اتسعت الاربعاء تظاهرات الاحتجاج في السودان واصابت العاصمة بالشلل وتحولت الي اعمال شغب في بعض الاحياء في اليوم الثالث علي التوالي علي الاحتجاجات التي اسفرت عن ثلاثة قتلي حتي الان. وقد نجمت تظاهرات الاحتجاج -تعد الاكبر في هذا البلد منذ وصول الفريق عمر البشير الي الحكم في 1989 - عن قرار اتخذته الحكومة الاثنين برفع الدعم عن اسعار المحروقات. وذكر ناشطون صباح الاربعاء ان التظاهرات اندلعت بصورة عفوية في عدد كبير من احياء الخرطوم، والبعض منها قريب من وسط العاصمة بعدما انتشرت علي شبكات التواصل الاجتماعي دعوات الي تنظيم تظاهرات احتجاج علي الحكومة. وردد المتظاهرون الذين شكل الطلاب القسم الاكبر منهم 'حرية، حرية' و 'الشعب يريد اسقاط النظام'، مستعيدين بذلك الشعار الابرز 'للربيع العربي' ورشقوا الشرطة بالحجارة فردت بالقاء قنابل مسيلة للدموع. كما اقفلت المتاجر في الخرطوم والمدينة القريبة منها ام درمان وقطع عدد كبير من الطرق، اذ اضرم المتظاهرون النار في الاطارات المستعملة او في اغصان الشجر، وانتشرت سحابة دخان كثيفة سوداء فوق عدد كبير من احياء العاصمة، واضرم متظاهرون كذلك النار الاربعاء في عدد كبير من السيارات في مرأب فندق كبير يبعد 500 متر عن مطار الخرطوم وفي محطة وقود علي الطريق نفسها. هذا وقد تدخلت قوات الامن لتفريق المتظاهرين بالقاء قنابل مسيلة للدموع، واوقفت عشرين متظاهرا، وفي حي الخرطوم بحري اكد احد الشهود انه شاهد ست سيارات احرقها المتظاهرون. يشار الي ان التظاهرات كانت قد اندلعت الثلاثاء في الخرطوموام درمان وتواصلت حتي فجر الاربعاء. وقد قتل الاربعاء الطالب عمر محمد احمد الخضر الذي كان يشارك في التظاهرات في ام درمان، وتحدثت الشرطة من جهتها عن قتيل في العاصمة سقط خلال محاولة نهب كما قالت. وقد اتسعت الاحتجاجات في انحاء اخري من البلاد، وسار مئات الاشخاص منهم طلاب الاربعاء في بورت سودان، المرفأ الوحيد في البلاد علي بعد الف كلم شمال شرق الخرطوم، كما افاد شهود ذكروا ان الشرطة فرقت المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع والهراوات، كما تظاهر مئات الطلاب ايضا في عطبرة التي تبعد 400 كلم شمال الخرطوم. وبدأت التظاهرات الاثنين في ود مدني كبري مدن ولاية الجزيرة جنوب شرق الخرطوم، واقدم متظاهرون علي قتل متظاهر، حسبما ذكرت الشرطة. وذكرت ان مجموعة من المتظاهرين في هذه الولاية حاولوا الثلاثاء 'مهاجمة مبنيي التلفزيون وشركة الكهرباء'، مشيرة الي اصابات طفيفة بين المتظاهرين وعناصر الشرطة، ولفتت الي وصول حركة الاحتجاج الي اقليم دارفور بغرب السودان. وكان الرئيس عمر البشير قد اعلن ان دعم المنتجات النفطية 'اصبح يشكل خطرا كبيرا علي الاقتصاد'، فيما اعلنت الحكومة الاثنين زيادة كبيرة في اسعار المحروقات بعد رفع دعم الدولة، في اطار مجموعة من الاصلاحات الاقتصادية. وفي 2012، حدثت تظاهرات عنيفة ضد نظام البشير بعد اعلان تدابير تقشف مماثلة، منها زيادة الضرائب واسعار النفط. هذا ويعاني الاقتصاد السوداني من ارتفاع التضخم وتدهور قيمة العملة علي اثر فقدان عائدات النفط بعد ان اصبح جنوب السودان دولة مستقلة في يوليو 2011 واخذ معه 75% من انتاج النفط البالغ 470 الف برميل يومي، ومنذ ذلك الحين، يواجه السودان تضخما متسارعا وندرة في العملات الصعبة لتمويل الاستيراد. وقد أفادت الأنباء عن وقوع عدد من القتلي والجرحي بين المحتجين كما أصيب عدد رجال من الأمن والشرطه فضلا عن إعتقال العشرات. كما قامت السلطات الأمنية بقطع خدمة الإنترنت منذ أكثر من 5 ساعات عن البلاد مما أثر سلبا علي حركة الإتصالات. تعطيل الدراسة حتي الاثنين قررت ولاية الخرطوم تعطيل الدراسة بجميع المراحل الدراسية اعتبارا من اليوم الأربعاء وحتي يوم الإثنين المقبل علي أن تجري امتحانات نهاية العام في الأول من أكتوبر وذلك علي خلفية اندلاع مظاهرات وأعمال شغب بالولاية السودانية نتيجة رفع الدعم عن المحروقات. واستنكر وزير التعليم بالولاية المعتصم عبد الرحيم في تصريحات له أعمال الشغب وإتلاف ممتلكات الشعب التي قام بها المخربون وكذلك الذين اقتحموا المدارس وأجبروا التلاميذ الي الخروج من الفصول والنزول للشوارع. في سياق متصل، رفض النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه أعمال التخريب وإتلاف المرافق العامة وممتلكات المواطنين، مشددا أنه سيتخذ الإجراءات القانونية حيال المتسببن في أعمال النهب والتخريب في بعض المناطق بولايتي الخرطوم والجزيرة. وأكد طه أن الحكومة التي تعجز عن اتخاذ القرار السليم وتتراجع عن سياستها غير جدير بالبقاء.