لا تمر أيام معدودات إلا وتفرض قوات الاحتلال اجراءات عسكرية مشددة في مدينة القدس، وتزداد هذه الاجراءات مع كل مناسبة دينية أو قومية فلسطينية كانت أو عبرية علي حد سواء، ويشعر المراقب في كل لحظة أن القدس ليست 'اسرائيلية' و 'عاصمة موحدة' لدولة الاحتلال، بل تؤكد كل الشواهد أنها مدينة فلسطينية تقع تحت الاحتلال بقوة السلاح. ومنذ مطلع الشهر الجاري.. حولت سلطات الاحتلال مدينة القدس وبلدتها القديمة الي ما يشبه الثكنة العسكرية التي تغيب فيها كل مظاهر الحياة المدنية والطبيعية وتبرز فيها المظاهر العسكرية، في حين حولت المدينة الي مرتع لعصابات وسوائب المستوطنين اليهود خلال احتفالاتهم بما يسمي 'عيد الغفران' التلمودي، وكل ذلك بقوة السلاح. وشددت قوات الاحتلال من اجراءاتها في المدينة وخاصة في القدس القديمة ومحيطها ومحيط باحة حائط البراق، في الوقت الذي واصلت فيه عصابات المستوطنين 'زعرنتها' وعربدتها في شوارع وطرقات وأسواق القدس القديمة المفضية الي المسجد الاقصي المبارك، وذلك خلال توجههم الي باحة حائط البراق غربي الجدار الملاصق للمسجد الاقصي. وتنتشر أعداد كبيرة من عناصر شرطة وحرس حدود الاحتلال جنبا الي جنب مئات الكاميرات الاستخبارية المنتشرة في كل شوارع وأزقة وحواري البلدة، وذلك لتوفير الحماية لقطعان المستوطنين خلال ذهابهم وإيابهم الي منطقة البراق مرورا بالبلدة القديمة. يقول المواطن محمد عودة من سكان القدس لمراسلنا بأن عشرات الفلسطينيين، وخاصة من سكان البلدة القديمة وضواحيها وبلداتها، استجابوا لنداءات القيادات والشخصيات والمؤسسات المقدسية بضرورة التواجد في المسجد الاقصي، اليوم السبت، للتصدي لأي محاولة للمستوطنين لاقتحام المسجد وأداء شعائر وطقوس تلمودية في باحاته ومرافقه حسب ما جاء في اعلانات كبار 'الحاخامات' والجماعات اليهودية تزامنا مع أعيادهم. وقال محمد الرجبي من سكان البلدة القديمة لمراسلنا بأن سكان البلدة القديمة في حالة استنفار شعبي كامل منذ عدة أيام، مؤكدا أن هذه الحالة ستستمر وتشتد في الأيام القادمة تزامنا مع دعوات يهودية لاقتحام المسجد واستهدافه في عيد المظلة اليهودي المعروف باسم 'عيد العرش' والذي يستمر لمدة أسبوع، لافتا الي 'أن المقدسيين سيحبطوا كل محاولات الاحتلال وعصابات المستوطنين في استهداف الاقصي المبارك الذي يمثل هوية المدينة المقدسة وعنوانا للوجود العربي فيها'. أما السيدة ثائرة فرعون من القدس فأكدت أن ما يحصل في القدس من المشاهد الطاغية للتواجد العسكري والانتشار في كل شارع وحي وسوق وزقاق تؤكد أن هذا الوجود غريب علي المدينة وأن القدس مدينة فلسطينية تقع تحت الاحتلال بقوة السلاح ليس أكثر، وأن كل محاولات تهويدها وأسرلتها تصطدم بالشواهد التاريخية في المدينة التي تنفي عنها كل صفات التشويه والتغريب والتهويد. من جانبها، أشارت السيدة زينات محمد موسي الي ممارسات قوات الاحتلال في المدينة المقدسة وفرض الحصار عليها بجدار الضم والتوسع العنصري، بالإضافة الي فرض الضرائب الجنونية وهدم منازل وعقارات المقدسيين، وملاحقة الأطفال والفتيان والشبان، فضلا عن استهداف كافة القطاعات في المدينة في محاولة لدفع المقدسيين للهجرة من مدينتهم إلا أن كل التقارير تؤكد مدي تمسك المقدسيين بمدينتهم وإحباط كافة مشاريع التهويد لها من خلال صمودهم فيها.