أهوال هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام2001 ، ما تزال محفورة في عقول وقلوب شعوب وحكومات الدول الغربية. فرغم مرور ما يقرب من 9 سنوات علي التفجيرات غير المسبوقة التي أودت بحياة آلاف المدنيين .. إلاّ أن الحديث عن تداعياتها مايزال مستمراً، ومطلوباً. آخر ما قرأته عن تلك التداعيات جاء في دراسة أعدها عدد من أساتذة الجامعات الأمريكية، في علوم الإجتماع، والطب النفسي، وإنتهت إلي نتائج مفزعة، من بينها أن الهلع، والرعب، تسببا في زيادة نسبة حالات الإجهاض لدي السيدات الأمريكيات خلال الأيام، والأسابيع، والشهور،التي أعقبت هجمات 11سبتمبر بالمقارنة مع نسبة حالات الإجهاض قبلها. كما أكدت الدراسة العلمية المدعمة بالإحصائيات إرتفاع عدد المواليد المصابين بمشاكل طبية خطيرة رغم أن أمهاتهم أكملن شهور حملهن، وأرجع الدارسون هذا الخلل في نمو الأجنة كأثر من آثار التدمير النفسي لدي ضحاياه من الحاضنات والحاملات. الحرب المشهرة ضد الإرهاب.. لم تقض علي الإرهاب، وإنما قضت بالفعل علي التسامح الذي كان قائماً خلال العقود الطويلة السابقة بين الشعوب الغربية في أوروبا والولاياتالمتحدة، من جهة، وبين الجاليات الإسلامية العربية .. من جهة أخري! قبل أن نتهم الغرب بالتعصب ضد العرب، وكراهية الإسلام والمسلمين.. علينا أن نتعرّف علي الدور الذي لعبته جماعات العنف والإرهاب وأدي إلي ما يعرف حالياً بظاهرة: »الخوف من الإسلام والإسلاميين« التي انتشرت في دول القارة الأوروبية وتتشابه مع مثيلتها التي سبقتها في الولاياتالمتحدةالأمريكية. في البداية.. تنظيم »القاعدة« »الجهادي«، الإرهابي سارع بإعلان تبنيه، وتحمله، مسئولية اختطاف ثلاث أو أربع طائرات تجارية بركابها، وقيادتها وتغيير مسارها، لحين الدفع بها للاصطدام ببرجي مركز التجارة العالمي بنيويورك، ومبني وزارة الدفاع »البنتاجون« في واشنطون، وسقوط أخري في غابة بسبب تشابك الركاب مع انتحارييها، مما أدي إلي سقوطها وسط غابة محدثة إنفجاراً هائلاً بعثر جثث ركابها بأقصي قوة وعلي أوسع نطاق؟! وأضاف بيان التنظيم الإرهابي قائلاً إن ما قام به من هجمات هو من أجل رفعة الإسلام، ونصرة المسلمين، والانتقام من قتلة المسلمين في أفغانستان (..). سمعنا وقتها من يؤكد أن ما حدث ليس مجرد الانتقام من الأمريكيين، وإنما يمثل ببساطة شديدة ما يوصف ب »صراع الحضارات« ، ويمهد ببساطة أشد للحرب الشاملة، والدائمة، التي شنها المسلمون ضد غير المسلمين! بعدها.. انتقلت التفجيرات »الإسلامية« لتحصد أرواح وتمزق أجساد أوروبيين في هذه الدولة أو تلك. تفجيرات هزت العاصمة البريطانية: لندن. تفجيرات أكثر فتكاً أودت بحياة المئات في العاصمة الإسبانية: مدريد. تفجيرات متعددة بدأت في محطات مترو العاصمة الفرنسية:باريس، ثم انتقلت من تحت الأرض إلي سطحها.. ومنها إلي وضع متفجرات علي خط السكك الحديدية لنسف أسرع القطارات وأكثرها حمولة من الركاب: نساء، ورجال، وشيوخ، وأطفال! وبعد كل انفجار.. كنا نسمع عن اسم »الجماعة« الإسلامية التي أعلنت تحملها مسئوليته، من أجل النهضة الإسلامية والفتح الإسلامي لقارات الدنيا الخمس! تري: ماذا كنا نتوقع كردود أفعال أمريكية/ أوروبية/ غربية/ مسيحية/ علمانية لما تعرضت له هذه الشعوب وحكوماتها بدءاً بهجمات 11 سبتمبر، مروراً علي ما تلاها في العديد من العواصم الأوروبية؟! هل تصورنا أن الغرب سيفاجئنا بعقلانيته معلناً الفصل التام بين الأغلبية الإسلامية الرشيدة، وبين الأقلية الإرهابية التي ترتكب جرائمها تحت ستار الإسلام في حين أن الدين الإسلامي منها براء؟! وتماشيا مع هذه التوقعات والتخمينات.. هل تخيل البعض منّا أن ما عاناه الأوروبيون من هجمات، ومذابح، وانفجارات، لن تؤثر من قريب أو بعيد في أحوال وأوضاع الجاليات العربية والإسلامية المقيمة في أوروبا وينعمون بكل حقوق المواطنة وحرياتها؟! .. وأواصل غداً.