الترشح لانتخابات الرئاسة.. مولد و»صاحبه نايم«!.. فيه تقعد علي القهوة وتقول للقهوجي: »شاي دايم يابو ريحة تفطر الصايم«! يا الله!.. تعالوا نلغي عقولنا لبعض الوقت ونعيش الأوهام والخيال حتي ننجو بحياتنا من خطر العبث واللا معقول.. تعالوا نقول: لو أن الرئيس القادم »كان في الأصل قهوجي.. تبقي البلد مظبوطة« وفي الخمسينة!.. ولو كان أصله من عمال الصيانة تبقي المحروسة في الحفظ والصون!.. ولو كان ممن سبق انتعالهم للشباشب يبقي الحفاة صبروا ونالوا وباضت لهم في القفص.. أما إذا اعتلي كرسي الرئاسة من نزل عليه الوحي من السماء أو من زاره الرسول - صلي الله عليه وسلم- في المنام وأوصاه برئاسة مصر، ففي هذه الحالة فسوف تحل علينا الخيرات وتهبط علي رءوسنا نفحات البركات.. لأن ببركة مولانا الرئيس سيتحول الفقير إلي غني والحرامي إلي عصامي.. والخائن إلي مخلص أمين.. سيتحول الفاسد إلي رجل بر وتقوي والحاقد إلي محب للخير.. ولا نستبعد أن تنتقل عدوي الهداية والصلاح إلي رموز طرة.. وإذا فاتتهم فلا نستبعد أن تطول أولادهم وأحفادهم.. يكفي أننا إذا أردنا خيراً نصرخ ونقول: مدد.. مدد يا مولانا الرئيس! والآن تعالوا نعود إلي العقل والمنطق مرة أخري لنقول: الدول منازل - جمع منزلة - والعبث درجات ومستويات في المهازل، فلماذا نخلط الجد بالهزل؟.. لماذا نوحي للآخرين بأننا نهوي بأنفسنا من القمة إلي القاع.. من المقدمة إلي المؤخرة.. ومن الريادة إلي السقوط تحت »البيادة«؟!.. هل مصر بلد صغير وهزيل حتي يترشح لرئاسته صنايعي أو قهوجي أو موتور؟!.. أي ذنب اقترفته أم الدنيا حتي يحقر أهلها من منصب رئاستها؟! إننا أمام احتمال من اثنين.. إما أن الذين تقدموا للترشح - وهم ليسوا أهلا للمنصب - مدفوعون من فلول النظام البائد علي سبيل التبكيت والتنكيت، وجاء الدفع بهم للإيحاء بأن مستوي مصر قد تدني بعد أن خلعت الثورة مبارك.. ومن ثم يصبح الأمر مادة للسخرية والتندر.. وإما أن هؤلاء مازالوا يعانون من عقدة الكبت التي سببها لهم نظام مبارك فأرادوا إثبات الذات ليقولوا: »نحن هنا« بحمل لقب »المرشح السابق للرئاسة«! مصر مازالت يقظة وليست في حاجة إلي مسحراتي ينقر علي طبلته حتي يوقظها!.. مازالت - وستظل- علي قيد الحياة، ولا تحتاج إلي تربي حتي يدفنها!.. مصر بناسها وحضارتها وتاريخها أكبر من كل هذا التهريج! أقول لهم رئيس الوزراء »الفلول نجحوا في جعل الناس يعيشون أياماً أكثر سواداً من أيام مبارك بسبب الأزمات المفتعلة«! وزير البترول »قلت إن أزمة البنزين سببها عدم استيعاب المحطات للكميات المطلوبة.. كده فكرتني باللي قال إن الفلوس بالكوم، لكن الجيب ضيق ومش واخدها«! وزير المالية »نزلاء طرة عرضوا التنازل عن الأموال والممتلكات مقابل العفو.. قبل أي شيء: هل الدولة عندها تقدير لقيمة أموالهم وممتلكاتهم«؟!