مصر عادت شمسك تحمل الأرض وتغترب كتب النيل علي شطه قصصها بالحب تلتهب ها هي مصر حبيبتنا تعود بعد ما استيقظنا من سبات إهمالها، بعد ما علمنا قدرها ووقفنا علي قلب رجل واحد نستردها، كانت كلماتي قد آن فحواها وانكسر القلم بين أصابعي مرارا من غلظة الواقع الذي عبرنا من خلاله فوق كثير من الجثث وتفجيرات، مولوتوف، ومفرقعات مصطلحات غزت ثقافتنا المحلية، بوقع تهتز له الأواصر وإني لأزعم أن قلمي قد مرض وشاخ قبل الأوان بأوان، من ألم ما لاقاه تراب هذا الوطن من نزف، فعزف أن يعطيني حرفا عزف أن يكتب شطرا يشفي به صدري أو يواسي جرحي وألمي، وها أنا هنا ذا تنهمر الكلمات وتتدفق كأنها شفيت من شقها وبعثرة أفكارها وكحولة أحداثها، كنا جميعا في احتياج هذا الشعور من توحد الصف، هذا الشعور من الطمأنينة أنَّا لازالنا نحن الشعب، أن ذاك الهراء السياسي الذي عبرنا خلالها عاما، كان شريطة استهواننا بأمر مصرنا، كل فضل أن يقضي يومين صيفيين واخذ ركبه وانطلق مخلفا مصره تغتصب علي أيدي مدعي الدين والخلق، وأني في خضم سعادتي لأتعجب كل العجب من تلك المرأة ابنة الشاطر التي صدح صوتها جهارها نهارا وهي تهدد مصرنا بأنها سوف ترتدي الأسود وهذا الخلط المزري بالدين والصراط والقصاص، هؤلاء المغيبون ممن مسحت عقولهم فآصروا يرددون كلمات تم زرعها في عقولهم ووجدانهم نشزوا عليها فصار محالا أن تناقشهم أو تقنعهم، فلا منطق يفقهون ولا ماهية دين يدركون، لابد من الآن أن نوقف تفريخ أجيال الإخوان جيلا تلو جيل بداية بمعاهدهم وكتاتيبهم في الأزقة والنجوع، وأني لا أريدها إلا حربا فكرية ثقافية حجة ومنطلقًا دينا صحيحا يلفظ التطرف ويجنح للاعتدال، لقد أبت كل نساء مصر إلا أن تخرج لترد الحق لأصحابه وتدفع التهديد والوعيد من هؤلاء المؤنثات، عن ثري هذا الوطن، في احتفالية أذهلت العالم، نعم لقد آمنت يا مصر أن لك شفرة لم يستطع شامبليون أن يفكها، أن لك هوية لم يستطع الآثمون أن ينزعوها، أن لك خلقا لم يستطع الوصوليون أن ينسوه، فقط الآن قد اطمأن فؤادي عليك يا وطن الأوطان.