكتب الارشاد..
كان المانشيت الرئيسي في الصفحة الأولي: مصر في قبضة الخوف أما المانشيت الداخلي ص 3 فكان: يارب أحفظ مصر.. ثم عشرات العناوين الجانبية أو الثانوية الجديرة بالتأمل: تأمين كامل للمنشآت الحيوية عشية المظاهرات.. زيادة المعتصمين في رابعة والتحرير والدفاع والاتحادية.. الجيش يعزز وجوده والطائرات ستجوب سماء المحافظات 'تمرد' تعلن جمع 22 مليون توقيع بينما أعلنت 'تجرد' التي أسسها عاصم عبد الماجد أنها جمعت 26 مليون توقيع الأزهر ودار الافتاء والكنيسة.. الدم المصري حرام مرسي يبحث الاستعدادات مع قنديل والسيسي وإبراهيم حرق مقار الحرية والعدالة والوسط المعارضة تعلن خطط تحركاتها ضبط صواريخ وقنابل وأسلحة ثقيلة في رفح والجيزة والسويس استشهاد العميد محمد هاني مفتش الداخلية بشمال سيناء واصابة الجندي محمد غريب برصاص مجهولين فروا هاربين الصحة: بلغت حصيلة اشتباكات أمس في عدد من المحافظات 7 قتلي و703 مصابين بينهم أمريكي يدعي 'أندرو دريسكول 31 عامًا'.
واقرأ ببطء:
الاعلام العالمي: مصر علي شفا حرب أهلية واجبار مرسي علي التنحي ليس الحل أيمن علي مستشار الرئيس: من المستحيل أن يبيع الإخوان الرئيس مرسي أو يشيروا عليه باجراء انتخابات رئاسية مبكرة لأنه طلب غير دستوري مستشار مجلس الدولة: ما يحدث الآن انفلات غير مسبوق قوي وأحزاب سياسية تدين الاعتداء علي مقار الإخوان حركة 'قوميون' تعترف بشرعية مرسي وصورة كبيرة تحتها 'استراحة مؤيدي الرئيس في رابعة' كتبت الأهرام: علي جانب المؤيدين للرئيس واصلت القوي والأحزاب والحركات السياسية والاسلامية اعتصامها أمس بمحيط مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر عقب انتهاء فعاليات مليونية 'الشرعية خط أحمر' وأغلقت خيام المعتصمين شارع الطيران باتجاه ميدان رابعة أمام حركة مرور السيارات.. وكان المعتصمون قد أعلنوا حالة الاستنفار القصوي عقب سماع دوي طلقات نارية قبل صلاة فجر أمس، وتم تعزيز إجراءات الحراسة علي منطقة الاعتصام خشية وقوع هجوم علي المعتصمين المؤيدين للشرعية وللرئيس مرسي.. هكذا جاء في الأهرام واقرأ أيضًا: قال تقرير بثته شبكة 'سي. إن. إن' الأخبارية الأمريكية أن قوة مقاتلة تضم 200 من عناصر المارينز في ايطاليا وأسبانيا مستعدون للتوجه إلي مصر في غضون 60 دقيقة من استدعائهم علي متن طائرة محملة بكافة الأسلحة اللازمة.. علي أن ينتشروا فور هبوطهم علي الأراضي المصرية لحماية السفارة الأمريكية والموظفين والمواطنين الأمريكيين في حالة تعرضوا لأي حصار وعجزوا عن الوصول إلي المطار.. بالاضافة إلي ألفي جندي متمركزين في ثلاث سفن مقاتلة في البحر الأحمر كجزء من الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الولايات المتحدة لحماية رعاياها في مصر.
ومازلنا مع جريدة 'الأهرام' العدد الصادر يوم الأحد 30 يونية 2013.. ونقرأ لكبار كتاب الجريدة: مكرم محمد أحمد: لا نملك في هذا اليوم المشهود الذي يمكن أن يكون واحدًا من أجمل أيام مصر وأعظمها سوي أن نطلب من كل الذين يعتزمون الخروج الحفاظ علي سلمية التظاهر والحرص علي عدم التورط في عمليات استفزاز متبادل تفسد جلال المشهد د.وحيد عبد المجيد: مصر اليوم في اختبار كبير.. لعله الاختبار الأكبر في تاريخها الحديث.. فاروق جويدة: إن هذا الوطن ملك لنا جميعًا ولن يكون غير ذلك، وكل من يتصور انه صاحب الحق فيه ولا أحد غيره واهم ومخادع وكذاب.. علينا ان نختلف ماشئنا في الفكر والرأي، والمواقف، ولكن هناك قيمة لابد أن نحرص عليها وهي أمن مصر واستقرارها.
