أكدت الدكتورة عزة العشماوي أمين عام المجلس القومي للطفولة والامومة أنه علي الرغم من أن مشكلة أطفال الشوارع تمثل قنبلة موقوتة في المجتمع إلا أن أحلام هذه الفئة للمستقبل تعد أحلاما بسيطة، ويمكن بمساعدتهم علي تحقيقها أن تتقلص تلك المشكلة تدريجيا، الي أن تزول، مناشدة الوزارات المعنية ورجال الاعمال والمسئولين بالعمل والمشاركة في تحقيق تلك الاحلام المشروعة. وقالت - في تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط اليوم - إن عينة من 100 طفل من اطفال الشوارع عبروا عن تلك الاحلام بالنيابة عن زملائهم من خلال الدراسة الاستطلاعية التي انتهت وحدة منع الاتجار بالبشر بالمجلس من إجرائها الشهر الحالي مستهدفة التعرف علي تأثير الاحداث السياسية علي حجم وأوضاع الاطفال بلا مأوي ومدي الاستغلال الذي يتعرضون له من قبل منظمي الاعتصامات والمظاهرات وأضافت العشماوي أن حلم اطفال الشوارع للمستقبل - كما حددوه - في تلك الدراسة، هو أن يتوفر لهم عمل لتكوين أسرة، و العيشة الكريمة، واستقرار البلاد، وتغيير معاملة الشرطة لهم، وأن يكون لمصر حاكم عادل يخاف الله، وأن يحترمهم الناس. وتابعت إن وجود إنخفاض ملحوظ في أعداد أطفال الشوارع في المشاركة في الاحداث السياسية عقب فض اعتصامي النهضة ورابعة دفع المجلس بالتعاون مع مؤسسة 'فيس' لاجراء دراسة ميدانية علي عينة منهم للتعرف علي مدي تأثرهم وتأثيرهم في الاحداث الجارية وصور وأشكال الاستغلال التي يتعرضون لها. وأشارت الي أن الدراسة، ركزت علي التعرف علي الوضع الحالي لاطفال الشوارع في إطار التغيرات السياسية الحالية والتي القت بظلالها علي جميع فئات المجتمع ودورهم في الاحداث السياسية وحجم التواجد والمشاركة من خلال التطبيق علي عينة قوامها 100 طفل من الجنسين موزعة في 10 مناطق جغرافية من الفئة العمرية مابين ' 12 - 18 عاما و 18 - 26 عاما '. وذكرت أن نتائج الدراسة أوضحت تغيرا في تعامل رجال الشرطة معهم الي الافضل بنسبة 50%، بعدما أكدت الدراسات السابقة أن واحدا من أهم الاسباب التي دفعت ب 90% من أطفال الشوارع للذهاب لاماكن العنف والمظاهرات خلال أحداث ميدان التحرير ومحمد محمود وقصر العيني ومحيط الاتحادية كان للانتقام من الشرطة. وأوضحت أن الدراسات السابقة كشفت كذلك عن مشاركة فاعلة لاطفال الشوارع في أماكن العنف والمظاهرات للحصول علي مبالغ مالية، وأنهم وجدوا في المظاهرات والاعتصامات بالشوارع والميادين من يؤنس وحدتهم بالشوارع في ظلام الليل الامر الذي شجع بعضهم علي استعراض قوته ووجوده وسطوته، ومنهم من تم استغلاله ومنهم من وجده طريقة سهلة لجمع المال. وأشارت الي أن 75% من أفراد العينة شاركوا بالفعل في الأحداث السياسية، و 13% منهم يتم الإتصال بهم من قبل أفراد آخرين للنزول في المظاهرات، ويحصلون علي أموال مقابل ذلك، ويحمل 22% منهم أسلحة أثناء المظاهرات، وأن 43% منهم يقومون بإلقاء الحجارة علي قوات الشرطة، فيما يتابع 10% منهم أحداث المظاهرات، و5% منهم يحمون الميدان.