ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية الأسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس رواية 'القابضون علي الألم' لمحمد عميرة، والتي صدرت هذا العام 2013 عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس، وتقع في 115 صفحة من الحجم المتوسط.بدأ راتب حمد النّقاش فقال: الرواية أقرب إلي السيرة الذاتية، حيث يصور الكاتب أحداث الرواية بشفافية وصدق، وكأنه ينقل صورة حية عن الكثير من البيوت في الوطن، والتي تعيش الألم وما زالت، وكأنه يريد القول أن الحكاية أو الرواية لهذا الشعب لم تصل إلي نهايتها، وهي ما زالت مستمرة في كثير من أحداثها وشخوصها. وأضاف: ما زال الكاتب يصور رحلة الألم في فصولها الأحد عشر دون توقف، وقد أعطي لكل فصل عنواناً يركّز فيه علي حدث من الأحداث التي يواجهها أفراد وعائلات شعبنا في الوطن، ولكن الكاتب لم يوفق بالربط بين فصول الرواية، وحتي في بعض الأحيان في الفصل الواحد كانت النقلات في الأحداث سريعة، وكأنها قفزات، وكأنّي بالكاتب لم يجد ما يعتمد عليه من معلوماته، فراح يسمع من هذا أو من ذاك من أفراد عائلته عن الأحداث. وقال جميل السلحوت: هذا هو الكتاب الأوّل الذي أطّلع عليه للسيد محمد عميرة ابن قرية صور باهر، احدي قري مدينة القدس، وقد صدر له في نفس الفترة كتاب آخر يحوي مجموعة خواطر. وأضاف: يهدف الكاتب من عنوان الكتاب حتي نهايته الي تبيان الظلم اللاحق بالشعب الفلسطيني، وما تعرّض ويتعرّض له من نكبات متلاحقة، وما يصاحبها من معاناة وآلام تنوء بحملها الجبال. والكاتب منذ البداية يشكّك بقدرته علي كتابة الرواية فيقول في الصفحة 5: 'هذه هي المحاولة الأولي لي للخوض في فنّ الرواية، فان وُفّقت فمن الله وفضله، وان كان خطأ فمن نفسي' وهذا تأدّب من الكاتب في علاقته مع الله-سبحانه وتعالي. عندما نسب الخير لله والفشل لنفسه. وتابع: واضح أن الكاتب قد تسرّع بإصدار هذا 'النّصّ' قبل مراجعته وتمحيصه، تماما مثلما لم يحالفه الحظ عندما صنّفه 'كرواية' وحبّذا أنّه تأنّي قليلا، واطّلع علي روايات كثيرة قبل كتابة النّصّ ليطلع علي أسالب متعدّدة في كتابة الرواية، وكيفية تطوير بنائها الفنّي. وقالت رشا السرميطي: بدأت الرِّواية تحكي قصة الطائر بجناح واحد صوب الشَّمس، وهنا تصوير للواقع المستحيل، وبروز حكاية الشمس مدلولها حرية وربما بلوغ حلم وأمنيَّة، واضح الخيال الواسع لدي كاتبنا من خلال أسطره القليلة الأولي منذ بداية نبض القلم عندما خطَّت هذه الرِّواية. يتضِّح عمق الطَّرح والانغماس الكبير في لبِّ القضيَّة الفلسطينيَّة، ما بين ألم وألم ربما قد يكبر الوجع وتتعالي آهات من يكتبون. بدأ الكاتب في صفحات الرِّواية كاملة يسرد تاريخ قرية صور باهر، القرية ذات السِّر الباهر في صمودها وبقائها، وطيبة أهل المنطقة، وبساطة حياتهم مرورًا لرمزية الغولة التي صورتها الجدَّة بقصة كانت ترمي من خلالها تنبيه النَّائم كي يصحو.وكتب ابراهيم جوهر: في منشوره الأخير الذي أسماه رواية كتب محمد عميرة تجربته الأولي في الكتابة الأدبية متسرعا النشر الورقي. لم تشفع النيّة الطيّبة للكاتب وهو ينقل حكاية شتائيّة لشريحة اجتماعيّة قرويّة بدأت مع بدايات القرن الماضي. فالرّواية لها أصول فنيّة ولغة خاصّة، ولكاتبها أسلوبه الذي يميّزه. وهذا ما لم يحصل في 'القابضون علي الألم' لمحمد عميرة. وجدت الكاتب ينقل حكايته الخاصة بما لا يخفي ويعرج علي واقع معاش بسرعة وتعليق مقحم ولغة إخبارية تقريرية. بحثت عن الفن فلم أجده، وإن استعرضت مع الكاتب واقع قريته التي تعكس ذاتها في أماكن أخري مماثلة. أسجّل للكاتب هنا مبادرته للكتابة، وآخذ عليه تسرّعه في النشر وسماحه بإخراج الكتاب وهو بلغة ركيكة وأخطاء نحوية وإملائية. أمّا المضمون الذي انتقده في استعراضه فهو يستحق التوقف عنده ودراسة أسبابه، مثل المشكلات الاجتماعيّة وغياب القيم والهدوء والسلم الاجتماعي. 'القابضون علي الألم' مشروع رواية تنتظر المزيد من التريث واللغة الأدبيّة والأسلوب الروائيّ. في انتظار جديد الكاتب أشد علي يديه. وشارك في النقاش: رفعت زيتون، خليل سموم وأسعد الأسعد.