وفي نفس العدد كتب 'حلمي محمد القاعود' بالنص 'في عصر الانقلابات العسكرية ظهر الكاتب المقرب من الضابط الحاكم والكتاب الذين يدورون حول الاثنين.. مؤخرًا وفي مناخ الحرية الذي يقترب من الفوضي وتدفق التمويلات الخارجية، وشراء الذمم داخليًا وخارجيًا ظهرت مطبوعات ووسائط اعلامية تدفع بسخاء لمن فقدوا ضمائرهم من أجل تخريب الأوطان، وتدمير البنيان، واغراق الناس في بحار البلبلة واليأس وتسفيه الأغلبية بالكذب والبهتان.. الكاتب الشرير يزدهر في المناخ الفوضوي وخاصة إذا افتقد الرادع القانوني والخلقي..
'12'
بأمر الشعب تم عزل محمد مرسي العياط من منصب الرئاسة.. وسقوط حكم الإخوان.. واسترد الشعب ثورته ووطنه بعد أن استجاب جيش مصر العظيم للشرعية الثورية.. ورفضت قيادته كافة الضغوط الخارجية والمماحكات الداخلية وانحازت للشعب.. وأعلن الفريق أول عبد الفتاح السيسي عقب اجتماعه مع القيادات السياسية والدينية وممثلي الشباب عن اتفاق الجميع علي خارطة للمستقبل يتم بمقتضاها تعطيل العمل بالدستور الإخواني، وتولي رئيس المحكمة الدستورية إدارة شئون البلاد لحين انتخاب رئيس جديد، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية، وتشكيل لجنة تضم جميع الأطياف والخبرات لمراجعة الدستور المعطل وانجاز دستور جديد.. وقال السيسي إن القوات المسلحة لم يكن في مقدورها أن تصم آذانها أو تغض طرفها عن حركة ونداء جماهير الشعب وقد دعاها الشعب لنصرته ولم يدعها لسلطة أو حكم..
وكانت أوامر قد صدرت بالتحفظ علي محمد مرسي وقيادات الإخوان، ومنع آخرين من السفر.. ولأن مرسي في خطابه الأخير قد حذر من محاولات عزله.. والاّ.. وقد حدث:
القبض علي 6 مسلحين من الإخوان اسفل منزل المرشد بحجة تأمينة.
القبض علي 17 من العناصر الإرهابية داخل سيارة ميكروباص بحوزتهم 3 حقائب بها أسلحة نارية وذخيرة وخوذات وسترات واقية من الرصاص كانت في طريقها لاعتصام رابعة.
تم ضبط قيادي إخواني وعضوين بحلوان متلبسين بحيازة كميات كبيرة من الأسلحة الآلية والذخائر داخل سيارة ملاكي فارهة أثناء توجهها لمنطقة رابعة.
وزارة الصحة: 8 حالات وفاة و343 اصابة، 45 مصابًا باشتباكات في كفر الشيخ، قتيل و50 مصابًا في اشتباكات بسيدي بشر بالإسكندرية، الإخوان يحرقون قسم شرطة الضبعة حرب شوارع في المنيا.
مدير أمن الجيزة المقال: 12 قناصًا ملثمًا من الإخوان احتلوا اسطح الجامعة وامطروا المواطنين بالرصاص.. والأهالي: الإخوان اقتحموا بيوتنا وقتلوا ابناءنا.
'13'
ونتوقف مع الأهرام الصادر يوم الخميس 4 يوليو صبيحة عزل مرسي وعشيرته.. وكان العالم قد فغر فاه دهشة وعجبًا من تلك الملايين التي قدرها بين الثلاثة والثلاثين والأربعين مليونًا من المصريين.. وقد خرجت يوم الثلاثين من يونية تفوض القوات المسلحة والفريق أول السيسي في اتخاذ ما يراه مناسبًا لإقالة مصر من عثرتها وإنهاء حكم الإخوان الفاشي والرئيس الفاشل.. وقد أمهلت القوات المسلحة محمد مرسي العياط ثماني وأربعين ساعة لتحقيق إرادة الشعب ويعلم القاصي والداني أن مرسي لم يكن رئيسا خالصا يمتلك إرادته وقراره.. ولكنه كان مندوبًا للإخوان في قصر الرئاسة يتحرك بالريموت كنترول القابع في وكر المقطم وكهنة مكتب الارشاد.. ومن ثم فقد فاجأ الجميع وطالب أن يخاطب الشعب الذي ملّ كلماته، ومجّ أسلوبه.. ولم يكن لديه غير كلمة الشرعية.. كررها 57 مرة في غير موضعها.. كتب د.عمار علي حسن: 'استمعت إلي خطاب العياط في مقهي غير بعيد عن ميدان التحرير.. كان رواد المقهي يضحكون عليه، ويضربون كفًا بكف، ويسبونه طيلة مدة الارتجال العقيم الفارغ الأجوف'..
