مدىحة عزب أسابيع عديدة مرت حتي الآن منذ بدأ الكاتب والمفكر الاسلامي عدنان الرفاعي برنامج المعجزة الكبري في جزئه الثاني علي شاشة دريم، والتي تناول فيه الاعجاز العددي في القرآن الكريم. ومع ذلك لم يعقب عليه أحد مهاجما ذلك الهجوم الذي توقعته ممن دأبوا علي محاربة أي فكر مستنير، وأغلب الظن أنهم عجزوا عن مواجهة الفكر بالفكر ومقارعة الحجة بالحجة حيث انهم لا يجيدون غير " الشتيمة " ولا يريدون الا سجن دلالات القرآن الكريم في زنزانة التاريخ وأسباب النزول وما قاله وأدركه السابقون، وجعلوا من فكرهم وتكرار ما قاله الأوائل سقفا لا يجوز اختراقه، وجعلوا من القرآن الكريم - دون أن يدروا - عند الكثيرين مجرد نص تاريخي تكمن قدسيته في تلاوته والتبرك به وترتيله وتعلم أحكام تجويده، وأغمضوا أعينهم عن أسراره واحتوائه علي الحقائق الكونية وعلي مفاتيح كل شيء .. والأهم من ذلك أنهم أبطلوا اعمال العقل والتدبر للقرآن الذي أمر به الله سبحانه وتعالي كافة المسلمين سواء السابقون أواللاحقون.. واليوم نشير الي قضية غاية في الأهمية وهي قضية الناسخ والمنسوخ، فقد أثبت المفكر الاسلامي عدنان الرفاعي بالبرهان وبالدليل العددي أنه لا ناسخ ولا منسوخ في القرآن الكريم، وانما الفهم الخاطيء لبعض النصوص القرآنية وعدم مقدرة البعض علي استنباط مدلولاتها هوالذي جعلهم يقولون بالناسخ والمنسوخ، وساق لنا المهندس عدنان الرفاعي الأدلة القاطعة علي صحة رأيه وأنه لا تناقض ولا تعارض في القرآن إطلاقا وانما تكامل تام بين الآيات، مثال علي ذلك عدة الأرملة فقد قالوا إنها كانت عاما ثم نسخت بأربعة أشهر وعشرة أيام، بينما في الحقيقة أن العام الذي أشار اليه الله جل وعلا فهوالمسموح للأرملة فيه بالتمتع بالنفقة الكاملة في بيت الزوجية لكن ان خرجت الأرملة بعد عدتها الواجبة والتي هي أربعة أشهر وعشرا، فلا جناح عليها، والمعروف لغويا أن كلمة " ان " لا تعني حتمية وقوع الفعل ولكن قد يقع وقد لا يقع، بعكس كلمة " اذا " والتي تعني حتمية وقوع الفعل، قالوا كذلك إن الصيام كان عدة أيام ثم نسخ بآية " شهر رمضان" واستشهدوا بالآيتين 183 و184 من سورة البقرة، المنسوخة علي زعمهم بالآية 185 من نفس السورة والتي حددت شهر رمضان كاملا لأداء فريضة الصيام، بينما في الواقع أنه لا تعارض اطلاقا بين الآيات لكي نتعلل بالناسخ والمنسوخ، لأنه في الآيتين المشار اليهما يتحدث الله عن الصيام بشكله العام ثم في الآية التالية تم تحديد شهر رمضان، ويقول المهندس عدنان الرفاعي اننا لسنا ضد الفهم المتوافق مع دلالات كتاب الله تعالي، ولكننا ضد فرض تصورات البشر الوضعية علي دلالات كتاب الله، ولكن المشكلة أن الفكر الذي يتم فرضه بآلية ذر الرماد في العيون هو فكر لا يري دلالات كتاب الله الا من منظار بعض السابقين ولذلك هم يحاربون التدبر الحقيقي لكتاب الله تعالي، من منطلق منهجهم التراثي الجمعي المغلق، لذلك فان المطلوب العودة لكتاب الله واعتباره المعيار لفكر الأمة .