التعايش السلمي الذي كان أبرز ما يميز العلاقة بين الأوروبيين الأصليين والأوروبيين من أصول عربية وآسيوية إسلامية، أصبح في »خبر كان« بعد أن هرب »الإرهابوجهاديون« من بلادهم بعد أن عاثوا فيها تخريباً، وتفجيراً، وقتلاً، وذبحاً للمدنيين الأبرياء سواء من المواطنين أنفسهم أو من السياح الأجانب الذين كانوا يزورونها ، واستهدفهم أعداء الحياة لإثارة الخراب والكساد في البلاد. غباء البعض في أوروبا وأمريكا صدقوا أقوال الإرهابيين الهاربين من بلادهم، واعتبروهم ضحايا الحكم الديكتاتوري » الشمولي « في تلك البلاد، وكيف أنهم نجحوا في الهرب بجلدهم في آخر لحظة، وإلاّ كان مصيرهم مثل مصير الآلاف غيرهم الذين تحكمهم الأنظمة العربية، الإسلامية، بالحديد والنار! إرهابيون لم يترددوا في إرتكاب أفظع الجرائم في بلادهم، ثم هربوا منها لتستقبلهم بوابات العواصمالغربية استقبال ضحايا الجشع والبطش والتعذيب! وثائق، وأدلة، دامغة تسلمتها الشرطة الدولية »أنتربول« ثم نقلتها إلي سلطات الأمن الغربية، في أمريكا وأوروبا، لتتأكد بدورها من أن الذين لجأوا إليها يطلبون مأوي يحميهم من الأنظمة الديكتاتورية، هم في الحقيقة من الشياطين الذين يقتلون أناساً أبرياء بلا سبب، ويخربون الديار لوقف الإعمار، ويذبحون الأجانب والسياح تعبيراً عن تعصبهم، وعنصريتهم، وكراهيتهم للآخرين من جنسيات أخري، وديانات مختلفة. السلطات الأمريكية ظلت علي اعتقادها بأن »الإرهاب« يمكن أن يضرب أي بلد آخر إلاّ أمريكا. فليس معقولا، ولا متصوّراً كما توهمت هذه السلطات أن تستهدفها عملية إرهابية وهي التي فتحت وتفتح حدودها »سداحاً مداحاً« أمام المتطرفين، والقتلة، والمطلوبين في بلادهم.. وتوفر لكل واحد منهم: المأوي المنعم، وفرص العمل المجزية، وتمنحهم حرية الحركة، والتآمر، والتخطيط لعمليات إجرامية وإرهابية.. في أي زمان، وكل مكان.. بشرط ابتعادهما عن الولاياتالمتحدةالأمريكية! كم سخطنا علي سذاجة الأمريكان في تعاملهم الغبي مع عتاة الإرهابيين الذين خططوا، وأشرفوا علي تنفيذ جريمة اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات. فقد استيقظنا ذات يوم علي خبر منح تأشيرة دخول الولاياتالمتحدة لصاحب العقلية التآمرية التي خططت كل الهجمات الإرهابية في مصر! ولأن »الكذب مُنجي« كما يدمنه البعض فقد نفت السفارة الأمريكية في القاهرة أنها مصدر منح تأشيرة الدخول لهذا الإرهابي! أما من أين حصل علي التأشيرة، وكيف؟! فقيل إن موظف القنصلية الأمريكية في العاصمة السودانية الخرطوم قد أخطأ في منحها، و لو أنه راجع علي الحاسوب معلومات القنصلية الأمريكية في القاهرة عن هذا الشخص لتأكد من خطورته وبادر برفض منحه التأشيرة! المهم أن السلطات الأمريكية اعترفت بوقوع موظفها في الخطأ.. لكنها في الوقت نفسه لم تسارع بتصحيحه، كما أنها لم تبادر بطرده من أمريكا، وإعادته علي أول طائرة إلي مصر ليحاسب أمام قضائها علي ما ارتكبه في حقها وحق شعبها. وعاش الشيخ الإرهابي راضياً، مرضياً، في مدينة نيويورك، وفي بيت يستقبل فيه زواره، ومريديه، وتلاميذه.. علي مدار الساعة. وبين لقاء و آخر.. كان الشيخ »الجليل« يستقبل مقدم برنامج تليفزيوني أمريكي ويحكي فيه عن »أمجاده«، و »كفاحه«، ومشروعاته من أجل تعظيم »حريات الشعوب«.. و إعلاء »حقوق الإنسان« وهما باعترافه الشغل الشاغل للعالم الحر، الديمقراطي، الذي تمثله أكبر، وأقوي دولة في العالم: الولاياتالمتحدةالأمريكية! بعد هذه الكلمات الطيبة عن أمريكا، والأمريكان.. كان مسموحاً للشيخ »الجليل« أن يفتح نيران غضبه، وحقده، علي الدول العربية بداية بمصر.. مهاجماً أنظمتها، ومطالباً واشنطون بالتشدد مع حكوماتها وإجبارها علي توفير الأمن والأمان : للجهاديين، والإسلاميين، والإفراج عن المسجونين منهم فوراً! ما من مرة قام فيها الرئيس حسني مبارك بزيارة إلي الولاياتالمتحدة إلاّ فاجأنا الإعلام الأمريكي بحديث مع الشيخ إياه مكتوباً، أو مسموعاً، أو حتي مرئياً يهاجم فيه رئيسنا، ويشكك في بلدنا، ويحرض الإدارة الأمريكية ضدها! كان يمكن أن يظل الأمريكان علي عماهم، وسذاجتهم إلي اليوم وغد .. لولا أن الشيخ لم يستطع أن يحافظ علي »إجلاله« المزيف أكثر مما تحفظ ، واستيقظت الولاياتالمتحدة ذات صباح علي هجمة إرهابية استهدفت نسف مركز تجاري شهير في قلب المدينة! من أول وهلة.. تبين أن »الشيخ إياه« كان المدبر، والمخطط، والمتلذذ .. بما يمكن أن تخلفه هذه الهجمة من دماء، وأطراف الضحايا.. تحت سمع وبصر الدنيا كلها!