بعد 74 يوما من الحداد والابتعاد عن أجواء المناقسة في بطولات الساحرة المستديرة.. يعود النادي الأهلي للظهور من جديد عندما يلتقي في الثالثة عصر اليوم خارج حدود الوطن مع البن الأثيوبي في ذهاب دور ال 32 لدوري رابطة الأبطال الأفريقي لكرة القدم. المباراة هي ضربة البداية الرسمية الأولي للأهلي في مشوار البطولة للعام الحالي كما أنها المواجهة الرسمية الأولي منذ خوض المباراة الكارثية أمام المصري باستاد بورسعيد في الأول من شهر فبراير الماضي وانتهت بأحداث صادمة أسفرت عن مصرع أكثر من 70 من مشجعي وجماهير النادي الأهلي وتوقف بعدها المسابقات المحلية تماما وتم إلغاء بطولة الدوري علي خلفية الأحداث المأساوية انتظارا لما ستسفر عنه التحقيقات في القضية. ولم تكن بعثة الأهلي حتي اللحظات الأخيرة قبل المباراة بعيدة عن الأحداث والقرارات الخاصة التي تم اتخاذها في أعقاب هذه المذبحة وانتابت اللاعبين وأعضاء الجهازين الفني والإداري صدمة كبيرة بعد سماع العقوبات التي نال النادي الأهلي جانبا منها رغم ما تعرض له الفريق منذ وصوله إلي بورسعيد، وهو ما دفع الكابتن حسن حمدي رئيس البعثة لعقد جلسة سريعة مع أعضاء الفريق أكد لهم خلالها أنهم مطالبون بالتركيز في المهمة التي سافر من أجلها الفريق وأن الحديث عن ردود الأفعال تجاه العقوبات والقرارات التي أعلن عنها إتحاد الكرة سيكون له شأن آخر بعد العودة إلي القاهرة. وعلي الصعيد الفني فإن فريق الأهلي قد بدا رحلة الاستعداد للمباراة منذ المعسكر الإماراتي الذي خاض خلاله الفريق ثلاث مباريات ودية تعرض للهزيمة في اثنتين وفاز في الثالثة وهي المباريات التي أظهرت تأثر اللاعبين بدنيا وفنيا ونفسيا بعد أن شاهدوا الموت بأعينهم، وهو ما سعي الجهاز الفني لعلاجه في المقام الأول قبل التحول للتركيز علي باقي الجوانب، وبعد العودة للقاهرة اضطر الجهاز الفني للاعتماد علي التدريبات فقط بعد رفض الأمن إقامة أي مباراة ودية وهو ما دفع الجهاز للاتفاق علي مباراة سرية مع أكاديمية سبورت للوقوف علي حالة اللاعبين قبل السفر إلي أثيوبيا. واجه الأهلي ظروفا صعبة في الفترة الأخيرة بعد أن ضربت الإصابات خطوط الفريق الثلاثة ليحرم الفريق في مباراة اليوم من جهود عدد من أبرز العناصر في مقدمتهم وائل جمعة و عبد الله السعيد وعماد متعب بجانب غموض موقف حسام عاشور ومحمد بركات ودومينيك حتي الساعات الأخيرة قبل اللقاء. وأبدي البرتغالي مانويل جوزيه قلقه من إقامة المباراة عصرا وهو توقيت يزيد من صعوبة المهمة بسبب نقص الأكسجين في العاصمة الأثيوبية في ظل ارتفاع درجات الحرارة، واضطر الأهلي لخوض تدريبه الرئيسي علي الملعب الذي تقام عليه المباراة ليلا بسبب انشغال الملعب بمباراة فريق سان جورج الأثيوبي مع الأفريقي التونسي في دور ال 32 لكأس الاتحاد الأفريقي. ومن المنتظر أن يعتمد الأهلي الكرات العرضية والطويلة لمواجهة حالة أرض الملعب السيئة والمليئة بالحفر خوفا من التعرض للاصابات خصوصا بعد أن انضم شريف عبد الفضيل لقائمة الغائبين بسبب عدم اكتمال لياقته البدنية. في المقابل يراهن فريق البن الإثيوبي علي عدة عوامل لتحقيق الفوز أهمها افتقاد الأهلي لظروف الاعداد الجيد بجانب الرغبة في تكرار سناريو عام 1998 عندما أطاح البن بالأهلي من دور ال 32 أيضا لنفس المسابقة بعد التعادل في مباراتي الذهاب والعودة بأثيوبيا والقاهرة 1/1 و2/2. ويعتبر خط هجوم الفريق هو أهم الخطوط حيث يضم أبرز لاعبيه ميدهان تاديس الذي أحرز 18 هدفا مع فريقه هذا الموسم بينها هدفين أحرزهما في شباك ميتسامبولي بطل جزر القمر حسم بهما صعود البن إلي هذا الدور.