حولت سلطات الاحتلال الصهيوني مدينة القدسالمحتلة وبلدتها القديمة الي ما يشبه الثكنة العسكرية التي تغيب فيها كل مظاهر الحياة المدنية والطبيعية وتبرز فيها المظاهر العسكرية، في حين حولت المدينة الي مرتع لعصابات وسوائب المستوطنين اليهود خلال احتفالاتهم بما يسمي 'عيد الغفران' التلمودي. وقال مراسلنا في القدس بأن الحركة العامة في الشطر الغربي من المدينة أصيبت بالشلل التام وسط اغلاق كامل للشوارع ومداخل الطرقات الرئيسية والفرعية وتوقف حركة السير بمختلف أشكالها، في حين شددت قوات الاحتلال من اجراءاتها في الشطر الشرقي من المدينة وخاصة في القدس القديمة ومحيطها ومحيط باحة حائط البراق. من جانبها، واصلت عصابات المستوطنين 'زعرنتها' وعربدتها في شوارع وطرقات وأسواق القدس القديمة المفضية الي المسجد الاقصي المبارك، وذلك خلال توجههم الي باحة حائط البراق غربي الجدار الملاصق للمسجد الاقصي. وتنتشر أعداد كبيرة من عناصر شرطة وحرس حدود الاحتلال جنبا الي جنب مئات الكاميرات الاستخبارية المنتشرة في كل شوارع وأزقة وحوار البلدة، وذلك لتوفير الحماية لقطعان المستوطنين خلال ذهابهم وإيابهم الي منطقة البراق مرورا بالبلدة القديمة. وأوضح مراسلنا في المدينة بأن عشرات الفلسطينيين، وخاصة من سكان البلدة القديمة وضواحيها وبلداتها، استجابوا لنداءات القيادات والشخصيات والمؤسسات المقدسية بضرورة التواجد في المسجد الاقصي اليوم السبت للتصدي لأي محاولة للمستوطنين لاقتحام المسجد وأداء شعائر وطقوس تلمودية في باحاته ومرافقه حسب ما جاء في اعلانات كبار 'الحاخامات 'والجماعات اليهودية تزامنا مع أعيادهم. وقال محمد الرجبي من سكان البلدة القديمة لمراسلنا بأن سكان البلدة القديمة في حالة استنفار شعبي كامل منذ عدة أيام، مؤكدا أن هذه الحالة ستستمر وتشتد في الايام القادمة تزامنا مع دعوات يهودية لاقتحام المسجد واستهدافه في عيد المظلة اليهودي المعروف باسم 'عيد العرش' والذي يستمر لمدة اسبوع، لافتا الي أن المقدسيين سيحبطوا كل محاولات الاحتلال وعصابات المستوطنين في استهداف الاقصي المبارك الذي يمثل هوية المدينة المقدسة وعنوانا للوجود العربي فيها. وكانت قوات الاحتلال فرضت أمس قيودا مشددة علي دخول الفلسطينيين من سكان القدس والداخل الفلسطيني، من تقل أعمارهم عن الخامسة والأربعين عاما، ومنعتهم من دخول القدس القديمة وأداء صلاة الجمعة في المسجد الاقصي المبارك، في حين أغلقت قوات الاحتلال الخميس الفائت أبواب المسجد الأقصي أمام المصلين وطلبة حلقات العلم وسمحت لعصابات المستوطنين يتقدمهم وزير صهيوني وعدد من 'الربانيم والحاخامات' باقتحامه وتدنيسه من باب المغاربة، وهو ما نظرت اليه كافة الأوساط الشعبية المقدسية بكثير من الخطورة واعتبرته خطوة متقدمة لتجسيد التقسيم الزماني للمسجد والذي يسبق التقسيم المكاني.