اعتبرت وزارة الخارجية السورية ان "معركة اسقاط الدولة في سوريا انتهت بلا رجعة"، وأن معركة تثبيت الاستقرار وحشد الرؤي خلف مسيرة الاصلاح والتطوير بدأت. وأكد الناطق باسم الوزارة جهاد مقدسي في تصريحات نشرتها وكالة انباء (سانا) الرسمية أمس أن الجيش السوري سيغادر الاماكن السكنية عند احلال الامن والسلم فيها "بدون اتفاقات". وكشف ان "الجانب السوري نجح في التفاهم المشترك مع المبعوث الخاص كوفي عنان عندما أقر الأخير بحق الدولة في الرد علي العنف المسلح وهو ما لم يكن موجودا في موضوع بعثة المراقبين العرب وفقا لتصريحاته. واوضح ان سوريا تخوض معركة دبلوماسية مع عالم غربي معاد لها لكن من مصلحتها انجاح مهمة مبعوث الاممالمتحدة كوفي عنان دبلوماسيا من باب سحب الذرائع وتعزيز مواقف حلفائها الدوليين. وطالب العالم بمساعدة سوريا بدلا من الضغط عليها. في تطور اخر، قال مسئولون في الاممالمتحدة ان ادارة عمليات حفظ السلام التابعة لها تستعد لارسال بعثة لمراقبة وقف اطلاق النار في سوريا عند توقف اعمال العنف، إلا ان دمشق لم توافق حتي الآن علي ارسال مسئولين لاجراء محادثات في هذا الشأن. وتندرج مسألة ارسال هذه البعثة في اطار الاتصالات بين عنان والحكومة السورية . واكد دبلوماسيون علي ضرورة تبني قرار في مجلس الامن الدولي الي جانب موافقة سوريا، قبل ارسال اي قوة. ونقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن مصادر دبلوماسية في الرياض ان عنان سيقوم بزيارة الي السعودية في غضون الاسبوع المقبل لمناقشة الازمة السورية.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في مقابلة مع الاسوشيتد برس أمس الأول إن خطة عنان للسلام هي الفرصة الأخيرة للنظام السوري وانه سيواجه "اجراءات قوية" من المجتمع الدولي اذا ما فشلت في تنفيذ الاتفاق. وقال اوغلو ان هناك خطرا من ان سوريا قد تستخدم خطة عنان كوسيلة لكسب الوقت. وقدر اوغلو اعداد القتلي بعشرة آلاف شخص.
ومن المقرر ان تشارك اليوم وفود من عشرات الدول في المؤتمر الثاني لمجموعة (اصدقاء سوريا) في اسطنبول الذي يهدف من بين امور اخري الي تشجيع المعارضة السورية المنقسمة علي توحيد صفوفها لتقدم بديلا قويا للنظام السوري، إضافة الي الضغط علي سوريا للسماح بوصول المساعدات للمناطق المحاصرة. وكانت روسيا والصين قد رفضتا المشاركة في المؤتمر فيما لم تتلق ايران دعوة للحضور. من جهته، قال ممثل الحزب الكردي السوري ان انقرة رفضت مشاركة اكراد سوريا كجماعة منفصلة في اجتماع "اصدقاء سوريا" وانما سمحت لهم بالمشاركة ضمن المجلس الوطني السوري المعارض. واشار - حسب صحيفة (حريت) التركية الي انه تم رفض مطلب الاعتراف بهم في البيان الختامي للمؤتمر. وكان المجلس الوطني السوري المعارض قد دعا أمس الأول الي تنفيذ خطة مجلس الجامعة العربية الداعية الي تفويض الرئيس السوري صلاحياته الي نائبه لبدء عملية انتقالية. من جانب اخر، أعلنت واشنطن الجمعة فرض عقوبات ضد وزير الدفاع السوري وضابطين كبيرين في الجيش السوري. من جانبها، نقلت صحيفة (وورلد تريبيون) الامريكية أمس عن معارضين سوريين وشهود قولهم إن الجيش السوري استخدم طائرات هليكوبتر قتالية روسية الصنع في الهجوم علي المعارضة. في الوقت نفسه، ذكر موقع العربية ان مندوب سوريا الدائم لدي الاممالمتحدةبشار الجعفري قدر في رسالة الي رئيس مجلس الامن الدولي حصيلة الخسائر البشرية في سوريا منذ اندلاع الاحداث ب 6143 قتيلا بينهم 3211 مدنيا جراء اعمال ما وصفه ب" مجموعات ارهابية مسلحة". ميدانيا، اعلن ناشطون سقوط 10 قتلي أمس، وذكروا - بحسب موقع قناة (العربية) -ان 55 شخصا قتلوا الجمعة في سوريا وان انفجارا استهدف مقر أمن الدولة في محافظة دير الزور. واشاروا الي وصول تعزيزات عسكرية تضم 200 جندي الي حاجز جوبر بدمشق وان دوي اطلاق نار كثيف سمع ليل الجمعة السبت في ساحة العباسيين وسط العاصمة، في حين تجدد القصف علي حي الخالدية بحمص لليوم الثاني عشر علي التوالي.