كان مرسي وجماعته قد استنفدوا كل اساليبهم في التهديد والترويع والكوارث التي يمكن أن تعقب أي قرار بإزاحة مرسي.. هددوا بأمريكا، ودول في المنطقة.. ومراكز الإرهاب في غزة وغيرها. إلي جانب ميليشياتهم التي قالوا قبل ذلك صراحة إنها سوف تتصدي للجيش والشرطة.. وفي كلمته الأخيرة بعث مرسي برسائل عدة لاستخدام العنف والإرهاب دفاعًا عنه وعن الجماعة.. وسرب 'إخوان' الصحافة أخبارًا ذات دلالات وايحاءات.. ولنعد قراءة الأهرام الصادر في 4 يونيو وقد نشر في صفحته الأولي وإلي جوار بيان السيسي التاريخي الذي تم التوصل إليه من خلال الاجتماع الموسع للقوي الوطنية والدينية، وتم فيه عزل مرسي ضمن خارطة المستقبل.. كتب الأهرام: 'أشارت معلومات إلي دخول نحو 50 سيارة بها نحو 150 شخصًا من الجهاديين المعروفين بأصحاب الرايات السوداء، بأسلحتهم قادمين من غزة إلي سيناء مساء أمس الأول بالتزامن مع خطاب الرئيس محمد مرسي.. وطافوا بسياراتهم مع نحو ثلاثة آلاف شخص شوارع المدينة قبل أن يتوجهوا إلي جبل الحلال للانضمام إلي آخرين هناك'.. وفي نفس العدد كتب بقايا الإخوان الذين تحولوا إلي كتاب أعمدة في 'الأهرام' كلامًا له العجب.. كتب د.حلمي الجزار محذرًا من اقحام الجيش طرفًا في النزاع السياسي مؤكدًا بخبث شديد علي 'أن الفترة التي أدار فيها المجلس العسكري أمور البلاد شهدت أخطاء بالجملة جعلت كثيرًا من المصريين يهتفون 'يسقط حكم العسكر' وما أظن أن القيادة الحالية للجيش راغبة في سماع هذا الهتاف.. وكتب د.حلمي محمد القاعود تحت عنوان 'الانقلابيون' يقول: 'مضي 30 يونية ولم ينته الاسلام، ولم يسقط الإسلاميون.. كانوا في رابعة يشكلون توازنًا يقلل من جنوح الانقلابيين، ونشطاء التضليل.. الانقلابيون لم يريدوها معارضة حقيقية تبني وترشد وتضيء. ولكنهم أرادوها قتلا وسحلاً وحرائق.. ومع ذلك لم ينتصروا.. كان المتظاهرون في رابعة وهم أضعاف من كانوا في التحرير والاتحادية ودوران شبرا والعباسية يقدمون صورة رائعة للنزاهة والترفع والتناسق والتناغم وهم يصلون قيام الليل، ويدعون الله أن يحفظ مصر وأهلها'.. تصوروا؟! نشر كل ذلك الافك وغيره في 'أهرام الإخوان' صبيحة الرابع من يوليو.. بعد بيان السيسي.. وذلك حتي لا تنسوا.. !!!
ولم يكن 'الأهرام' وحده من غرق في مستنقع الافك.. فعلي الرغم من معرفة القاصي والداني بما جري في محيط جامعة القاهرة.. عندما اعتلي قناصة الإخوان الملثمون مباني الجامعة وقنصوا حوالي عشرين مواطنًا بينهم العقيد ساطع النعماني نائب مأمور قسم بولاق الدكرور.. رغم كل ذلك يكتب 'وائل قنديل' الموجود حاليًا في قطر.. كتب في 'الشروق' مؤكدًا أن القتلي من الإخوان و'أي عار يلحق بانسانيتنا ومصريتنا إذا نحن صفقنا لحصد أرواح مصريين مختلفين معنا.. وصمتنا عن المطالبة بمحاسبة قاتليهم.. !!!
