حاولت الولاياتالمتحدة أمس التخفيف من حدة التوتر بينها وبين البرازيل وتركيا علي خلفية الاتفاق الثلاثي الذي عقداه مع إيران لضمان تبادل الوقود النووي والذي انتقدته وقللت من قيمته، اذ سعت للتشديد علي أن انتقاداتها متعلقة بالنوايا الإيرانية. وقال مسئولون في الإدارة الأمريكية إن البرازيل وتركيا كانتا بالفعل تبحثان عن طريقة "جدية وصادقة لتحقيق التقدم في الملف الإيراني، ولكن الدوافع لدي طهران - لسوء الحظ - كانت مختلفة" مضيفين أن مضمون اتفاق التبادل "أقل بكثير مما هو مطلوب علي المستوي الدولي لرفع العقوبات علي إيران."واوضح المسئولون الذين طلبوا عدم ذكر اسمهم أن نص اتفاق التبادل "لا يتطرق إلي القضايا الأساسية المتعلقة بتأكيد سلمية برنامج إيران النووي وعدم وجود جانب عسكري له خاصة وأن طهران أكدت عزمها مواصلة تخصيب اليورانيوم رغم توقيع الاتفاق" مما يتيح لها مواصلة السعي للتسلح النووي. وكانت إيران قد وقعت في مايو الجاري مع البرازيل وتركيا اتفاقاً لتبادل اليوارنيوم منخفض التخصيب في تركيا مقابل وقود مخصب بنسبة 20 في المائة لتشغيل مفاعل أبحاث طهران. وبموجب الاتفاق ترسل طهران 1200 كيلو جرام من اليورانيوم المخصب إلي تركيا مقابل الحصول علي 120 كيلو جراما من الوقود النووي المخصب بنسبة 20 في المائة لتشغيل مفاعل طهران. ولكن استقبال الولاياتالمتحدة لهذا الاتفاق ببرود وتشكيك دفع وكالة الأنباء البرازيلية إلي نشر رسالة رسمية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي نظيره البرازيلي لولا داسيلفا يحدد فيها الأول النقاط التي يرغب في أن تشملها الاتفاقية وذلك لإظهار أن الأمور تمت وفق رغبة واشنطن. وتزامن ذلك مع تصريح لوزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي احمد داود اوغلو في ريو دي جانيرو بان أنقرة وبرازيليا تسعيان لانتهاج سبيل الحوار مع إيران. ومن جانبه، أشاد اوغلو بإعلان طهران واعتبره نجاحا لتركيا والبرازيل وللإدارة الأميركية التي تحدث رئيسها باراك اوباما عن ضرورة التواصل مع إيران.وقال اوغلو ان مفاوضلت تركيا والبرازيل سارت علي خطي الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي دعا في برنامج حملته الانتخابية عام 2008 الي زيادة التواصل مع ايران. وعلي صعيد اخر اعتبر خبير في الشئون الايرانية ان العلاقات الايرانية الروسية تمر بأسوأ مراحلها منذ الحرب الباردة وذلك بعد انضمام موسكولواشنطن في تأييد العقوبات. وقال علي أنصاري الخبير في الشئون الإيرانية بجامعة سانت أندروز الاسكتلندية إن "الأمور تتحول للأسوأ منذ بعض الوقت" مشيرا إلي أن قبول إيران هذا الشهر لاتفاق مبادلة الوقود النووي الذي اقترحته تركيا والبرازيل أثار غضب روسيا رغم أن لافروف قال إنه سيمثل انفراجة إذا نفذ.