الاستعداد للحرب اليوم يمنع وقوعها غدا«.. هكذا عبر المشير حسين طنطاوي القائد العام وزير الدفاع عن جوهر الاستراتيجية العسكرية المصرية ورؤيتها في ظل الظروف الراهنة، خلال مناورات الجيش الثاني الميداني في عمق سيناء المشروع التدريبي بالذخيرة الحية نصر 3 وعلي مدي ثمانية ايام وركز علي ان السلام لا يعني الاسترخاء، ولكن لابد ان تتحلي القوات المسلحة بأعلي درجات الكفاءة.. وعلي حد قوله: ان العرق في التدريب يوفر الدم في المعركة!. وكما يتضح من كلام المشير طنطاوي للقادة والضباط عدة حقائق: 1 ان الدولة والقيادة العامة تعملان علي توفير الميزانيات اللازمة لشراء احدث الاسلحة والمعدات لكي يظل التدريب علي اعلي مستوي. 2 ضرورة الاستفادة من تجارب وخبرات الحروب السابقة التي خاضتها مصر لتدارك الاخطاء وتعظيم الايجابيات. 3 العمل علي حسن توظيف السلاح من خلال الاستخدام الامثل حتي يكون جاهزا لاداء المهام في اي وقت. ولاشك ان الدروس المستفادة من حرب يونيو وحرب اكتوبر وحرب الاستنزاف بمثالبها وايجابياتها لابد ان توضع في الحساب والتخطيط اثناء مناورات التدريب للجيوش الميدانية واظن انها موضع الاهتمام في المشروعات. في نفس السياق وبتلك الرؤية كرر المشير طنطاوي التركيز علي هذه الاستراتيجية في مناورات الجيش الثالث الميداني خلال المرحلة الرئيسية للمشروع التدريبي التكتيكي بالذخيرة الحية »بدر 0102« والذي شاركت فيه القوات البرية والقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي، واكد ضرورة الاستمرار في العمل الجاد تحت مختلف الظروف والتركيز علي القتال وادارة العمليات الليلية في ضوء التطور التكنولوجي للاسلحة والمعدات واساليب القتال الحديثة واشار الي ضرورة الحفاظ علي الصلاحية الفنية للاسلحة والمعدات وصيانتها بشكل دوري وتطويرها للوصول الي معدلات الكفاءة القتالية!. وكان ابرز ما يميز هذا المشروع: ادارة القتال في عمق دفاعات العدو وصد وتدمير هجوم معاد بالتعاون مع القوات الجوية والدفاع الجوي وقد شاركت في العمليات طائرات الميراج والدبابات الحديثة. مثل هذه التدريبات بالذخيرة الحية وتحت ظروف المعارك للجيش الثاني والجيش الثالث علي جبهة سيناء »وفي العمق« تشير الي نقطة اساسية ومحورية وهي: الاستعداد للعمل العسكري تحت كل الظروف وفي مواجهة جميع الاحتمالات في وقت السلم، وضرورة اليقظة وسط المتغيرات الجارية في المنطقة والمشحونة بالمخاطر!. وبنظرة فاحصة واسعة الابعاد علي ما يحدث في المنطقة من تداعيات فإنه يتضح حجم المخاطر القائمة: 1 ان اسرائيل تعمل علي تصعيد التوتر مع ايران وتسعي لتشديد العقويات عليها، وتهدد بشن هجمات علي سوريا وحزب الله في لبنان بسبب ادعاءاتها بحصوله علي صواريخ سكود. 2 ان اسرائيل تخطط لضربة استباقية »جوية« ضد المنشآت النووية الايرانية لاجهاض البرنامج النووي وهو ما يؤدي الي اشعال حرب اقليمية في الشرق الاوسط، والخليج خصوصا بعدما تكشف عن وجود ثلاث غواصات اسرائيلية مزودة بصواريخ نووية في مياه الخليج!. وقد بدا ذلك واضحا من قيام اسرائيل بمناورات عسكرية مؤخرا علي نطاق واسع لاختبار مدي قدراتها في مواجهة الضربات الصاروخية الايرانية المحتملة للرد علي الهجوم الاسرائيلي. ولذلك اتسعت المناورات لتشمل الجبهة الداخلية وتدريب المدنيين علي الوقاية في الملاجيء من الصواريخ التي تطال العمق والمدن. وهكذا فإن ما يحدث علي الناحية الاخري من الحدود يستدعي اليقظة والاستعداد من جانب قواتنا المسلحة لمواجهة جميع الاحتمالات فإن السلام لا يعني الاسترخاء!.