وفي يوم السبت 6 يوليو تنشر الوطن حصيلة جهد مراسليها:
الإخوان يعلنون الحرب علي مصر القبض علي الشاطر والكتاتني ورشاد البيومي وحازم أبوإسماعيل الذي شيعته الزغاريد مكبلاً بشارع السودان بالدقي والذي ضبط بحوزته أكثر من مليون جنيه الإخوان يهاجمون التحرير بالرصاص الحي 12 هجمة إرهابية ضد الجيش والشرطة في سيناء الإخوان يشعلون حرب شوارع في الإسكندرية، سقوط شهيدين و1050 مصابًا مصرع شخصين والأمن يتصدي لمحاولة الإخوان اقتحام محافظة أسيوط عشرات المصابين في اشتباكات بالخرطوش والأعيرة النارية في دمياط اصابة 155 والقبض علي 17 متهمًا في حرب شوارع بين الأهالي والإخوان في محافظة الشرقية الصحة: 13 قتيلا ومئات المصابين في حرب الإخوان بالمحافظات استشهاد 4 أمناء شرطة ومجند واصابة 41 في هجمات بسيناء.. وأنباء عن مشاركة عناصر فلسطينية وأجنبية في العمليات الإرهابية.. والمهاجمون استخدموا أسلحة ثقيلة أمن القاهرة يحرر 4 أمناء شرطة احتجزهم الإخوان في رابعة دروع حديدية وكرابيج ونبال وشوم وشكاير حجارة بمقر الإخوان المواجه للداخلية.. !!
وللعلم فمحاولة الإخوان اقتحام دار الحرس الجمهوري فجر الاثنين 8 يوليو 2013 والتي سقط فيها 51 قتيلا و435 مصابًا.. وتم القبض علي 650 إرهابيًا يدفعنا جميعًا للسؤال.. إذا كان الحال كذلك.. فكم كان عدد المهاجمين بالأسلحة النارية!!!
'14'
إذا كنا قد ركزنا علي الأيام العشرة التي بدأت يوم الأحد 30 يونية 2013 وتوقفنا نحن عند ما جري يوم 9 يوليو ونشر الأربعاء 10 يوليو.. مع اطلالة علي المقدمات والتوابع. وإذا كنا قد ركزنا واعتمدنا علي جريدة الأهرام كأقدم صحف العرب والتي صدر عددها الأول منذ 138 عامًا.. وأيضًا باعتبارها قمة الصحف القومية التي بذل مرسي وعشيرته جهدًا خاصًا لأخونتها.. فإننا سوف نركز في يومنا الأخير علي جريدة 'الشروق' التي تقطع عامها الخامس وتمثل نموذجًا للصحافة الخاصة التي تتحرك باطمئنان علي كنز من الأموال.. وسوف يكون العدد الصادر يوم الأربعاء 10 يوليو 2013 نموذجًا ومرجعية.
في ذلك العدد كتب 'وائل قنديل' اللائذ بقطر عن 'شيخة وامامه الأكبر ومرجعته الدينية والإنسانية في زمن 'العمائم المعسكرة.. والثورية المجنزرة' وشيخه ذاك هو 'د.حسن الشافعي' الذي جأر بالحق في وجه سلطان جائر وأعلن أمام العالم رفضه للعملية الانقلابية المحبوكة، وانتصاره للدماء المصرية الزكية.. وتعففه عن عضوية لجنة مصالحة وهمية تهدف إلي تجميل القبح أكثر مما ترنو إلي احقاق الحق' هكذا قدم 'قنديل' شيخه ومرجعيته ثم يعرض ملخصًا لكلمته التي بثها عبر قناة الجزيرة.. وقبل أن يهاجر قنديل نفسه إليها.. وجاء في الملخص أن 'ما جري في 30 يونية مؤامرة انقلابية كاملة الأركان من قبل بدء مرسي لحكمة ثورة 25 يناير لن تنسخ أو تستبدل فهي قائمة دائمة في قلوب المصريين ومن يخرج عليها فاسد ومضلل عار علي الثوار أن يضعوا أيديهم في يد الرموز الفاسدة ومن يفعل يقامر بمستقبله أعرف الفرق بين التدين الصحيح والإرهاب حتي تدرك أن مسلمي مصر ليسوا إرهابيين لا يرضي 'شيخه' لجنود مصر أن يتورطوا في السياسة وعليهم أن يسارعوا لحماية الوطن فقط وهو ايضًا يرفض أن يظل مرسي 'الرئيس المنتخب' حبيسًا ويجب عودته لابنائه الاعلام الانقلابي يروج لشائعات بأن المتظاهرين حاولوا اقتحام مقر الحرس الجمهوري وقد وصلتني الحقيقة من أكثر من 10 رجال بكذب هذه الاداعاءات هكذا تحدث 'الشيخ المرجعية.. والإمامة'.. بكل الكذب.. كما يدرك كل من سمعه.
