واهم من يعتقد ان حماس تريد المصالحة.. ما يحدث من سلوك وتصرفات وتصريحات لقادتها، يؤكد ان حماس تستعد للاستيلاء علي الضفة الغربية وازاحة السلطة الفلسطينية وفتح عن الحكم نهائيا، كشف محمود الزهار عن ذلك عندما قال نصا عند سؤاله عن وقف حماس لإطلاق الصواريخ علي اسرائيل »نحن هنا في غزة حققنا هدفنا بتحرير غزة والباقي هو اتاحة الفرصة لتحرير الضفة. وبالتالي لا مبرر لإطلاق الصواريخ من غزة والصحيح ان تطلق من الضفة لكن ابومازن لن يسمح بذلك«. وهذا يحمل اكثر من مغالطة فحماس لم تقاوم حتي تحررت غزة. فالقوات الاسرائيلية انسحبت من غزة بقرار فردي من شارون وكانت حماس تعارض هذا القرار حينذاك باعتباره اجراء احادي الجانب من اسرائيل. التي ودت التخلص من هم رعاية هذا القطاع المكتظ بالسكان دون فائدة. واكتفت اسرائيل بالسيادة علي غزة من الخارج فهي لم تتحرر كما يقول الزهار فغزة لا يقترب من بحرها او سمائها او ارضها انسان الا بإذن من اسرائيل. وباستثناء الدور المصري الانساني عندما فتحت معبر رفح لإنقاذ شعب غزة المحاصر. اما المغالطة الثانية.. فليست من المفهوم السطحي الذي قاله الزهار بالمقاومة من غزة او ان يقصد ان تقوم فتح والسلطة الفلسطينية بضرب اسرائيل من الضفة. ولا يعني حرصه علي وحدة الفلسطينيين بكل فصائلهم وتوجيه صواريخهم من الضفة حتي تصيب عمق اسرائيل بدلا من السقوط في الصحراء ولكن قول الزهار يعبر عن مكنون نفسه الدفين بالاستعداد لاستكمال انقلابهم باحتلال الضفة »المحتلة«. ولا استبعد ان تكون حماس تقوم الان بتدريب ميليشيات وفصائل عسكرية داخل الضفة للحظة الانقضاض علي ما تبقي من السلطة الشرعية. اما ما يتعمد الزهار وباقي افراد عصابته اغفاله من أحاديثهم هم وابواقهم الاعلامية ان الشعب الفلسطيني في غزة لم يعد يطيق الاعيب هذه الزمرة، وذلك حسب استطلاع الرأي المحايد الذي اجرته مؤسسة »خافو« النرويجية للدراسات والابحاث في الضفة الغربية وقطاع غزة اكدت نتائج الاستطلاع الذي نشرته صحيفة الشرق الاوسط يوم 12 يونيو الماضي ان الفلسطينيين اكثر ثقة في حكومة سلام فياض مقارنة بحكومة اسماعيل هنية المقالة واكثر ثقة في الأجهزة الامنية في الضفة الغربية مقارنة بها في قطاع غزة. واظهر الاستطلاع ان فتح احرزت نتائج افضل من حماس في سياق الاجابة عن سؤال بشأن الجهة الاكثر اهتماما بتحقيق المصالحة. قال 83٪ ان فتح مهتمة اكثر مقابل 31٪ لحماس وقال 71٪ ان فتح وحماس مهمتان بينما قال 13٪ انه لا احد منهما مهتم. ونستكمل معا مفاجآت نتائج الاستقصاء.. قال 93٪ ان فتح هي الاقدر علي قيادة الشعب الفلسطيني وقال 51٪ ان حماس هي الاقدر. وايد 16٪ عدم اطلاق الصواريخ من غزة وهذه النسبة كانت من عامين 35٪ وقال 37٪ انهم يؤيدون استمرار مفاوضات السلام مع اسرائيل شريطة ان تقوم بتجميد الاستيطان. النتائج المحايدة للاستطلاع توضح لنا.. لماذا لا تريد حماس المصالحة فهي تعرف الحقائق التي وردت في هذا الاستطلاع بل واكثر منها في الواقع الذي يعيشه سكان غزة الذين تحكمهم حماس الان بالقمع بالحديد والنار. وتدرك حماس جيدا انه لو تمت المصالحة واجريت الانتخابات لن يكون لها مكان في الحكومة او البرلمان فحسب المقولة الشهيرة انك لا تستطيع ان تكذب علي كل الناس كل الوقت. وهذا ما يؤكده الاستطلاع ان سكان غزة اكتشفوا كذب وخداع حماس!