»وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد« صدق الله العظيم نسمعها في صلاتنا ونقرأها عندما نمسك بالمصحف، ولكن كم منا يتدبرها ويعمل علي ألا يسجل له الملكان ما يحسبه هينا وهو عند الله عظيم. كم منا تخرج منه الكلمة ولا ينفع ابداً ان تدخل ثانية، لقد خرجت احيانا بلا وعي أو إدراك قبل ان يلفظها ويفاجأ بها يوم الحساب تزيد من سيئاته وتتفوق في الميزان علي حسناته فإذا به يلقي في النار. كم منا خاض في نزاهة البعض واعراضهم واتهمهم في مجلس هم بعيدون عنه ولا يجرؤ طبعا ان يقذف بحقهم في وجودهم، كم منا لو فكر قبل ان يخرج لسانه لفظا أو كلمة كبرت أو صغرت. كم منا أكل لحم أخيه ميتا، فإذا كان ما قاله حق فهو نميمة وإن كان باطلا فقد إغتابه. حنانيك يا رسول الله عليك وعلي آلك أفضل الصلاة وأبهي السلام وأنت تقول لمعاذ بن جبل مندهشا من سؤاله: ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس علي وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم. عزيزي.. فكر وفكر قبل ان يخرج منك اللفظ وقبل ان تتفوه به، ضع في حسبانك ان الله سبحانه يصعد إليه الكلم الطيب وأما الخبيث من الكلم فهو في رقبتك الي يوم الدين، واستغفر الله عن كل لفظ أسأت به الي غيرك ما تذكره منه وما نسيت.. وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. محمد درويش [email protected]