وفي نفس العدد من 'الشروق' كتب فهمي هويدي: 'وصل الأمر بالبعض من الثوريين ومؤيدي ثورة 30 يونية إلي حد السخرية من فكرة المصالحة وتسفيه الكلام عن الديمقراطية وسيادة القانون.. وكيل المديح للعسكر تاريا، واعتبار أي نقد للعسكر ونظامهم بحسبانه نوعًا من المروق السياسي والضلال الذي يورد اصحابه موارد التهلكة'.. وحين بحث فهي هويدي كما يقول عن تعريف لذلك لم يجد إلا 'الفاشية الجديدة'!!!
وفي نفس العدد يكتب المستشار طارق البشري يصف ما جري بأنه صراع بين الديمقراطية والحكم، والانقلاب العسكري.. وليس بين الإخوان ومعارضيهم.. قال: 'المسألة المثارة الآن، في هذه الأيام العصيبة التي بدأت مع أحداث 30 يونية سنة 2013، وبلغت أوجها في الانقلاب العسكري الذي جري في 3 يوليو سنة 2013.. المسألة المثارة الآن ليست حكم الإخوان، وهل يبقون في السلطة أم لا يبقون، إنما هي مسألة النظام الدستوري الديمقراطي الذي تفتقت عنه ثورة 25 يناير، وهل تحتفظ مصر بهذا النظام أم يقضي عليه وهو في مهده ليحل محله انقلاب عسكري يدخل مصر في حكم استبدادي جديد لعشرات السنين المقبلة'. ثم يدق أسفينا بين الجيش وقيادته: 'أنا أتصور أن القوات المسلحة ذاتها برجالها وناسها بريئة من هذا الصنيع لأنهم نزلوا إلي الشارع بأمر القيادة وسيطروا علي مرافق البلاد لا للقيام بانقلاب عسكري، ولكن لتأمين منشآت الدولة وجماعة المصريين في حراكهم المرتقب في 30 يونية وحتي لا يندس بينهم مخربون.. ثم استغلت القيادة هذا النزول لترتب عليه آثارا سياسية أخري تتعلق بهدم ما يشيد المصريون من نظام ديمقراطي دستوري.. ولم يدرك قائد الانقلاب انهم بتعطيلهم الدستور وعزلهم رئيس الجمهورية قد أسقطوا الوزارة التي يكتسب القائد العام شرعية أوامره التنظيمية من وجودها بحسبانه وزيرًا بها.. '..
'15'
في نفس اليوم الأربعاء 10 يوليو كتب د.أسامة الغزالي حرب في 'الوطن' تحت عنوان 'من جمال عبد الناصر إلي عبد الفتاح السيسي'.. قال: 'الخلاف شاسع للغاية بين الجيش المصري في 1952 و2013 لكن يظل الجيش المصري في الحالتين مثلما كان دائمًا عبر التاريخ المصري كله هو العمود الفقري للدولة المصرية منذ الفراعنة وحتي اليوم.
وكتبت فريدة النقاش في 'الأهالي' أن 'محاربة الفاشية لا تمثل بأي حال عدوانا علي الحرية، بل إن محاربة الفاشية ولو حتي عبر الطوارئ والإجراءات الاستثنائية المؤقتة والمحدودة بزمن والتي تعجل بفضحها وكشف خططها، خاصة في مواقع المواجهات الدامية التي بدأها الإخوان بعد عزل مرسي عبر الشرعية الشعبية الهائلة.. هي دفاع عن الحرية'.
أما محمود الكردوسي فكتب في الوطن تحت عنوان: 'إلي قائد الجيش الوحيد المتبقي في المنطقة.. قال: 'اقطعوا لسان أي كلب يهتف ضدكم، أو يتطاول عليكم، فكرامتكم من كرامتنا، وعزكم من عزنا.. افرضوا أحكامًا عسكرية.. وافتحوا زنازين السجن لكل من يقطع طريقًا أو يروع مواطنًا، أو يعطل مصالح الناس.. امنعوا خروج الدين من عتبة المسجد، والجموا دعاة التكفير والفتنة.. وأعيدوا إلي مصر وسطيتها وسعة صدرها ووحدة هلالها وصليبها.. أعيدوا مصر إلي فلاحها وعاملها وتاجرها ومبدعها.. ولا تأمنوا لهذه العصابة فجرائمهم وكوارثهم خلال سنة واحدة لم تترك لنا خيارًا'.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.