استعادت البرتغال توازنها وردت بعضا من هيبتها وقدمت جانبا من فنونها في مباراتها التي جمعتها مع كوريا الشمالي أول أمس ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة السابعة.. تغلبت البرتغال علي كوريا بسبعة أهداف نظيفة ناسخه بهذا الفوز الكبير الرقم القياسي الذي سجلته الماكينات الالمانية في هذا »المونديال« عندما فازت علي استراليا في المباراة الثانية برباعية نظيفة.. وبهذا الفوز ارتقت البرتغال بنفسها لتحتل المركز الثاني علي المجموعة بعد البرازيل وارتفع رصيدها إلي أربع نقاط واصبحت مرشحة بقوة للتأهل لدور ال 61 حتي مع افتراض تعرضها للهزيمة في الجولة الثالثة امام البرازيل- التي لا تقهر- حيث ان معدل الاهداف اصبح لصالحها بنسبة كبيرة حيث يحتاج كوت ديفوار للفوز علي كوريا ليس أقل من تسعة أهداف. احرز اهداف البرتغال التي جاءت علي مدار الشوطين وان لم يكن هناك أي توازن أو تساوي بينهما.. شهد الشوط الاول هدفا واحدا احرزه راؤول ميريليس في الدقيقة 92.. وعندما انهارت الدفاعات الكورية وتفسخت الجهود وانفصمت الخطوط خاصة بعد التغييرات غير الموفقة التي اجراها المدير الفني الكوري كيم جونغ تعرضت الشباك إلي الاهتزاز ست مرات منهما ثلاث في العشر دقائق الأخيرة واحرز الأهداف سيما وسابروزا وهوجو الميدا وتيجاو ورونالدو في الدقائق 35 و 65 و06 و18 و78 و98 ونجح المدير الفني البرتغالي كارلوس كيروش في السيطرة تماما علي مجريات اللعب والتواجد اغلب الوقت في وسط ملعب كوريا وفتح اللعب علي الاجناب والتمرير المتقن المتباين طولا وعرضا و التسديد من مسافات وزوايا مختلفة ولولا سوء الحظ وقلة التوفيق لنجح رونالدو في تحقيق لقب الهاتريك حيث صادفت تسديداته الجنوح أو تصدت العارضة لها.. وكانت للتغيرات التي اجراها كيروش ثمارها الناضجة حيث دفع منذ البداية بتياجو وسيماو وهوجو وميجيل وكان للأول والثاني بصمات غائرة في النتيجة. ويجدر بنا ونحن نشيد بالفوز القياسي الذي احرزه البرتغال ان نؤكد انه مع اعترافنا به واحترامنا له لا يمكن ان نقتنع بانه يكفي أو يشفع للبرتغاليين لبلوغ اللقاء النهائي أو الولوج للادوار النهائية.. بل لعل هذا الفوز الكبير لم يكن فاصلا ولا مرجحا للبرتغال حتي للتأهل لدور ال 61حيث لايزال أمامها مواجهة غاية في الصعوبة امام البرازيل يوم الجمعة القادم.. صحيح تأهل البرتغال حتي لو خسرت أمام البرازيل جائزا ولائقا لان كوت ديفوار أمامها الكثير لتتأهل لهذا الدور بدلا من البرتغال حتي لو فازت علي كوريا.. غير ان التأهل لدور ال 61 شئ.. والاستمرار في الأدوار التالية وحتي اللقاء النهائي أمر مختلف تماما ولا يمكن للفوز القياسي الذي حققه البرتغال علي كوريا ان يضمن توفر معطياته. عودة الماتادور فوز إسبانيا بهدفين احرزهما ديفيد بيا في الدقيقتين 71 و15 علي الهندوراس أعاد للماتادور بعضا من قدرته التي خارت وقوته التي هانت في لقاء الجولة الأولي امام سويسرا.. بل أعادت التوازن والواقعية للتصنيف والترتيب العالمي الذي احتلت فيه اسبانيا مركز الوصيف علي العالم.. فقد اهتزت ثقة الخبراء والجماهير في التصنيف عندما سقط الماتادور بقوة وعنف أمام سويسرا المصنف العشرين علي العالم.. لكن الماتادور غالبا ما يقع ويسقط ويهوي لكنه لا يموت.. تنال منه النيران السويسرية فتسيل بعضا من دمائه وتنهش جزءا من جسده لكنه يظل صامدا قادرا علي الاستفاقة.. الطريف ان استفاقة الماتادور جاءت علي حساب هندوراس التي تحتل رقم 83 في التصنيف العالمي.. وكان لابد وان يكون هناك اصداء قوية للاستفاقة.. لابد وان تترجم هذه الاستفاقة تهديفيا بأكثر من ثلاثة اضعاف النتيجة.. صحيح ديفيد ڤيا اهدر ضربة جزاء لصالحه.. لكن الواقع يشير إلي ان اسبانيا اهدرت فوزا قياسيا كان يمكن ان ينسخ السباعية التي احرزتها البرتغال في مرمي كوريا.. فرناندو تورس بمفرده اهدر اكثر من اربع فرص مؤكدة منها فرصتان في دقيقة واحدة وراموس وشابي وبي كي وغيرهم تنافسوا في اضاعة الاهداف وكأنهم لا يحتفلون بالذكري ال 64 بأول لقب أوروبي لهم عندما فازوا علي الاتحاد السوفيتي في نهائي كأس أوروبا عام 46 إلا من خلال اضاعة أكبر عدد من الفرص المؤكدة.. ومع ذلك فأن ديل بوسكي المدير الفني المخضرم خرج راضيا عن الاداء ساخطا علي النتيجة آملا في التحسن والتفوق في المرات القادمة.. بينما خرج رينالدو رويدا الكولمبي الذي قاد منتخب هندوراس راضيا من جميع الوجوه حيث لم يكن يطمح في أكثر من هذا. شيلي يتعملق تحطمت الطموحات والآمال التي عقدها وبناها المدير الفني الالماني الكفء روتمان والتي تعاظمت وتجلت بعدما نجح في تحقيق فوز مفاجئ علي اسبانيا بهدف نظيف في الجولة الاولي علي اقدام الشيليين الذين نجحوا في قهر الصمود السويسري طوال الشوط الاول وحتي منتصف الشوط الثاني بعدما نجح جونزاليس في احراز هدف السبق لشيلي في الدقيقة 57 من المباراة.. الصمود السويسري يستحق الاشادة لانه جاء بعدما خسر الفريق جهود لاعبه فالون بهرامي في منتصف الشوط الاول وايضا من خلال أداء متماسك وفعال وايجابي يعتمد علي غلق المنطقة امام مرمامهم بدفاعات حركية ومنتشرة والتحول السريع واللحظي إلي الهجوم المرتد والمباغت والذي اتاح بعض الفرص الخطرة كان يمكن استغلالها في احراز التعادل وكان السويسري علي مقربة منه حتي آخر اللحظات عندما اهدر المهاجم البديل انفرادا كاملا بالحارس وسدد الكرة بغرابة خارج القائم الأيسر.. ولم يطمئن المدير الفني لشيلي الارجنتيني مارشيلو بيليسا للنتيجة إلا بعد ان اطلق الحكم صافرة النهاية معلنا تربع شيلي علي قمة المجموعة الثالثة متفوقا علي إسبانيا وحتي اشعار آخر.