هي من يعرف شكوانا قبل أن نتفوه بها وتقدم النصيحة الصادقة والحب المجرد دون انتظار أي مقابل.. من غيرها يستطيع المرء أن ينس همومه تماما بين يديها ويشعر بتلك الراحة التي تمكنه من أن يغفو فوق صدرها الحنون؟ هي الوحيدة التي تستطيع أن تتجرد أمامها من كل شيء لنعود كالأطفال نتلمس الطريق الصحيح بنصحها وارشادها. انها أعز الناس التي قدرها وأوصي بها رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ثلاثا وقدمها علي الجميع.. ولم يكن غريبا أن يقدر الجميع الأمومة والأم ومن بينهم الأئمة والشعراء والأدباء.. فمن غيرها يدين له الإنسان بمثل فضلها بعد الله سبحانه وتعالي؟ هي رمز التضحية والعطاء والحنان.. التي قال فيها الإمام الشافعي بيت الشعر الرائع »واخضع لامك وارضها.. فعقوقها إحدي الكبر«.. أما الأديب العالمي وليم شكسبير فقال جملته الشهيرة والمتفردة »ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأم«.. فمن بالفعل يمكن أن يكون تلك الوسادة التي تمتص كل أوجاع النفس وآلام الإنسان. كل الإعزاز والتحية والتقدير للأمهات اللاتي نحتفل بعيدهن يوم الأربعاء القادم وتحية خاصة لأمهات شهداء مصر الذين قدموا أرواحهم في سبيل عزتها وكرامتها ورفعة شأنها. ودعوة للأبناء للالتفاف حول امهاتهم ورعايتهن طوال العام قبل أن يفقدوا الهدية التي منحها الله عز وجل لهم والتي لا يعرف قيمتها الحقيقية إلا من حرم منها.. واجمل زهور العالم مع كل الحب لروحك يا أمي ولأرواح كل الأمهات اللاتي رحلن عن عالمنا وتركتنا بلا مرشد أو معين نسبح في بحر الحياة وسط أمواجه العاتية.