هناك بعض الأشخاص يأسرهم الماضي بأغلال الذكريات والحنين لها حتي أنهم لا يستطيعون الخروج من وهم الأسر الاختياري الذي سجنوا مشاعرهم فيه. وداخل حصون الماضي واطلال الذكريات تمضي أيامهم وتنقضي زهرة شبابهم حتي أنهم لا يرون جمال واقعهم ولا يدركون روعة حاضرهم وتظل الذكريات تطبق علي أيامهم لتفرغ كل لحظاتهم من جمالها وتنزع من كل أوقاتهم حلاوتها. وهم بين ذكريات وعبرات ينسون مشاعر أناس الي جوارهم يحتاجون حنانهم واهتمامهم فيظلمون من يحبونهم بصدق ويتمنون رضاهم ويعيشون رهن اشارتهم لأنهم لا يرونهم ولا يحسون بقلوبهم . وقد يطول الانتظار بتلك القلوب المخلصة لهم حتي تفقد كل أمل وتمضي مجروحة كسيرة بلا رجعة عمن لم يدركوا بوجودها يوما فيشعرون بالفراغ بعد فقدانهم لها ويصبح ألم الفقد من جديد ملازما لمن لا يتخلون عن قيود الذكريات. ان الماضي لا يعود لكن الحاضر يصبح ماضيا عندما يهرب الانسان من حاضره و يعيش هائما وسط بحار الأوهام ويصبح حنين الذكريات سجنا يسرق العمر فلا الانسان يسعد بحاضره ولا الماضي يمكن اعادته. فحرر نفسك من أسر الماضي وابدأ حياتك من جديد ولا تلتفت وراءك حتي تستطيع أن تري كل ما هو جميل في حياتك وحتي تسعد بالجمال في كل شيء من حولك فالسعادة تأتي من داخل القلوب الراضية التي تعيش بالأمل وتري الحياة بعين الحمد والرضا.