أسامة شلش لا اعتقد أن هذه هي أخلاق المصريين وأتعجب ما سر هذا التغير الحاد والمنحني الخطير الذي ننزلق فيه رغم تلك الثورة التي استبشرنا بها خيرا للقضاء علي الفساد والتسيب والإنحلال الذي عانينا منه علي مدي 03 عاما كاملة. نختلف ونطالب بحقوقنا أو بأكثر منها - معتقدين ذلك- ولكن ليس علي حساب الوطن ومصالحه وحساب الشعب الباقي الخالد ولا تصل بنا تلك المطالب إلي حد الإضرار ببلدنا مهما كانت فالوطن باق ونحن زائلون. العبث بالوطن جريمة يجب ان نتصدي لها بكل حزم وألا تأخذنا رحمة بمرتكبها أو من يحرض عليها أو يتواطأ لتنفيذها بيده أو بيد غيره وما عشناه علي مدي الأسابيع الماضية يدفعنا إلي ان نعي ما يدور وما يحيق بمصر. والخطر الأكبر الآن هو اننا أصبحنا لا نعرف قدر مصر ونسئ إليها وأصبحت صورتها التي تنقلها الأنباء والأخبار وشاشات الفضائيات إلي كل مكان في العالم في لحظة حدوث الأحداث داخل بلادنا صورة سيئة تدفع العالم كله للابتعاد عنا بعد أن أصبحت بلدنا بما نرسمه لغيرنا لصورتها غريبة المعالم وخطيرة وغير آمنة فالاضرابات في كل مكان بلا مبرر والسلاح بكل أنواعه في يد الصغير والكبير ومقاومة السلطات أصبحت شريعة القاصي والداني ومخالفة القانون الذي نريد ان نحتمي في ظله صارت دستورا والخوف كل الخوف ان تسود بيننا شريعة الغاب وقد لا نكون قد حسبنا حسابه بدقة ولكننا بأفعالنا ندفع أنفسنا ومصر إليها. إذا كانت الحكومة عاجزة كما يصورها لنا مجلس الشعب فلترحل ولكن هل هذا هو الحل؟ في رأي اعضائه أنه الحل ولكن عليهم ان يقدموا لنا حلولا للمشاكل وألا يطلقوا علينا الشعارات والبيانات والخطب الحماسية من خلال الجلسات أو من خلال ميكروفونات الفضائيات فلم يقدم لنا أي عضو في المجلس حلا مثلا لمشكلة اضراب سائقي النقل العام بل جلسوا مثلنا يتفرجون!! ولم يقدموا لنا حلا لمشاكل أحداث بورسعيد بل خرج النواب للمدينة الباسلة يهددون بالاعتصام وكأن به الحل الكامل للمشكلة وجلس الجميع يشاهدون التهديد باقتحام مقر هيئة قناة السويس دون ان يقفوا هم بصدورهم ليمنعوه وتركوا الجيش والشرطة تتصدي للمحاولة. والحكومة هي الأخري وقفت موقف المتفرج علي مدي 01 أيام كاملة في إضراب النقل العام الذي اخرج فيه العاملون ألسنتهم للناس كلها وعندما تدخلت القوات المسلحة خرجوا علينا ليقولوا إن الجيش يحاول الوقيعة بين الشعب وبينهم وكأن البلد طليقة يفعلون بها ما يشاءون. أما الكارثة الكبري فكانت ما أقدم عليه عمال الصرف الصحي بالسويس بالقاء 022 ألف متر مخلفات في المجري الملاحي لخليج السويس بما يهدد القري السياحية وحركة السياحة بل وحركة الملاحة والصيد بكارثة في تصعيد لاضرابهم، 011 عمال اعتصموا داخل محطة الصرف وفعلوا فعلتهم وكأن البلد بلا رابط ولا ضابط وللأسف ستمر جريمتهم كما مر غيرها بحجة ان الوقت دقيق والحالة لا تسمح بالعقاب. انشغل أعضاء مجلس الشعب بالدستور والانتخابات ومن يمثل من في اللجنة التأسيسية وانصرفوا إلي معادة الحكومة علي حساب مصر، وتمسكت الحكومة بكرامتها التي ظنت ان مجلس الشعب يريد إهدارها وانهكتها المطالب الفئوية والاضرابات وحجم هائل من المشاكل يحتاج إلي معجزات لحلها وانصرف الاثنان عن مصر التي تئن من مؤامرات خارجية يعلم الله مداها وضرب تحت الحزام من الداخل يمارسه ابناؤها بكل أسف. مصر مستهدفة من الداخل والخارج اللهم ارحمها.